في ثمانينيات القرن المنصرم وفي خضم الحرب العراقية الايرانية، استوردت الدولة العراقية سيارات( فولكسواكن برازيلي)، ووزعتها على الضباط، وصارت البرازيلي علامة فارقة للشوارع العراقية، وفي بغداد خصوصاً، وبما ان الضباط حديثو العهد مع السيارات، كثرت حوادث الاصطدام، وصارت دوائر المرور تعج بملفات المتخاصمين، حتى ان رجال المرور كانوا دائما يكتبون في المخطط (صوج ابو البرازيلي)، وفي يوم ما اصطدمت سيارة ماليبو، بسيارة كرونة، فكتب صاحب المخطط 🙁 صوج ابو البرازيلي)، فرد الرجل عليه: لم تكن هناك برازيلي، فقال: الم تضايقك سيارة برازيلي، خلص ( صوج ابو البرازيلي)، البارحة سمعت من سياسي كردي امرا، يعيدنا الى حكاية النكات وصياغاتها حول اخواننا الاكراد.
هذا السياسي سأله من يلتقيه في القناة عن سبب الاحداث الجارية في كردستان، فقال: ( كلها صوج المالكي)، فغضب الاعلامي وقال: وماعلاقة المالكي بمايحدث في كردستان، فرد انه هو من طرق طرقة الولاية الثالثة، ضحكت وضحك المذيع، وقلبت القناة الى اخرى، وانا افكر بمسعود وماذا سيفعل عن طريق هؤلاء الذين صوروه الهاً وراحوا يعبدونه، ويقينا ان الخراب سيعم كردستان اذا مابقي مسعود يدعو الى الديمقراطية ويتمسك بالكرسي كأي دكتاتور مستميت من اجل المنصب، جميعنا ننظر الى كردستان بانها تجربة رائدة في العراق، ونفتخر ان جزءاً من العراق عرف طريق الحرية والبناء والاستقرار، ولكن العقلية العشائرية التي يتمتع بها مسعود لا تقل عشائرية عن عقلية صدام.
المعلمون بلا مرتبات في كردستان والدولة العراقية مع ازماتها تدفع لمسعود، ومسعود يضعها في خزائنه، ولكن هذا الرجل مع مايتمتع به من صفات الاجرام والتفرد في الحكم، يجد من يدافع عنه من مرتزقة اشتراهم بقطع اراضٍ في اربيل، ومرتبات تقاعدية لاعلاميين بارزين، وهذا هو سبب صمت الاعلام عن مسعود، نفس الاسلوب الذي اتبعه صدام بشراء الذمم، وهذا اسلوب رخيص سيعود بالضرر عليه اولا وسيمسح تاريخ هؤلاء الاعلاميين ويلقي بهم الى مزابل الصحف التي تعود دائما مع المسترجع من اعداد الصحيفة، تظاهرات كردستان والرأي العام الكردي يتجه باتجاه الحرية الحقيقية، ليست حرية الاصلاح والدولة المدنية فحسب، ولكن هناك ماهو اعمق واوسع واشمل، انه الاقليم الانموذج الذي سيصنع الحياة
للكرد الذين دافعوا عن هويتهم على مر العصور، وكل واحد لن يقف مع الكرد في تحقيق ديمقراطيتهم، سيكون ملعونا من الاجيال المقبلة فصوت الشعب باقٍ والاصوات الاخرى الى فناء.
لم تكن التظاهرات في كردستان صوج ابو البرازيلي، وانما كانت صوج مسعود الذي يحاول ان يركب الشعب الكردي من الآن الى يوم القيامة، لكن نسي مسعود ان الكرد معروفون بطول النفس والمقاومة، وما حدث مع صدام وغيره سيحدث معه باصرار اكبر، والحمد لله ان الشعب الكردي موحد ولاتفصله طائفية مقيتة يستطيع مسعود من خلالها ان يلعب بمقدرات الكرد، كما حدث مع المالكي والتيارات الدينية الاخرى التي تسيدت المشهد باسم الطائفة، لن انسى ان المالكي اعطى قطع الاراضي لمن يعمل معه ولابناء مدينته، ولن استطيع ان انسى الطبقية التي خلقها بالتفرقة بين موظفي الدولة، حتى بات البعض امراء، وبقي البعض الآخر عبيدا بخرائب للايجار، ستأتي ثورة كردستان وسيقول الشعب الكردي قولته، ولن يسمع اعذار مسعود في ان مايحدث في كردستان هو صوج ابو البرازيلي.