22 نوفمبر، 2024 4:17 ص
Search
Close this search box.

صناعة الوهم ..” الجيوش ” تستهدف الصدر والخنجر !

صناعة الوهم ..” الجيوش ” تستهدف الصدر والخنجر !

التسقيط السياسي عبارة عن فن اعلامي مزيف يفتقر إلى الحقائق والوقائع،يقوم على فكرة صناعة الوهم لدى الجمهور،الصناعة التي تعرّف على انها شكل من أشكال التشوه الحسي ، بنيتها التحتية ” الجيوش الالكترونية ” او ما يطلق عليها ” الذباب ” وهي جيوش مدربة تعمل وفق أجندة خاصة ، تنشط في اوقات الانتخابات للتأثير على توجهات الرأي العام .
وحين لاتجد هذه الجيوش وقائعاً وحقائقاً ، تلجأ الى فلسفة صناعة الاوهام والشائعات واختلاق ” الوقائع ” والاستعانة بالتأريخ المشوه للحقائق ، كما حصل مؤخراً مع السيد مقتدى الصدر، زعيم اكبر جمهور شيعي ، بأكاذيب واسعة عن علاقة والده الشهيد محمد الصدر بالبعث في زمن صدام وتشويه مواقف الشيخ خميس الخنجر زعيم أكبر كتلة سنيّة .
وصف المدون عامر الكبيسي سماحة السيد محمد الصدر بانه ” عنوان كبير للتشيع العربي، ورمز ديني عراقي أسس لتيار بقي يتبعه بعد استشهاده، وكلما أرادوا بلسان حقود التشكيك به، ذكرت مناقبه ووطنيته، وكيف أخرج أجيالا من التيه والضياع ليصنع منهم تنظيما وتيارا ومقاومة وسياسة” ، فيما يعرّف السيد مقتدى نفسه
“عراقي انا شيعي في العلا سني الصدى مسيحي الشذى صابئي الرؤى ايزيدي الولا اسلامي المنتهى مدني النهى عربي القنى كردي السنا اشوري الدنى تركماني المنى شبكي الذرى”..
اما حكاية ” الذباب ” مع الشيخ الخنجر فحكاية طويلة ومبتذلة من حكايات تشويه التأريخ والحاضر ، لرجل أثبت في كل مواقفه رؤيته الوطنية وانتمائه الاصيل لمصالح العراق والعراقيين ، وهي مواقف مشهود لها في اخطر المراحل التي مرت بها البلاد إبان الهجمة الارهابية الداعشية ووضع كل امكاناته للتخفيف من حجم الكارثة لجمهور متعدد ومتنوع ضارباً مثلاً بالسلوك العابر للطائفية والتخندقات الضيقة .. وبيّن الشيخ الخنجرفي أكثر من مناسبة “رغم كل الآلام أری فرصة كبيرة للنهوض في العراق وان يستعيد دوره الوطني والاقليمي كبلد مؤثر في مجمل الأحداث بعيدا عن التخندقات الطائفية التي لم نجن منها الا الخراب والدمار والفساد والتبعية”، مؤكداً ” ارى نفسي اقرب للبقاء مدافعا عن قضية العراق العادلة في المحافل الدولية والعربية، واقرب الى خدمة الناس وتقديم ما استطيع في مجالات التعليم والاغاثة والصحة وكل البرامج التي تعيد الحياة لشعبنا العظيم”.
مواقف كل من السيد الصدر والشيخ الخنجر لاتحتاج الى تسويق ولايستطيع قادة صناعة الاوهام تشويهها أو التقليل من تأثيرها الحقيقي على جمهور صار يميّز جيداً بين الاوهام والحقائق ، بين الاكاذيب ومصداقية الافعال .
التسقيط في الديمقراطيات الرصينة والاصيلة لايستطيع ” الذباب ” ان يخرج عن معادلة عريقة وتقليدية ” الانجاز والوعود ” وعلى هذه الثنائية يقوم الصراع الاعلامي بين المتنافسين ، فيما في الديمقراطيات الهشة حيث تفققر غالبية الاحزاب الى البرامج والرؤية الاستشرافية للمستقبل ، كما في التجربة العراقية ، تقوم عمليات التسقيط السياسي على قاعدتي الطائفية الاكثر استقبالاً للشائعات والاكاذيب، وتشويه التاريخ الشخصي للمنافسين لتغيير اتجاهات الرأي العام !

أحدث المقالات