19 ديسمبر، 2024 3:14 م

صواريخ المقامات الباليستية وفتاوى الجهلاء !!

صواريخ المقامات الباليستية وفتاوى الجهلاء !!

كتب أحدهم وهو في قمة السعادة والفرح الغامر  ويبدو أنه موسيقي حالي أو متقاعد ،  هل تعلم” ان بعض الدول الإسلامية ترفع الأذان بخمسة مقامات هي الصبا والعشاق والرست والسيكا والحجاز، حيث خصصت لكل آذان مقاما خاصا به !!
قلت جميل جدا ، غدا سنحرر فلسطين بمقام النهاوند لنعرج على الجولان بنغم الركباني ، ونقصف جيش الكيان الصهيوني بأنغام ” الارواح ، الاورفة ، الدشت ، دشت العرب” ونعيد البسمة الى شفاه المظلومين والنازحين والفقراء والمساكين بمقامات البنجكاه ، الدشت، الجمال، الاورفة، الاوشار، التفليس، ، العجم ، الحسيني” وياكهوتك عزاووي، بيه المدلل زعلان …. عوووووو… زعلالالالان !!
ومن ثم نتحرك لإزاحة الطغاة في عموم العالمين العربي و الإسلامي بمقامات الكرد ، اللامي ، الحليلاوي ، الكلكلي ، ونرفع شكوانا الى الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالحويزاوي لنخرج بعدها صواريخ ” المربعات البغدادية ” للقضاء على الفساد المالي و الإداري والرشا والربا والقمار والمخدرات والخمور والملاهي الليلية ، شكرا للمقامات وللناس مقامات وقامات وهامات ، صناعات ومخترعات ، اكتشافات وإبتكارات ، مع انها لاتجيد ولا تعرف شيئا بل وليس في فلكلورها مقام واحد قط ،  وواكف ، واكف ، على المسعودي ، آمان آمان ، واكف يراوح في مكانه مذ خلقه الله …ويدك بالعودي وعرب وين طنبورة وين يا ابو جودي، آمان أمان !!
وحتى لا يزايد بعضهم ويتهمني بمعادات المقامات اقول : ” ما هكذا تورد ياسعد الأبل ” عليك ان تتغنى بالآذان ومفرداته وفلسفته وغايته ومعانيه الخالدة قبل التغني بمقامات المؤذنين ، انتم تستبدلون على الدوام الذي هو أدنى بالذي هو خير  ،  كما يجب عليكم  إحياء المقام العراقي الأصيل الذي يسير نحو الإندثار حاليا و بخطى واثقة ومتسارعة  وتطوير مدارسه  بدلا من زجه في غير محله حتى انه وبرغم ثرائه إنحسر داخل جدران المتحف البغدادي وبعض المنتديات الثقافية التي تعنى به على إستحياء .قبل يومين كنت جالسا في احدى المقاهي البغدادية الشعبية بالقرب من احد المساجد الكبيرة المعروفة وكان صوت ” الحافظ خليل اسماعيل ” يملآ الأجواء ألقا فيما جلس أحد – الشياب – الى جواري  وكان كلما تحول الحافظ خليل بصوته الشجي الرائع من مقام الى آخر، يدندن – الشايب – بأغنية تراثية من ذات المقام ، الحافظ خليل رحمه الله يقرأ القرآن خاشعا ويضفي على الأجواء خشوعا – والأخ الشايب – يحول النغم والمقام الى اغنية تراثية وبإصرار عجيب وهكذا حتى صحت فيه ، لركض وراهم واصيح ..نوبه انجبح نوبه أطيح ..ماظل بيه عظم ولا عقل صحيح من خزعبلاتك ..عبوووسي والناس لو تسألني عنك شرد أجاوبهم – ورا ما لطمك على حلك – شكوول !! بالتأكيد العلة هنا ليست في المقام الذي أطرب له كثيرا وأحن له اكثر  وأكن له و لكبار مقرئيه احتراما كبيرا الا ان العلة بمن يضعونه في غير موضعه وبالأخص من صغار القراء والطارئين عليه .
