حسنا فعل صديقي مفيد عباس حين اتصلت به هاتفيا ليقلني معه في سيارته التي تصيبها الاعطال بين الحين والاخر الى متنزه الزوراء لنشارك اصدقاءنا في مجموعة (+ صوتك) الفيسبوكية احتفالهم بعيد الحب …حب العراق اولا بالطبع …وقتها اعتذر مني بطريقته المهذبة لاضطر ( وما اجمله من اضطرار ) ان استقل باص ( الكيا ) حينا وامشي حينا اخر وصولا الى الاحتفالية اللذيذة الطعم واللون والرائحة .
هنا وقعت عيني اليوم على اللون الاحمر …لون الحب ..الحب العراقي الممزوج بالخوف والقلق والمتطلع رغما عن اي شيء للمستقبل القادم الذي نريده لعراقنا .
وليس غريبا وانت تمشي في الشارع ان تشاهد شابا جميلا يلبس بلوزة حمراء او يضع ربطة عنق حمراء او فتاة بعمر الورد تحمل معها وردا احمر او ربما تلبس ربطة حمراء …ليس غريبا ذلك .
لكن المدهش ان ترى اناس تخطت اعمارهم الخمسين عاما وهم يتشحون باللون الاحمر ..
المدهش ايضا ان عيني التقطت اللون الاحمر وانا في طريقي لمتنزه الزوراء وكأنها لم تلتقطه قبل ذلك .
كنت مسرورا جدا وانا اتمتع بنعمة اللون …
مبتهجا جدا وانا التقط اللون الاحمر في علم العراق ولا يهمني الى ماذا يرمز بقدر ما اريده ان يرمز للحب ..
مبتهجا جدا وانا الاحظ ان بعض خزانات الماء البلاستيكية فوق البيوت لونها احمر وان اللايت الخلفي للسيارات لونه احمر وان بالونات الهواء لونها احمر وان الاشارة الضوئية المعطلة مع دستور العراق واشياء اخر فيها لون احمر …واكرر لايهمني رمزيتها المصطنعة والموضوعة لها فيكفي ان تتصدر رمزيتي الذاتية لهذا اللون البهيج ..
اكثر من ذلك لاحظت بعض لافتات الحزن على الحسين وطف الحسين لونها احمر وان بعض الكتل الكونكريتية في السيطرات مصبوغة باللون الاحمر وان جهاز الانذار المركب فوق سيارة الشرطة فيه اللون الاحمر وكذلك ( الامانة ذات الطابقين ) التي عادت من جديد تتنفس في العاصمة تتخذ نفس اللون .
يا الهي وانا ادخل الزوراء اشاهد قناني الكوكا كولا وكأني اعرفها لاول مرة ان فيها لونا بهيا اسمه الاحمر .
الحب يملأ المكان …الناس فرحون …ومبادرة ( + صوتك ) تسعد الناس بفضل القائمين عليها ..الرائعون جدا دون ذكر اسماء …
الرائعون الذين كتبوا (نحن عشاق العراق ،، عشاق المدنية سنملأ حدائق الزوراء في بغداد الواناً وبهجة وغناءً ،، سنقول لحبيبنا الغالي عراق الروح ، نحبك ياوطن الاجداد والآباء ، يا وطن الامهات الطيبات ، يا وطن الاطفال الحلوين ،، لنا الشمس ولاعدائك الظلام ،، بالحب وحده ستكون وطناً من ورود ،، العراق يستاهل الحب تعالوا معنا نترك اليأس ونغني ،، بالموسيقى نطرد الوحشة ونستقبل الامل ،، العراق يستاهل كلمة حب ، تعالوا نقول له نحبك ياعراق ،،، موعدنا مع اكبر تجمع لعشاق الوطن يوم الخميس 14 شباط على حدائق الزوراء ،،، للعراق وحده تكون الاغنيات بطعم جديد ،)
شكرا لصوتكم ولونكم وعيدكم ..البهي والنقي كنقاء ارواحكم …
شكرا جدا
