من الطبيعي اليوم التعامل متلازم مع الأجهزة الألكترونية، مسميات لم نكن نعرفها دخلت دون إستئذان الى جميع البيوت والشرائح: الفيس بوك،الفايبر، التانكَتو والويب سات، تنهال علينا بما يدور حول العالم: أخبار وتطورات تكنلوجية، نجني ثمار أتعاب غيرنا ولا نُحْسِنْ إستخدامها بشكلها الصحيح، نشتري الرديء ونترك الرصين، معلومة أنتشرت في المواقع الألكترونية وشبكات التواصل الأجتماعي بسرعة البرق، تحذرمن الصواعق وتأثيرها على الأجهزة والإتصال.
لا أعرف من أين سمع إبني الصغير صاحب الثمان سنوات، وقام بقطعنا عن العالم وإطفاء هواتفنا النقالة وخط الأنترنيت والحسابة والأيباد الخاص به.
مع أول بريق للسماء سارع الجميع مهرولين خوفاً من الصواعق، شوارع إكتظت بالمارة سيراً على الأقدام: الباب الشرقي، باب المعظم ، كراج العلاوي والنهضة وغيرها، مزدحمة بعد ذهاب معظم سيارات النقل الى البيوت خوفاً من انقطاع الشوارع، الكل يعلم بالأمطار الغزيرة سوف تتساقط على العراق هذا العام، أشارت له التقارير العالمية، وبالغ البعض في نشر معلومة تقول: يرافها زلازل تؤثر على الإتصالات، تصعق من يتصل وقت حدوثها.
هطلت الأمطار وغرقت مدن كاملة، تساقطت مدارس طينية وبيوت الفقراء، الحياة شبه مشلولة في بغداد، لا أحد يتحرك الاّ في حالة طارئة، مع ذلك تعودنا بوجود الأمطار تغيب الإنفجارات؛ لتأثيرها على وسائل الإتصال وصعوبة زرع العبوات في الشوارع العائمة.
عواجل الأخبار من الصباح أربعة انفجارات في بغداد صباحاً! في الكرادة إستهدف تجمع عزاء حسيني والشعب تجمع قرب محل دلالية! وهكذا بقية المناطق، وكأن الإنتحاري يتجول في بغداد يبحث عن التجمعات، لا يخاف السيطرات والحواجز والأمطار والصواعق، إختار الزمان والمكان والمنطقة الرخوة، تمتع مستهزءً بشوارع بغداد الغارقة بالمياه الأسنة، دفعته جهات سياسية كتلك التي قامت بغلق مجاري المياه وإسقاط الحكومة كما يقول رئيس مجلس الوزراء!! المتضرر في كل شيء يحدث في العراق يستهدفه شخصياً، والأمطار لدواعي إنتخابية تريد إسقاط انجازات الحكومة تحرك صواعقها جهات خارجية!
المواطن العراقي ضحية السياسات المتخبطة وسوء التقدير والتدبير والخطابة.
ليتهم يسمعون كلام الأطفال وتعليقات الفيس بوك والأخبار، الصادقة والكاذبة الصديقة والمعادية، ليتهم يبحثون عن حقيقة ما يجري في العراق ولماذا يستهدف المواطن!! وليت السياسة تجد رجالها من يحق لنا أن نسميهم خادم وموظف بأجر يومي عند المواطن!! مهدد بفسح العقد متى ما أساء إستخدام السلطات وقصر في العمل. أمنية لا تزال معلقة، متى نستفيد من تطور التكنلوجيا الحديثة في السيطرة على الكوارث وكشف المتفجرات؟ وبالعكس منها أن تدار الحكومة من أرض الواقع، وينزل المسؤول ينزح المياه مع المواطن ويساعد في رفع ضحايا التفجيرات، تاركاً برجه العاجي الدافيء والإدارة (بالموبايل)، شعوراً بالمسؤولية حاملاً للأمانة، فقد سأمنا الواقع ودمائنا ضاعت مع مياه الفساد التي أغرقتنا، بل إن للدماء أنهار تجري كل يوم.