18 ديسمبر، 2024 11:00 م

كانت فكرة جميلة ومتقدمة التي عمل عليها مركز دار السلام للإعلام والدراسات وتنمية المجتمع والتي تهدف الى نشر وعي إنتخابي مختلف عن الوعي الذي أسست له قوى سياسية مصلحية وفئوية طائفية وقومية ذهبت بأصوات الناس الى صناديق تمثل مصالح القوى المتنفذة. فكان المواطن يدلي بصوته لينتخب ممثلين له في البرلمان والحكومة لكنه في الحقيقة كان ينتخب شخصا يمثل جهة سياسية، ولايمثل الشعب، وفي الغالب لم تكن من إستراتيجية واعية لبناء الدولة، بل بقيت الأمور تدار وفقا لإجتهادات، وتطوع من هذا السياسي، أو ذاك.

فالبرلماني المنتخب لايمثل الشعب حقيقة التمثيل، وينشغل بالتفكير في المرحلة اللاحقة، وكيف يمكن له ضمان الفوز في الدورة التالية ليكون متنعما منتفعا من حضوره في المنظومة النخبوية، وماتوفره من إمتيازات عالية في الراتب والمنزلة الإجتماعية والسفر والحضور في مؤسسات الدولة والحصول على الأموال من جهات متعددة متنفذة، وعديد من السياسيين يدخلون في عالم التجارة والأرباح وتشغيل الأمول، وتمضية العقود، وجلب شركات تمنحهم فوائد مالية.

لايعمل البرلماني على وضع إستراتيجية شاملة للبناء والإعمار والتطوير والنهوض بقطاع الخدمات العامة، وهو ليس الملام لوحده فالمنظومة السياسية تسحبه الى دائرتها، ويتحول الى منتفع فقط، وهناك من النواب من يلتف على الأمر برمته فيذهب بإتجاه حيلة شرعية تتمثل في مساعدة المقربين منه والإهتمام ببعض المناطق التي يضمن أصوات مواطنيها في أي مشاركة إنتخابية ويبدأ بالضغط على الدوائر الخدمية لتعبيد طرق، أو بناء مستوصفات حتى لو كان ذلك على حساب مناطق أخرى تكون مشمولة بالخدمات تلك لكن الضغط يغير المسار، ويكون فساد من نوع آخر أكثر قتامة.

كيف يمكن للمواطن أن يضمن إن صوته سيذهب بالإتجاه الصحيح، وأن يكون في الصندوق الملائم، ويحدد الشخص المناسب في المكان المناسب الذي يخدم مواطنيه ليس فقط في تعيين بعض الأشخاص، أو تقديم مساعدات لبعض آخر، أو تقديم خدمات بسرقتها من مواضع أخرى، ولكن بوضع إستراتيجيات شاملة، والعمل بروح المجموع لتكون المؤسسة البرلمانية فاعلة، ولاتعود تمثل الكتل البرلمانية وحسب.

في هذا السياق تأتي حملة ( صوتك من ذهب) لتكرس مشروعا قيما يهدف الى إجتذاب المواطنين الى الدائرة الصحيحة ومساعدتهم في الخروج من دائرة الولاءات الحزبية والطائفية والقومية والعشائرية وحتى المناطقية ليصوتوا لممثلين لديهم رؤية وإستراتيجية واعية، وليسوا أشخاصا باحثين عن المناصب والإمتيازات والحظوظ العالية التي تخدمهم، بينما تحرم شعبا كاملا من حقوقه، وهذه الحملة ستشمل مختلف القطاعات الشعبية مع قرب موسم الإنتخابات البرلمانية والمحلية، وهذا يحتاج الى تكثيف الجهود وإستهداف شرائح مجتمعية مختلفة، ولاتقتصر على موضع بعينه، بل تشمل مختلف التوجهات والمهم أن يصوت الناخب لمن يكون جديرا بالعمل من أجل الوطن لامن أجل نفسه.