23 ديسمبر، 2024 1:01 م

صندوق الاقتراع  ساطور بقبضة الفكر السلفي  الشمولي

صندوق الاقتراع  ساطور بقبضة الفكر السلفي  الشمولي

 اقتطاع صندوق الاقتراع ( الغربي !!  ) من المؤسسة الديموقراطية الغربية المتكاملة كمثل اقتطاع جزء ضئيل من لوحة الجورنيكا لبيكاسو وعرضها بعيدا عن اللوحة الأم ! فكيف يستقيم هذا مع هذه ؟!! عليه فالديموقراطية ليست رهناً بصندوق الاقتراع كما يتنطع المتخلفون  المتجلببون بالعتمة الأبدية ! بل هي ثقافة تسبق الصندوق وتتخلله وتعقبه ! الديموقراطية تقاليد يلقفها الانسان منذ الرضاعة الى الهرم والشيخوخة !  ومجتمع لم يتشرب بالثقافة الديموقراطية كحالنا نحن مجتمع يعطي قياده بيسر لاي جماعة شمولية متحجرة تصل من خلال الصندوق الى كنوز السلطة ثم تحجب فاعلية الصندوق وفق هرطقة التفويض الرباني او الشرعية الثورية عن مساحته الأساس ! ونحن لانتكلم عن تجربة العراق التي صاغها الجهل الجمعي والمكر البريمري والاسلام السياسي ولا نتكلم عن تجربة مصر التي استغفلت التاريخ والجماهير وصندوق الاقتراع فاختطف الاسلام السياسي السلطة وسرح الثوار الشبان المصريين مع القنافذ كما يقال ! ولا نتكلم عن تجربة تونس فهي وتجربة ليبيا نسخة مطابقة لتجربة مصر ! ولا نتكلم عن تجربة سوريا ! فمختطف السلطة الفتى بشار بن حافظ الاسد ورث السلطة عن ابيه مختطف السلطة كما ورثها يزيد عن معاوية عن ابيه وفي الشام ذاتها ! ثم يتكلم السلفي الشمولي ذو اللحية المترية وعبر الفضتئيات والصحافة والانترنت بملء فمه ذي البخر عن صندوق الغفلة ويزعم انه رئيس دولة وفق الدستورية الشرعية ! والثائرون عليه اندلقوا من اكذوبة الربيع القطري القرضاوي العرعوري الظواهري الى تفاصيل حياة الجماهير التواقة للنور والحرية ! ولن نتكلم عن تجربة اليمن المبتلي بشيوخ العشائر وشيوخ الطوائف وشيوخ التكيات ! فقدم اليمنيون العظماء الضحايا إثر الضحايا ! ثم جَيَّرَ العقلُ الشمولي تلك الدماء والدموع والتضحيات لصالح الربيع الظلامي الذي سمي عنتاً ومينا الربيع العربي ! وعتبنا على السيدة الشابة الباسلة التي حصلت على جائزة نوبل للسلام ! السيدة  توكل عبد السلام كرمان مواليد 1979 ! وهي وشعبها المحترقون  بنار السلفية فلماذا تنكرت لشباب مصر وتخندقت مع الحمساوي المخلوع محمد مرسي  ؟ وهل حقق الشعب اليمني العظيم اهدافه حتى تتحول السيدة الفاضلة كرمان للدفاع عن سلفيي مصر؟ وما عدا مما بدا ايتها الباسلة   ؟لك ان تحتفظي بالجواب فبالنسبة لنا يكون الجواب معروفاً جدا ! الاسلام السياسي اختطف ثورة شباب اليمن وجياعه كما فعلها في مصر وليبيا وتونس وسوريا ! والسؤال :  إلى اين المفر ؟ الأعراب الذين حرَّفوا الابراهيمية واليهودية والمسيحية مازالوا يحرِّفون ويحرفون ! والقرآن الكريم  شخصهم تشخيصاً دقيقاً  (الأعراب أشد كفراً ونفاقاً وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله والله عليم حكيم ( 97 ) ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرما ويتربص بكم الدوائر عليهم دائرة السوء والله سميع عليم ( 98 ) . التوبة ! كما  تحدث ابن خلدون في مقدمته العلمية الرصينة عن الأعراب ( وهم غير العرب )  والاعراب ذوو الفكر الصحراوي العدواني (و اذا تغلبوا على اوطان اسرع إليها الخراب والسبب في ذلك انهم امة وحشية  … وذلك مناقض للسكون الذي به العمران