18 ديسمبر، 2024 10:06 م

صناعة وتوجيه الحدث

صناعة وتوجيه الحدث

لا أحد يستطيع أن ينكر دور الأمم والشعوب في صناعة الأحداث خصوصا تلك الأمم الناهضة بمستوى إدراكها للأوضاع والحية بوعيها وفكرها وثقافتها … للنهوض بواقعها على جميع الأصعدة والمستويات بتصحيح الأخطاء وتحقيق طموحها وترجمة آمالها وأحلامها واقعا .
كما لا ينكر دور ماكينات الحرب الناعمة وخصوصا في العصر الحديث في صناعة الأحداث أو استغلالها وتوجيهها على الأقل …
حيث هنالك فرق كبير بين وعي الجماهير وانسياق الجماهير , فبين المؤامرة وإنعدامها وعي …
حيث تعمل القوى الناعمة عادة بخطوات لتحقيق هدفها من خلال :
العمل على صناعة أوليات الحدث بإحداث أخطاء او أزمات من قضايا بسيطة وإستغلال الأخطاء والأزمات الموجودة سواء التي تخص افراد او جماعات والعمل على إدامتها وزيادتها لخلق ديناميكية او صراع داخلي تولد حالات غل وشعور بالغبن و الشعور بعدم الرضا او عدم الجدوى وعدم الشعور بالمسؤولية وانعدام حالات العمل الجماعي لتصحيح الأخطاء في ظل عدم وجود صدر رحب لتقبل النقد البناء وسياسة حقيقية لحل الأزمات مما يساهم في خلق أزمة أكبر وتحقيق نسبة من الفشل ليكون خطوة البداية أو خطوة مكملة بالتوجيه لصناعة حدث كبير .
اختيار الزمن المناسب او استغلال الزمن المناسب للحدث وذلك بالإهتمام بجوانب السيطرة عليه وقوة تأثيره في الزمن المحدد من عدمها والإحداث السابقة والحملة الإعلامية المسبقة من خلال مراجعة للأحداث المرافقة ، للخروج بمحصلة الزمن الأمثل لصناعة وتوجيه الحدث .
تصدير الحدث إعلاميا وتحويله الى رأي عام بفعل الماكينات الاعلامية من خلال التأكيد عليه وصناعة ضجة إعلامية ومحاولة إيجاد ردود فعل معاكسة والإستفادة منها لخلق جو مشحون بين التأييد والمعارضة للترويج وخلق حالة إنقسام مجتمعي للوصول الى حالة الصراع وخلق حالة تشويش بفعل الإعلام المضلل كجزء من أهداف الحرب الناعمة .
الإستفادة من ما وراء الحدث حينما يصدر الحدث ويتصدر وسائل الإعلام وحديث الناس ويصبح وإن كان بسيطاً محور إهتمام الشارع والجماهير ، تبدأ مرحلة توجيه الحدث وإستغلاله في التغيير الناعم للأشخاص والخطط والأدوات والمنظومات واسقاط الخصوم بغض النظر عن المستويات لتحقيق أهداف صناعه وموجهيه من القوى الرئيسية المسيطرة عليه سواء على صعيد العمل والموقف والقرار السياسي ومن يديره من نخبة او قيادات وما يتعلق به من أنظمة وأحزاب وتجمعات تشكيلات وحلقات اصغر وافراد او على صعيد القطاع الاقتصادي وانظمته ومنظماته ومنظوماته والقطاعات المتعلقة به ومتغيراته واتفاقاته وخبراءه والمستفيدين منه او على الصعيد الاجتماعي وتجمعاته وعلاقاته وصناعة الشخصيات المسيطرة عليه او التي تكون واجهة له واقعا او على الأقل اعلاميا , وكذلك في الحصول على المكاسب الخاصة للحلقات الأصغر من المحركين والداعمين والمتسلقين سواء على الصعيد الإجتماعي او السياسي وربما مغنما إقتصادياً ولو كان بسيطا او مكسباً إعلاميا و على الأقل طريقا لتحقيق الشهرة .