< ليس بالمقدور التكهّن اذا ما انطلقت صواريخٌ اخريات , او مسيّرات ” درون ” بعد انتهائي من كتابة هذه الأسطر , وهو تكهّنٌ قابلٌ للوقوع , حتى لو لم يستهدف المنطقة الخضراء او السفارة الأمريكية , او حتى لو انفجر صاروخٌ على نفسه بالخطأ .! فالمهم صوت وصدى الصاروخ اعلامياً وسياسياً , بجانب تأثيراته السيكولوجية والسوسيولوجية > .!
الملاحظة الأولى التي قد تتصدّر وتتسيّد سواها من الملاحظات بهذا الشأن , أنّ توقيت اطلاق تلكم الصواريخ كان في وقتٍ مبكّرٍ من مساء يوم الخميس الماضي وليسَ ليله ! كما جرت العادة المعتادة صاروخياً أن يمسى توقيت الإطلاق بعد ساعاتٍ متأخّرة من منتصف الليل وشبه انعدامٍ للحركة في الشوارع والأحياء السكنية , ولعلّ اقرب او ادقّ معنى لذلك في احتمال حملِهِ رسالةَ تحدٍّ ” غير مباشرة ” للقوى الأمنيّة , لكنّ الأهمّ منه أنّ كلتا الجهتين المخططة والمُنفّذة لإطلاق صواريخ الكاتيوشا الأخيرة كانتا على ثقةٍ عالية من عدم تواجد ايٍّ من دوريّات الأجهزة الإستخبارية والأمنيّة الأخرى في لحظات او دقائق ” وربما ساعات ” الشروع والتنفيذ , في المنطقة المحددة لذلك ” منطقة الدّورة ” , وبذلك لا بدّ أنّ ” جماعة الكاتيوشا ” تمتلك من سُبل الإستطلاع والرصد المسبق لأداء مهمتها , وربما على معرفةٍ مسبقة بمواعيد وحركة الدوريات العسكرية والأمنية التي تجوب شوارع العاصمة .! , وما يرافق او يصاحب ذلك القيام بإلقاء قنبلةٍ يدويةٍ او زرع عبوةٍ ناسفةٍ أمام مقر ” تقدّم ” التابع للحلبوسي في ذات الليلةِ غير الليلاء ! , ورغم بدائية هذا التفجير البسيطة , فهو أمرٌ له ما له من دلالاتٍ ليس من السهولةِ فكّ او التعرّضِ لرموزها آنيّاً .!
ستراتيجيّاً وأبعد من ذلك .! فما افرزته الإنتخابات من خلافاتٍ بين الطرف الفائز والآخر الخاسر , والذي يشدد على عدم الإعتراف بخسارته لغاية الآن , وما برحَ يخوض نحو الأعمق .! بل وصار البعض منهم يتّهم بريطانيا ودولة الإمارات ” علناً وفي الإعلام ” بأنّهما وراء كلّ ما أدّت اليه الإنتخابات < بالأرقام والرقمنة > الموثّقة , ودون أن تتعرّض كلتا السفارة البريطانية والإماراتية الى ” كاتيوشاتٍ ” او مشتقّاتها .!
وَ , ضمنَ تداعيات هذا الستراتيج القائم , فيبدو أنّ الرهان على عنصر الوقت , وسيّما إطالته الى أمدٍ غير محددٍ او شبه مفتوح ! وتعزيزه بتعكير الأجواء بالدّخان الأسود وليس الأزرق ! , على الأقل , فيترآى أنّ الشأن العراقي الداخلي باتَ يرتبط اكثر فأكثر بعدم اكتمال فلترة الوضع الإقليمي – الدولي حول الملف النووي الإيراني , وبشكلٍ أدقّ بين طهران وواشنطن , والذي يزحف للإقتراب من نهايته المفترضة , بالرغم من ضعف ادارة الرئيس بايدن في ادارة هذا الملف , والذي تشكو منه دول الخليج صمتاً , وتعاني منه تل ابيب علناً وبصوتٍ مُدوٍّ < سيّما بعدم الربط في مس