ليس هؤلاء فقط من باتوا يزعجونني بل كثرة  المفتين في بلادي هذه الأيام ايضا ، اذ أن يلعب كل العرب والمسلمين دور المفتين ويتحولوا الى علماء في الشريعة بكل صغيرة وكبيرة تواجههم في حياتهم اصبح أمرا في غاية القرف والأزعاج ولا اريد ان اقول الأنحطاط وياليت عند معظمهم علم بأحكام الشريعة الغراء ..ياليت …باحثون في التأريخ لايجيدون قراءة اية قرآنية واحدة قط قراءة صحيحة  اعرف واحدا منهم لديه مؤلفات  في التأريخ الأسلامي لم يقرأ أمامي آية واحدة قراءة صحيحة على مدار 3 سنين من صحبته ، الأمر الذي يخبرني بأنه لم يقرأ القرآن الكريم منذ سنين طويلة بل ولم ينصت الى تلاوته على لسان غيره ايضا ، اذ كيف يتسنى لباحث في التأريخ الأسلامي ان لايفهم ولايقرأ القرآن ..كيف ؟؟؟!!!
اما عن بعض حاملي العلم الشرعي – بعض وليس كل – فأقول  لماذا لا أسمعك تدعو الى إغاثة النازحين الى كفالة الأيتام الى السعي على الأرامل الى علاج المرضى مجانا الى تأهيل ذوي الأحتياجات الخاصة الى محو الأمية الأبجدية والتقنية من منطلقات شرعية..الى محاربة الفساد المالي والأداري الى التصدي للظالمين ، للمنحرفين للمحلدين  ، ولكنني اسمعك تصول وتجول مع السفاسف ” هل يجوز اقامة المولد النبوي ام لا ..هل يجوز متابعة مباريات الريال والبرشا ام لا ..هل يجوز مضغ العلكة ام لا ، هل يجوز تهنئة المسيحيين بعيدهم ام لا..هل يجوز التشفي بمقتل جنرال روسي ام لا ؟ !! ” لو انك تحدثت في المخدرات والخمور التي تفتك بشبابنا فتكا وفي مقدمتها حبة الكرستال القاتلة ..لو انك تحدثت في الأنتحار الذي اصبح ظاهرة بين الشباب ..لو انك تحدثت في الغش بالميزان الذي أصبح سجية لدى الباعة ، في الرشا التي أصبحت عرفا في دوائرنا ومؤسساتنا ، في الربا الذي عاد الى واجهة مجددا وبقوة ، في القمار المنتشر في كل مكان حتى داخل المقاهي الشعبية ، في الزنا والمتعة ومتابعة المواقع الأباحية المرضية وهي بعشرات الألوف ، في الخيانات الزوجية ، في السرقة وقطع الطرق والسطو المسلح والأختطاف والأغتيال والثأر ،  في الطلاق الذي تحول الى ظاهرة ، في العنوسة ،  انت غائب كليا عن الساحة ..كليا ، اذا لم يخبرك احد قبلي فهأنذا افعل .
نعم لو انك تحدثت فيما أشرت إليه آنفا فسأقبل منك ذلك على إعتبارك – حاشر نفسك بكلشي ليل نهار – لكن ان تسكت على عذابات النازحين في مخيماتهم والسجناء في معتقلاتهم والفقراء في عشوائياتهم والمرضى في مستشفياتهم والمسنين في غرفهم المظلمة وعن الكبائر والصغائر ثم – تتمنطق على غفلة من الزمان وكأنك نشطت من عقال فجأة في السفاسف فهذا غير مقبول – لأنني ظننتك ولطول صمتك برغم كل المصائب والفتن والملاحم والمظالم التي تعصف بنا ذات اليمين وذات الشمال – أخرسا فعذرتك – إلا أنك وبعد ان تكلمت ادركت بأن لك لسانا طويلا جدا فزاد شكي فيك وفي علمك ايضا ، يصدق فيك قول قائلهم ” صمت دهرا ونطق كفرا ” وأذكرك بقول النبي صلى الله عليه وسلم ” قل خيرا او اصمت ” . اودعناكم اغاتي

أحدث المقالات

أحدث المقالات