23 ديسمبر، 2024 5:11 ص

(صواريخ) تشريعية ,,,!!!

(صواريخ) تشريعية ,,,!!!

يبدو أن العجز الكبير الذي تعاني منه الدولة العراقية في موازنتها العامة بسبب الانخفاض الكبير في أسعار النفط وانعدام الموارد الأخرى قد أربك البرلمانيين المعنيين  بالعمل على إعداد الموازنة العامة للدولة , وعملية الإرباك تلك لا غرابة فيها خصوصا وإننا قد اعتدنا على(الصواريخ ) التشريعية التي تنطلق بين الفينة والأخرى من بعض (عباقرة ) التشريع في العراق من (بعض) البرلمانيين الذين في اغلبهم هم من حملة الشهادة الإعدادية أو ما يعادلها (حسب المادة8/رابعا) من قانون انتخاب مجلس النواب العراقي رقم 45 لسنة 2013, ولا غرابة أيضا إذا علمنا أن هناك اعضاءا في البرلمان قد مارسوا دور التشريع ولسنوات طوال وهم يحملون شهادات دراسية مزورة كما ثبت ذلك , وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على البنية التشريعية الرصينة لبعض أعضاء البرلمان العراقي!!!

واليوم , وفي هذه الأوقات العصيبة التي تمر على الشعب العراقي بسبب سيطرة داعش الإجرامي على أجزاء واسعة من بلدنا , وأيضا ما يعانيه المواطن العراقي اليوم من شظف العيش والتهجير وانعدام الخدمات والفقر بكافة أشكاله وووووووو…… الخ  , نجد أن هناك اصواتا من بعض (عباقرة) التشريع في البرلمان تعلوا شيئا فشيئا من اجل إطلاق جملة من الإصلاحات (العبقرية الصاروخية التقشفية) وكأن المواطن العراقي يعيش في حالة من الرخاء الاقتصادي ناسين أو متناسين كل الأوضاع المأساوية الكارثية التي يعيشها اليوم أبناء هذا الشعب المظلوم.

وعلى سبيل المثال لا الحصر , نجد إن من جملة الإصلاحات (العبقرية ) التي صدرت من بعض (عباقرة) التشريع في البرلمان هي تلك النسبة الكارثية (20%) المفروضة كضريبة على بطاقات شحن الموبايل لكافة شركات الاتصالات العاملة في العراق حسب (المادة 33) من قانون الموازنة العامة الاتحادية لسنة 2015 والتي تحمل المواطن البسيط أعباء دفعها بدلا من شركات الاتصالات لان نص المادة(33) كان مبهما ولم يحدد الجهة التي تدفع تلك الضريبة إن كانت شركات الاتصالات أم الشعب ؟؟ ومن البديهي جدا أن يتحملها الشعب ما دام المشرعين (العباقرة) لم يحددوا في نص المادة الجهة التي ستدفع تلك النسبة من الضريبة .

واليوم تعلوا الأصوات في البرلمان من اجل فرض نفس تلك النسبة من الضريبة في موازنة الـ 2016 ولكن ليس فقط على كارتات شحن الموبايل وإنما يراد لتلك النسبة أن تعمم على كافة مجالات الحياة ولا سيما تلك التي هي على مساس مباشر بقوت المواطنين وحياتهم اليومية .
ومبروك للشعب العراقي على عبقرية أولئك العباقرة   !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!