23 ديسمبر، 2024 8:01 م

صواريخ ليبرتي بين انتهاك المظلة الدولية والتغول الايراني في العراق

صواريخ ليبرتي بين انتهاك المظلة الدولية والتغول الايراني في العراق

اكتب في تلك الفاجعة اقتفاءا بسمو النهج العظيم لمدرسة ابا الأحرار الامام علي بن ابي طالب(ع) حين يوجز المعايير الانسانية ببلاغته:
 “الناس صنفان: إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق”.
        قبل يومين تماطرت الصواريخ على سكان ليبرتي او ما يسمى بمعسكر الحرية الذي يضم قرابة ثلاثة آلاف من المعارضين الإيرانيين “مجاهدي خلق” الذين تم إيوائهم بموجب اتفاق دولي موثق بين الامم المتحدة والحكومة العراقية لشمولهم بأحكام القانون الدولي ونقلهم من معسكر اشرف الى معسكر ليبرتي عزّل من السلاح شاءت الاقدار بهم التواجد في العراق للاختلاف الفكري بينهم وبين حكومة الولي الفقيه في ايران.
           وفي هذا المقال لست بصدد السرد التاريخي والمضامين الفكرية لحركة مجاهدي خلق ووقوفها بوجه الدكتاتور شاه ايران، ولكن الحق يقال انهم جزء فاعل من النسيج الاجتماعي للشعب الايراني لعبوا دورا مهما وطنيا وحركيا في إسقاط الشاه ،وبعد ثورة ١٩٧٩ الذي كانوا جزءا فاعلا في اندلاعها وخروج قائدهم مسعود رجوي من السجن بدء الاختلاف مع القيادة الدينية بزعامة الولي الفقيه لاختلاف الرؤى بينهم في شكل الدولة لما بعد سقوط الشاه ودون الاندماج بتلك الأيديولوجية ..حتى صارت السجون الإيرانية قدر الثوار من ذلك الفصيل فقسم منهم من اوى الى العراق هروبا من البطش مثلما فعل الكثير من اعضاء الاحزاب الدينية العراقية المؤمنة بولاية الفقيه الذهاب الى ايران هروبا من بطش السلطة بقيادة الدكتاتور صدام حسين.
          وهنا نؤشر الى ازدواجية المعايير المعتمدة في المعيارية القانونية الى النزوح الإنساني من قبل الامم المتحدة المتسترة على الإبادة الجماعية التي لحقت بهم من خلال الهجمات المستمرة لإبادتهم من قبل ميليشيات طهران المتغولة في المشهد العراقي ،وخذلان الولايات المتحدة راعية الاتفاق الإنساني لإيوائهم وحمايتهم وفق الاتفاقية المبرمة بين الامم المتحدة والحكومة العراقية.
         ان ما حدث هو كارثة يندى لها الجبين الإنساني ،وخلل واضح المعالم  في انتقائية الامم المتحدة بتبني حماية منهج النزوح الإنساني وحق اللجوء السياسي للأفراد الذين تعرضوا للاضطهاد في بلدانهم نتيجة اختلاف عقائدهم الفكرية .. وكذلك تدني الولايات المتحدة الامريكية في التنصل من التزاماتها الاخلاقية والقانونية بموجب العقد المبرم بينها وبين الامم المتحدة والحكومة العراقية.
[email protected]