قرأنا في بطون تأريخنا القديم والحديث عن حكام وأمراء وملوك اغرقوا أوطانهم بالطغيان والجور وأذلوا الرعية وانتهكوا الحرمات وادخلوا شعوبهم في انفاق مظلمة من الحروب العشوائية الى الجوع والقهر والجهل وعاثوا في الارض فسادا ولم يعد يسمعوا سوى اصواتهم واصوات زبانيتهم لانهم جعلوا في اذانه وقرا وظنوا واهمين معتقدين قد مسكوا بالنجوم.
كان للجوقة (الحاشية الفاسدة) دور مهم واساسي في بناء الشخصية الضعيفة والهزيلة لهذا الحاكم وتوجيهها حسب رغباتهم المريضة نحو التفرد والدكتاتورية والاستبداد بعد ان زينوا له سوء افعاله وفجره خاصة اذا كان ذو شخصية (نرجسية) ومغرورة وتحمل صفات السادية وتستقبل اصوات النشاز والمنافقة والوصولية .
والفاسدون المقربون يتربعون على عرش اللصوصية والثراء الفاحش واللعب على عدة حبال وتقديم المشورة الضالة والمهلكة ولا يكترثون بمصير الشعب والوطن بل يكنزون الذهب والدولار من قوت الفقراء والايتام وغير آبهين باقتصاد الدولة وامنها مادام (الكوميشن ماشي) .
ويجندون من باعوا انفسهم بأبخس الاثمان لينبحوا ليل نهار يمجدون ويهللون للقائد الضرورة ويبررون له ظلمه وجبروته ليزداد عنجهية وظلم على ظلم واحساس ذو لذة بالدكتاتورية والسيطرة ويسير في طريق لا عودة فيه ويعيش حالة من الخصام الدائم والعداوة المستمرة مع شعبه وشركائه.
اما الاصوات الحرة الرافضة لمنهجه ولسياسته الرعناء بالانفراد وتكميم الافواه فمصيرها اما التهميش او السوق الى المحاكم والسجون او الاغتراب القسري
نقول ناصحين ليعتبر من صورة الزمن القريب وما آل اليه مصير من لم يعتبر من تجربة من سبقه . ويحذر غضبة شعبه ووثبته يوم لا ينفع الندم .
وللزمن بقية وفسحة للتفكير والتأمل والعودة الى جادة الصواب والارتماء بحضن الشعب……….