إعتدنا سماع الكثير من الوعود والمقترحات والتحليلات والاكاذيب – ماقبل المالكي وما بعده – على لسان الزعامات التقليدية او عن طريق أذنابهم الذين سئمنا النظر الى وجوههم قبل سماع مايهرفون به من الذي يجب ان يكون .. لقد تم وعدنا بالكثير من الحلول والاجراءات التي من شانها إخراجنا من دائرة الياس الى فسحة من أمل والخلاص من هذا الوضع الذي نعيش .. في نظام شبه ديمقراطي ناشىء وهزيل .. واقصد بالهزيل إبتلائنا بمن يسّمونّ جزافا نخب سياسية تتصدر الواجهة منذ التغيير والى يوم الناس الذي نحن فيه .. نماذج من بشر لاتؤمن بالديمقراطية , ولا تمتلك ثقافتها .. حيث الجميع في السلطة والمعارضة في آن … او من هو يلعن الحكومة ويتنعم بمغانمها .. يلعن الطائفية والقومية وهو عنصري طائفي حد النخاع .. يتظاهر انه من الحمائم وهو صقر جارح بشخصه او ببطانته .. يلعن الشيطان في العلن ويخاويه في السر .. وجوه يتآمر بعضهم على الآخر ويكيد له , ولم ينلْ منهم الشعب الاّ المزيد من الخيبات والنكبات وضياع ثرواته تبذيرا او إختلاسا .
لقد لازمتنا هذه الوجوه كالقَدَرْ الذي لا مفر منه .. وكنا نأمل بعد نكسة العاشر من حزيران , وانتهاء ولاية الحكومة السابقة , وما رافق ذلك من تحليلات وتشخيص للاخطاء السابقة , وما سمعنا من مشايخ الكتل والزعامات .. بضرورة تغيير الوجوه الغير كفوءة , او الغير نزيهة , واشراك الكفاءات وذوي المؤهلات من المخلصين والسمعة الطيبة – من غير الحزبيين – في ادارة مفاصل الدولة , بعد الفشل الذريع التي منيت به الوجوه السابقة التي تعاقبت على ادارتها .. ولقد سمعنا اطلاق الكثير من الشعارات في تشكيل الحكومة .. كحكومة شراكة الاقوياء او ترشيق الحكومة .. لقد وعدونا بحكومة قوية ورشيقة , وخرجنا بحكومة بدينة ومترهلة .. حكومة رشيقة فيها ثلاث نواب لرئيس ذو منصب شرفي لايهش ولا ينش .. فالمناصب توضع ليس لتسهيل تقديم الخدمات للشعب , وانما لارضاء الزعماء !؟ واما الوزراء في كابينة حكومة السيد العبادي ( اعانه ربي ) .. فمنهم شباب في العمر والخبرة , ومن لم يدير مرفق صغير في الحكومة .. لا ادري كيف في قدرته توجيه وادارة مدراء ( بدرجة مدير عام ) لهم من الخدمة الطويلة في وزاراتهم .. او البعض من الوزراء الطماطة التي يمّشي حاله بكل وزارة وكانه سوبرمان في كل الاختصاصات , وآخر هو الوزير (س) طائفي مقيت في طروحاته في وسائل الاعلام , اسندت له وزارة تمثل عصب الحياة وليست من اختصاصه .. ووزير رفض من السيد العبادي لانه لديه ملف فساد .. ووزير آخر فشل في دخول مجلس النواب ولم ينل رضا جمهور محافظته – كوفيئ بمنصب وزير – القائمة طويلة واختم بالقول هنيئا لك ياشعب العراق بهذه الحكومة الذي لايجيد وزير خارجيتها اللغة الانكليزية كبقية خلق الله , ولم يتفق زعماؤها على اختيار من يشغل وزارتي الداخلية والدفاع فيها !
سأل مواطن فقير : هل هذه الحكومة رشيقة ام هي مترهلة منذ الولادة ؟!