ما إن انتهت حاجة الحكومة إلى مواطنيها، بعد استباب الأمور لصالح المالكي حتى تخلت عن شريحة مهمة منهم.. وهم المتقاعدين. فبالأمس كانت تصريحات المسؤولين لا يتقدمها شيء سوى المتقاعدين، وكانت وعودها لهم بـ (الكوشر) ففرح الكثير منهم، لكن ما إن جاء موعد تقديم الميزانية الجديدة حتى حذفت فقرة انصاف المتقاعدين وتعديل رواتبهم.
وما أبقي عليه هو ابقاء رواتب الرئاسات الثلاث بكاملها من دون تخفيض! والمهم هي ان الرئاسات الثلاث غير مشمولة بتعليمات صندوق النقد الدولي الذي هدد الحكومة المالكي بحجب قروضه عن العراق في حال طرأت اية زيادة على رواتب المتقاعدين! ويبدو ان صندوق النقد الدولي له عداوة مع هؤلاء الفقراء.. أو أنه (اعور) لا يرى ما يحصل عليه الموظفون في الرئاسات الثلاث من رواتب فاحشة لا يحصل على نصفها الموظفون في رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء واعضاء البرلمان في أغنى دول العالم!
ان الحجج بأن صندوق النقد الدولي يمانع ويرفض تقديم قروض للعراق في حال وافقت حكومته على تقديم زيادة طفيفة في رواتب المتقاعدين، لا يعد هذا كونه ذريعة بائسة لا يصدقها احد.. ثم ما اهمية صندوق النقد الدولي بالنسبة لدولة ميزانيتها السنوية تزيد على مئة مليار دولار؟
فالعراق ليس بنغلادش ولا هو بوركينا فاسو او امثالهما من الدول الفقيرة التي يتحكم بها صندوق النقد الدولي ويشترط عليها شروطاً مجحفة.. العراق ليس بحاجة الى قروض.. والتذرع بتحذيرات صندوق الدولي من قبل الحكومة لا يعدو كونه خديعة لنا، نحن المتقاعدين الفقراء الذين لا ترى الحكومة الينا حاجة الا كل اربع سنوات لننتخبها.. وبعد ذلك تقلب لنا ظهر المجن!!
