ايام قلائل تفصلنا عن الانتخابات البرلمانية التي قدر لها ان تكون محددةلمستقبل الوطن للاعوام القادمة ، ولن نضيف شيئاً اذا اردنا ان نكتب عن مرحلة العشر سنوات الماضية سواء كان ذلك سلبياً ام ايجابياً ، ولكن ما يتحتم علينا ذكره هو ان خلاصة تلك الحقبة منذ احتلال العراق وسقوط الصنم وحكم البعثية الفاسد الى اليوم سنجد ان الارهاب قد وصل الى مشارف العاصمة بغداد ولازال الارهاب ومفخخاته يخطفون منا كل يوم الاحبة والاصدقاء وتتواصل قوافل الشهداء في ظل امن مفقود وفساد مستشري في معظم الاجهزة الامنية وفراغ منصبي وزيري الدفاع والداخلية ، وخدمات متردية مع فوضى ادارية وغياب تام للتنسيق بين مؤسسات الدولة ووزاراتها ، واقتصاد هش مع اعتماد تام على النفط وغياب الصناعة الوطنية والزراعة وفساد كبير في ملف البطاقة التموينية ، وعزلة سياسية تامة عن المحيط الاقليمي والخارجي وسوء ادارة واضح لملف العلاقات الخارجية وكل هذه المؤشرات تؤكد غياب الهوية الوطنية والبرامج والخطط في ادارة الدولة او العمل على بناء مؤسساتها وبالتالي تجعلنا امام مسؤولية شرعية ووطنية واخلاقية في ان نقرر وان يكون قرارنا هو ان نصحح خياراتنا ونساهم بصوتنا في تحقيق الاهداف التي ضحى من اجلها شهدائنا وابناءنا في بناء عراق موحد حر ديمقراطي يتساوى فيه الجميع بالحقوق والواجبات ويسع الجميع وهذه المساهمة تأتي اولا من خيار المشاركة بالانتخابات ومن ثم امتلاك القرار في حماية الوطن والشعب عبر الاختيار ولكن اي اختيار واي قرار ؟
قرار الناخب سيجعله امام قرار اخر لايقل اهمية عن المشاركة وهو صوت الناخب ولمن سيعطيه لانه اذا كان القرار من اجل ارضاء كتل او احزاب او افراد فلا قيمة لقراره ولا لصوته ،وأما اذا كان قرارنا التصويت من اجل العراق فأننا نكون قد حفظنا الوطن موحداً وقوياًمتآخياً بكل مكوناته وطوائفه ونسيجه الاجتماعي.
صوت الناخب في خدمة الوطن يجب ان يكون هدف المرحلة وشعارها وهذا سيساعد في بناء الدولة ومؤسساتها واختيار برلمان قوي ومتماسك معظم اعضاءه من الكفاءات المخلصة والخيرة التي ستشرع في بناء الدولة واقرار القوانين والمراقبة الفاعلة للحكومة ومحاربة الفساد بكل اشكاله وبناء دولة المواطنة بعيدا عن برلمانات المرحلة السابقة التي اسهمت في تأخر بناء مؤسسات الدولة كثيرا والحد من فسادها بسبب انشغال اعضاءها ببناء الذات والحزب والكتلة .
مما لاشك فيه هو ان المرجعية الدينية الرشيدة والقيادات الدينية والوطنية قد اسهمت في تحديد الملامح الرئيسية التي تساعد الناخب على المساهمة في الاختيار الصحيح وتغيير الفاشلين والفاسدين وهذا يعني الاقرار بوجود الفساد والفشل من قبل الحكومة والبرلمان الحالي وبالتالي على الناخب ان يفكر ويتأمل ويقرر بحسه الوطني بعيداً عن العاطفة او الانحياز العشائري والحزبي والطائفي ، ايضا على الناخب ان يبذل الجهد الكبير من اجلالمساهمة في بناء مستقبل العراق ومحاربة المفسدين وايصال الاكفاء والمخلصين ومن يحسن الظن بهم قولا وفعلا الى قبة البرلمان بعيدا عن صيحات الطائفيين ومن يبحثوا في الازمات عن ازمات لاشغال المواطن في صراعات السياسة لأشغاله ونهب الدولة وميزانيتها والاثراء على حساب طبقات الشعب الفقيرة والمحرومة.
ان للديمقراطية اسس ومفاهيم يجب ان يتم ترسيخها في المجتمع العراقي عبر الممارسات الديمقراطية وبناء الدولة على اسس المواطنة والقضاء المستقل والقانون الخاضعة له كل فئات وطبقات المجتمع من دون تمييز ، وكذلك تعزيز ممارسة التداول السلمي للسلطة وتعدد الخيارات والنظريات السياسية والاقتصادية والامنية في ادارة الدولة ، وهذا الخيار متوقف على حتمية التجديد للولاية الثالثة وما ستنتجه من ترسيخ لدولة الافراد ومفهوم الدولة الدكتاتورية وسلطة الحزب الواحد وتعزيز السلطة الفردية والحزبية واستنساخ تجارب الحقبة الماضية وشخوصها بأساليب جديدة مع احترامنا لخيار الناخب ، أو حدوث التغيير وانتخاب رئاسات جديدة للجمهورية والوزراء والبرلمان ومن ثم تعديل الدستور وتحديد الولايات بأثنين لمنع التفرد وتطبيق اساليب متنوعة في ادارة الدولة وصولا للانسب والاكثر ملائمة للوضع العراقي واسس بناء الدولة الحديثة وكذلك لدفع الاحزاب والكتل الى تطوير وتجديد اساليب عملها ومفاهيمها من خلال الطموح السياسي المشروع في ادارة الدولة من خلال العمل الجاد وخدمة الشعب بشكل صحيح .
لذلك الناخب مطالب قبل ان يدلي بصوته أن يستذكر شهداء العراق منذ الاحتلال الامريكي والارهابي له وشهداء عهد الظلم والدكتاتورية والطاغية صدام ، وان تكون مداد قلمه الذي سيختار فيه المرشح دماء الشهداء الذين ضحوا بدمائهم من اجل عراق لا نستبدل فيه سين … بصاد وحزب … بحزب ومجموعة منتفعة … بأخرى.
فيا ايها الناخب العراقي بصوتك انت الحاكم … وأما الحكومة ونوابها فهم خدام الوطن والشعب … والخادم يجب ان يكون اميناً على ما اؤتمن عليه ومخلصا له والعراق والشعب العراقي هو الامانة فهل انتم مؤتمنون؟؟؟