23 ديسمبر، 2024 7:59 م

صناع الازمات

صناع الازمات

تتبارى الشعوب والمجتمعات في الابداع لكي تتميز بشيء يجعلها تقف في مصف الدول الاولى لتصنيف معين كان تشتهر بمنتوج معين او صناعة معينة او اجمل بلد او اغنى بلد وهكذا من التفضيلات , كذلك هناك نتاجات فردية او مجتمعية تحظى بالفرصة لتحصل على اسم بين المسميات الداخلة في تصنيف موسوعة (غينيس ) للأرقام القياسية هذه الموسوعة التي وسعت كل شيء في التميز والاكثر في نطاق الفعل , هذه الموسوعة التي كنا نامل ان يحظى العراق بجزء منها او اسم والحقيقة ان هذا الامر موجود ولكن يريد من يلفت نظر القائمين على تصنيف غينيس لجعل العراق ضمن هذه الموسوعة كأكثر بلد يمتلك من الشخصيات التي يمكن ان نسميهم صناع الازمات.
نحن بحق شعب لم نخرج من ازمة الا ودخلنا في ازمة اخرى ولكل من هذه الازمات ابطالها وشخوصها ولكن تتقلب ادوارهم , فمنذ التغير بعد عام 2003  لم يرى العراق اي مرحلة للاستقرار على جميع الاصعدة فانهيار امني كبير وسياسة اقتصادية عقيمة وفشل سياسي ذريع وانهيار تعليمي وتربوي ووووو الكثير من المشاكل التي لا حصر لها
وخلال هذه الازمات نجد ان اغلبها هي ازمات مفتعلة لمصلحة حزب وتيار معين داخليا او لمصلحة نظام معين من خلف الحدود , ابطال هذه الازمات اشخاص دخلوا العملية السياسية تحت مسميات واهداف براقة كان طابعها النهوض بالبلد وخدمة المجتمع لكن لم نرى لهذه الأهداف من تطبيق بل ا مصلحة الوطن والمواطن تكون في عرض الجدار اذا تعارضت مع المصلحة الشخصية او الفئوية او القومية,
لم نرى يوما خلال ما بعد التغيير من ازمة وخلاف بين الكتل السياسية هدفها مصلحة الوطن والمواطن تختلق الازمة وتفعل وتوضع لها الابواق الاعلامية والاقلام الرخيصة والضمير الميت ليغذو نار الازمة بحطب المراهنات على دمار العراق وانهاء الوجود الاعتباري لشعبه الكريم.
احيانا كثيرة تأتي الازمة اما بأجندة خارجية او لأجل تغطية فضيحة معينة وهذه هي الطامة الكبرى وان ما نراه اليوم من ازمة بغداد اربيل لهو احد المصادق لهذا الموضوع واحيانا تأتي الازمة لأجل مكاسب انتخابية كما حدث في التصعيد الاخير في قضية تصريح رئيس الحكومة ضد زعيم التيار الصدري وما رافقة من تظاهرات في بعض المدن العراقية.
ان المصيبة الكبرى ان صناعة الازمة اصبحت ثقافة وبدأت تدب في الوسط الاجتماعي والوظيفي اذ ان الازمة اصبحت في كل مكان حتى على مستوى ابسط الدوائر الحكومية ولدينا الكثير من الامثلة لذلك فمثلا لو اريد تغيير مدير معين في دائرة ما نجد ان الوثائق تتصدر الحديث و(اللزمات) تخذ طريقها بالتلويح لهذا الطرف او ذاك  وكل هذا على حساب الناس البسطاء وعلى حساب التطور اللازم لبناء بلدنا الحبيب.