ومنافٍ له ) . ! ويقول قائل ان الاعراب والبدو هم سكان الصحراء وانت تتكلم عن سكان الحواضر ؟! الاعراب هم ذوو الفكر الترابي الصحراوي حتى لو سكنوا في باريزاو لاس فيجس ! وربما ظن ظان منا ان الضحك على ذقون الجماهير قضية عربسلامية وهذا خلط واضح  ! ثمة مأزق صندوق الاقتراع في المانيا غب الحرب الكونية الاولى لنعرف ان الفكر السلفي الاصولي الشمولي واحد وان اختلفت الأزمنة والأمكنة والناس ! ومعروف ان الشعب الالماني شعب متفوق بالذكاء والسلوك الحضاري وكانت المنافسة الحضارية العلمية على اشدها مع الشعب الفرنسي بما ولَّد حساسيات كبيرة فاضطرت مدام ديستال الى وضع كتاب للشعب الفرنسي عنوانه الألماني الجميل واقتنع الشعبان الالماني والفرنسي ان الحضارة والديموقراطية تقتضيان التعايش السلمي ! وغب الحرب العالمية الاولى تكبدت المانيا خسائر فلكية بالاموال والرجال والبنى التحتية التي كانت فوق قدرات الالمان على الاحتمال ! ويمكن تشبيه الوضع السياسي الاقتصادي الاجتماعي في المانيا عهدذاك بالوضع في العراق حين خاض صدام حسين حربين الاولى ضد ايران والثانية ضد الكويت فقدم الجيش العراقي المندحر غب الانسحاب الدراماتيكي من الكويت ! قدم في خيمة صفوان تنازلات مهينة وكارثية وحين سقط نظام صدام حسين او اسقط تخلل الشموليون الاسلاميون من خلال صندوق الاقتراع الى سياسة الناس غب وعود لو طبق عشرها لتفوقنا على الغرب ! المهم استغل النازيون الشموليون تخلخل المانيا وركزت الدعاية النازية على استغفال الجماهير المقهورة وزعمت بأنه إذا حكم  النازيون فسوف يلغون معاهدة فرساي ويعيدون بناء الجيش الألماني ويقومون بعمل مشاريع اقتصادية عملاقة تبدأ بالبنى التحتية التي خربتها الحرب مشاريع  تستوعب جميع الالمان العاطلين عن العمل وركزت الدعاية النازية المضللة على قضية تمس كرامة المانيا وهي  استرجاع كل الأراضي الألمانية المغتصبة ! فسقطت الحكومتان الالمانيتان الضعيفتان بين 1929 – 1933 وأعلن عن انتخابات جديدة ( اي اعلن عن استعمال صندوق الاقتراع والألمان يائسون منهكون متشائمون من اليسار واليمين !) وكما فاز الاخوان المسلمون من خلال صناديق الاقتراع وهم يعتدونها رجساً من عمل شيطان الغرب ولكن اصول لعبة استغفال الجماهير تقتضي ركوب موجة صندوق الاقتراع ) فاز النازيون بـ 230 مقعد من أصل 608 وأصبحوا الكتلة الاقوى في البرلمان ! وقد تنبهت الجماهير المقهورة الى الخطر النازي الشمولي ولكن بعد فوات الأوان ! فقد ضبط النازيون ايقاع الشارع لصالحهم بالترهيب والترغيب والتضليل ولم يفتهم الاستعانة برجال الكنيسة والفن الباحثين عن المال الحرام ! وشهد التاريخ الالماني الحديث  مخاضات الكر والفر بين النازيين والقوى الرافضة للفكر النازي الشمولي  وحين جرت سنة 1932 الانتخابات خسر فيها الحزب النازي 31 مقعد واحتفظ بـ    199 مقعدا ! لكن طموح هتلر لم يكن ليرضيه البعض فهو يركز على الكل فحصد في انتخابات تكميلية لاحقة   130 مليون صوت ! وهكذا توهم الالمان ان النازيين يمكنهم كقوة الامر الواقع يمكنهم ان يطببوا الجراح ويرتقوا الفتوق ولكن سرعان ماخاض الحكم النازي الشمولي حربا عالمية ثانية كلفت العالم أزيد من خمسين مليون ضحية سوى الخرابات والكوارث في طول الدنيا وعرضها ! كذلك هو الفوز من خلال صندوق الاقتراع حين تكون الجماهير جائعة يائسة خائفة ! .
