10 أبريل، 2024 7:25 م
Search
Close this search box.

صه أيها الفأر… إنّا أخذنا الثأر !

Facebook
Twitter
LinkedIn

بالأمس وفي غمرة الاحتفال بعيد الفطر المبارك والانتصار العظيم الذي حققه الجيش العراقي والقوى المساندة له على قوى الظلام , فأنجب الحرية والعز والكبرياء لمدينة الموصل وأهلها الأعزاء , قرأت مقالا لأحدهم ممن يدعي نفسه صحفيا ومستغلا لمساحة الحرية في الرأي ليكيل بالشتم والاستهجان بالرموز الوطنية السامقة ,فكان في ذلك المقال بعيدا عن أخلاقيات الكتابة الصحفية وحريتها في الرأي , التي لا تبيح ذلك.
وعلى الرغم من تواريه خلف أسم جنوبي مستعار بأختاره ليحتمي به ولكي يقال عن أسمه أنه من قوم لا يخافون في الحق لومة لائم ولكن بشكل منافق, إلا أنه في حقيقة الأمر ليس من الجنوب.
يظن هذا اللا صحفي أنه كالفأر الذكي الذي يستطيع أن يقضم ثياب أشراف قومه كما يقضم جبنة جيرانه من دون أن يعرفه أحد . إلا أنه كشف عن وجهه الصفيق والمنافق وعن قلبه الحاقد وظهر على حقيقته فأكتسب لنفسه لقب طائفي بغيض ليضيفه إلى ألقابه المتعددة لأنه سمح لنفسه أن تفعل ذلك بلسانها السليط وبالكلمات السيئة.
ليعلم هذا النكرة , إن من أهم صفات الصحفي هي الشجاعة, فهي الصفة التي من خلالها يقوم بصناعة التقارير ذات المعلومات الصادقة والمعززة بالصور ولجميع نواحي الحياة بشكل محايد بعيدا عن البغض والحقد أو الانحياز لطرف معين من أطراف أي نزاع عدا الفئة الباغية سواء في الحرب أو السلم.
لكن الشجاعة التي يتحلى بها صاحب المقال المذكور هي من نوع آخر , إذ تسمى بلغة أهل الجنوب الميامين ب ( أدب سزلوغيه ) . وتعني شجاعة عديمي الأخلاق.
فالأجدر بهذا اللا صحفي أن لا يتشبه بالفأر الذي يقضم , ومن دون تمييز, ثياب أهله وأشراف قومه على حد سواء بأنفاس لاهثة ومعادية وهم في سوح القتال للدفاع عن بلدهم الذي هو بلده وللدفاع عن عرضهم ومالهم الذي هو بالتالي ماله وعرضه إن كان له عرض باق وأهل ومال في العراق .
إن ما يحفّز الصحفي الشريف على الكتابة في أي موضوع يجد فيه فائدة لوطنه وشعبه هي غيرته في إحقاق الحق والرد على التخرّصات التي يطلقها أعدائه وخاصة في أيام المحن. إذن المطلوب من هذا اللا صحفي أن يشتم أعداء بلاده المتجبرين ,الظاهر منهم والباطن بما يريد من الكلمات النابية لأنهم فعلوا ما فعلوا بالعراق وشعبه بأشد مما فعل قوم لوط وعاد وثمود من إجرام بحق البشرية ويقف مع أهله المظلومين الذين أنتخوا أبناءهم الفقراء , أهل الحواسم , للخروج لقتال داعش ومن تحزّم وتحزّب معهم من الزناة المحسوبين على العرب والعرب منهم براء, والجياع من المهاجرين في أوربا وليس من أشرافها .
أندفعوا للقتال من دون مال أو ثياب أو أحذية حتى أتهمهم نفر من المنافقين أنهم جاءوا من أجل الراتب. ولكن حينما أشتد وطيس الحرب كانوا لها فقدموا الشهداء حتى امتلأت أعمدة الكهرباء بصورهم المجيدة بعد أن سجلوا أروع الملاحم والبطولات في كل جبهات القتال من دون أن يستلموا فلسا واحدا أو يتناولوا وجبة دسمة واحدة كالتي يأكلها قتلة هذا الشعب العظيم في النوادي والبارات الليلية, فأكرمهم الله بالشهادة وهي أعلى أجر في السماء.
وبفضلهم تعزز العراق وبرزت فيه أسماءً للعز والشرف لا يدانيها أحد بالوطنية والشجاعة والإيثار وحب العراق ومن مختلف مكونات شعبه ; عربا وأكرادا وتركمان وشبك والقائمة تطول.. هؤلاء هم الآن فخر العراق والوطن العربي وكل الأحرار في العالم , وهم يستحقون كل المجد والشكر والثناء , والذي ينظر إلى مكوّن عراقي دون الآخر فهو باطل ومنافق وخائن وعميل.
وهؤلاء هم أهلنا , أهل العز والشرف والضيف والغيرة , فلا يتفوه الفئران بالنيابة عن الأعداء بأنفاس الفتنة الكريهة عنهم بما لا يليق أو يكتبوا بأقلامهم المأجورة العميلة الروايات والتلفيقات الكاذبة من أجل إرضاء أسيادهم المتعتعين في الملاهي هنا وهناك من أجل حفنة من الدولارات الحرام أو من أجل نصرة أهل الباطل . وليكفّوا عن الغيبة والشتم الرخيص وأنت منهم أيها اللا صحفي لأن مردود الشتم عليهم وعليك .
وأنظر ماذا جنى شاعرنا الكبير المتنبي حينما شتم العبيد في لحظة غضب وبغض لكافور الإخشيدي قائلا : لا تشتر العبد إلا والعصا معه إن العبيد لأنجاس مناكيد . هل يا ترى جميع العبيد مناكيد أيها المتنبي القديم واللا صحفي الجديد ؟! هل الصحابي بلال من المناكيد وهو صاحب رسول الرحمة ؟! وهل جون نصير الأمام الحسين يوم ألطف من المناكيد وقد دعا له قائلا : اللهم بيّض وجهه وطيّب ريحه واحشره مع محمد (ص) ؟!
لقد خسر المتنبي جميع الملونين بالعالم بسبب هذا البيت العنصري من الشعر المصنف باللاحكيم ثم خسر نصف أهله في هجائه لأحدهم , فهل تريد أن تخسر نصف شعبك أيها المتواري النكرة وأنت تشتم أسياده وأشرافه بقلم يَنعِقْ للفتنة ؟! أم الأصوب أن تتبع طريق الحق ومبادئ الصحافة التي تروّج للحب والتعايش السلمي واحترام الآخر؟! أي الخيارين أفضل لمن يحترم قلمه , الموت بين الأهل شهيدا أم الموت في الملهى طريدا ؟
فصه أيها الفأر .. إنا فزنا بالمنازلة وأخذنا الثأر لشهداء سبايكر وكل الأراضي التي اغتصبت بأبناء أهلنا الطيبين , الذين تشتمهم بوقوفك مع المعتدين , من الشمال إلى الجنوب , فطوبى لهم ولشهدائنا في كل مكان من أرض العراق وهم في عليين , وطوبى لمن كتب لهم الملاحم والقصائد والأشعار في وصف بطولاتهم , وتبا للظالمين الذين ذكرهم الرسول الكريم في حديثه إذ قال :” من مشى معَ ظالِمٍ ليُقَوِّيَهُ وهوَ يعلمُ أنَّهُ ظالِمٌ ، فقد خرجَ مِنَ الإسلامِ “.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب