16 سبتمبر، 2024 10:06 م
Search
Close this search box.

صنع في الصين

أرفع القبعة وأسجل إعجابي الهائل بالرياضة الصينية وتطورها الكبير وعبورها المنافسين ببراعة لا توصف وكأن الألعاب الأولمبية التي هي قمة القياس في التطور والرقي قد خطت بأسماء الصين وأبطالها في جميع الألعاب التي يضعون بصمتهم في أعلى ترتيبها، يوم أمس وأنا أستمع لحديث الصينية تشن منغ التي نالت ذهبية فردي السيدات في منافسات تنس الطاولة ضمن دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024 بفوزها على مواطنتها سون بينغ في نسخة معادة من أولمبياد طوكيو السابق الذي جمع البطلتين أيضاً، تحدثت البطلة عن انفراد الصين بلعبة الطاولة وتطورها الهائل بدليل أن الميداليات في التنافس عليها لا تخلو من اثنين تكون من حصة الصين ولو سمح لهم المشاركة بعدد أكثر لكان نصيبهم زيادة الغلة منها، وتعلق على ذلك بالقول إن بطولات المدارس الإعدادية والجامعات في الصين حافلة بمئات الأبطال وهم على استعداد لتمثيل بلدهم خير تمثيل ولا تخشى إطلاقاً من المنافسة الخارجية وتصف اللعبة بأنها (صناعة صينية)، الحقيقة أن هذا التميز الهائل والثقة بالنفس يعكس لنا بوضوح مطلق أسباب التطور الذي يعززه الانتشار والشعبية للألعاب الفردية ووجود قاعدة على مستوى كبير تعمل بما هو متيسر لهذا التميز والاستمرار ولا تبحث عن السفرات السياحية واتحادات العوائل والأندية الوراثية التي تستغل وتكيف كل شيء في الخفاء كصفقات عمل ربحية ولتذهب الرياضة الى الجحيم.
إن من يريد البحث عن إجابة على سؤال الإخفاق في الدورات الأولمبية أجده يريد حجب أذنيه عن آلاف الإجابات المعروفة التي نطق بها الخبراء والإعلاميون عبر عشرات السنين وها هي تتردد اليوم أيضاً وتدور في فلك التخطيط والدعم وتوافر المنشآت الرياضية القادرة على استيعاب الموهوبين والفئات العمرية، وعلى سبيل المثال لا التحديد كيف أصنع سباحاً ماهراً وأنا لا أملك مسبحا  نظامياً جاهزاً؟ أم كيف أصنع لاعبة تنس مقتدرة ولا أملك ملاعب للتنس ؟ وغيرها الكثير من الأمثلة الجاهزة .
لقد لخصت اللجنة الأولمبية الوطنية هذه المشكلة وتم طرحها علناً وفي جميع المؤتمرات والمناسبات وما زالت تمضي بها قدماً مع أن واقع الحال صعب والاتجاه الرياضي المؤسسي الحكومي يسير باتجاه كرة القدم وحدها بدليل اكتمال عدد من الملاعب ولا وجود لقاعة او مسبح او منشآت تدريبية على قدر من الجاهزية.
همسة..
أجد اليوم وبعد أن يسدل الستار عن الألعاب الأولمبية أن يكون هناك عمل جماعي من المؤسسات والإعلام الرياضي لدعم مشروع صناعة البطل الأولمبي وتصحيح العمل الاتحادي والأندية أيضاً في القانون والإشراف وعدم ترك الحبل على الغارب ونستمر في خسارة الجهد من دون إنجاز يذكر .

أحدث المقالات