والخلاصة ان المازق العربسلامي هو تصديق الجماهير الشبابية الديموقراطية الثائرة اكذوبة ان صندوق الاقتراع هو الفيصل وهو المدخل للديموقراطية المدنية المؤسساتية ولكن لم يدر بخلدهم ان قوى الاسلام السياسي تكتنز خبرة قرون طوال في اسقاط الآخر بالضربة القاضية وانجاح الذات باكذوبة الشرعية السماوية  ! وهذا يعني ان اجراء انتخابات في مصر مثلا  غب سقوط دولة حسني مبارك المخرف واعني سلطة حزب السلطة التي كاربت نصف قرن تلك الانتخابات كانت الطامة الكبرى والصفحة الاخيرة للحلم الديموقراطي التعددي المصري الحضاري  فمبارك  المشؤوم  كان يفوز بنسبة مئة بالمئة وكذلك القذافي وزين العابدين بن علي وبشار الاسد  وصدام حسين ! وبما ان القوات الدولية التي دعمت اكذوبة الربيع السلفي حاضرة بالمال والخبرة والعتاد فكان ينبغي ان تسمى الاشياء باسمائها ! ان الذين جاء ت بهم الدول العظمى  انما هم رجال موبوؤن  ولو بقي الحال بتلك الصراحة لما وصلنا الى دولة الاسلام السياسي ! فقد دخل الرجالات التي رضي عنهم اللاعب الغربي وفازوا من خلال (زكزاكية) الانتخابات (واهليليجيتها)   فحكموا مصر الحضارة والرقي  باسم الشرعية الاقتراعية  دخلوا حفاة وهربوا من السجون وخرجوا حكاماً !  الا تباً لتلك الشرعية التي خذلت شعبا كاملا   فغدا افقر الشعوب  ذلك الشعب الساكن ذلك  الشعب المنهك الجائع المتحضر المثقف وغدا الموت رفيق المصريين  في حلهم وترحالهم ! ولن يكف الاخوان عن التظاهرات والفعاليات الدموية ماداموا قد استغفلوا صندوق الاقتراع وفازوا !! ورحم الله نجيب محفوظ  الذي انطق احد ابطال رواية ثرثرة فوق النيل المسطولين فقال : ليس غريبا ان يعبد المصريون على انه إله ! ولكن الغريب حقا هو هل كان فرعون مؤمنا حقاً بأنه إله ؟ . إ . هـ ونحن نقول ليس غريبا ان ينتخب الغلابة والمصريون الاخوان المسلمين عبر صناديق الاقتراع ! ولكن الغريب حقاً هل آمن اخوان المسلمون ان الشعب انتخبهم حقا وانهم الفائزون ؟ فعن اي انتخابات يتحدثون ؟ وباي الأحجيات يهرفون ! شرعية محمد مرسي الذي دعا في اول تصريح له الى اطلاق مشروع المليون لحية ( اللحية المعتدلة اسلامية واللحية المترية التي تمس سرة الملتحي سلفية قندهارية ) والمليون منقبة ( النقاب غير الحجاب فالحجاب اسلامي والنقاب سلفي قندهاري ) ! هذه هي انجازات الاسلام السياسي في كل العالم السني منه والشيعي فالفكر الشمولي اممي وليس لصيقا بدين محدد او مذهب دون سواه ! هو عمى الالوان وجنون البقر وانفلونزا الطيور ! ولايذهبن بنا الرأي ان فكر الاسلام السياسي وحده يمثل الفكر الشمولي فالبعثيون علمانيون وفكرهم كان اوجع شمولية من الفكر النازي ! والكاسترويون ماركسيون لكن فكرهم الشمولي جعل من كاسترو (القائد الضرورة ) فحكم كوبا ازيد من نصف قرن بالترهيب والترغيب ثم اذا شاخ كاسترو وتعوق اورثها لاخيه راؤول كاسترو! خلاصة القول هو ان الجماهير مطالبة باليقظة المعمقة حيال  حبائل الفكر الشمولي القهري فهو يستخدمها للوصول الى السلطة ثم يستخدم السلطة للوصول الى قمعها ليبقى على تعاقب الاجيال مغسولة الدماغ ! والذي نراه رؤيا العين ان من حق الشباب ان يحكم وان يطرح تجربته الشبابية وذلك لايتم بانعزالية شباب ليبيا مثلا  عن شباب السعودية وشباب مصر عن شباب اليمن ! لابد من استثمار تقنيات التواصل الاجتماعي من فيسبوك الى تويتر الى بالتاك الى يوتوب  الى آي فون وآي باد  لكي تُدَوْزَن الخطوات وتوحَّد الاتجاهات قبالة عدو كارثي صدامي دموي متلون متحذلق متنطع مثل عفريت باب الطاق يتلون ويتغير ! يطير تارة ويسير تارات ! يكلم ويغمغم ! عدو متأسلم إن كان الزمان للأسلمة ومتأدلج إن خلص الأوان للأدلجة ! ومحارب وقت السلام ومسالم وقت الحرب ! عدو يموله الممولون من وراء الكواليس بمليارات الدولارات النفطية ومئات الانتحاريين وملايين المشائين وملايين المتظاهرين ! ولن ينفع معه سوى الحسم وفق قاعدة  نكون او لا نكون هذا هو السؤال الأهم قبل قيامة الدم ! وفي كل معاركنا الخاسرة او الناجحة فلن نغفل بهلوانيات العدو وقدراته على تحويل الديموقراطية – التي ما آمن بها يوما ولا هادنها ساعة – الى  لعنة تتنزل على رؤس الشابات والشبان ! ولعل اول ضحايا عدونا غير التقليدي هو صندوق الاقتراع ومن يؤمن بذلك الصندوق البليد ! فالحذر كل الحذر من صندوق الاقتراع !! دع حكام الاسلام السياسي يحموا الشعب ويتنعموا بثرواته واياكم ايتها الجماهير اياكم ان تشرعنوا وجودهم بصندوق اقتراع يعرفون كيف ينوموه والمراقبين تنويما مغناطيسيا ! ياجماهيرنا المنكوبة قاطعوا الانتخابات في طول البلاد الاسلامية وعرضها ! احذروا الوباء والرياء واللصوصية والاغتيال مرة ولكن احذروا صندوق الاقتراع مليون مرة فهو السبيل اللاحب  الى كراسي الحكم والظلم والسرقة وتمزيق الشعب وتقسيم الوطن .