معظم شعوب العالم، شاهدوا الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، بعد غموض أكثر من عام، يصوت للإنتخابات، ويحصل على نسبة 80% وهو على كرسي متحرك، وقبلها الرئيس الفنزولي هوغو تشافيز لم يكمل السنة الاولى من الولاية الرابعة، بعد ان حصل عليها، وهو في العناية المركزة بمرض السرطان ولا يستطيع تحريك يده، ما يحدث في عالم مزدهر بالفساد والإرهاب، لم يتركوا مناسبة او حديث اربعاء، حتى يتهموا الأخرين بالتأمر على قائد الضرورة ومختار العصر ورجل المرحلة، وشعوبهم لا تصلح إلاّ عبيد.
المواطنة تُقتل بحب الذات والتخنق الطائفي، وإستغلال السلطة لمأرب تجسد مفهوم التشوه الفكري للحكام، الذي يسلب إرادة الشعوب في التغيير والحرية.
بدائية التفكير تعتقد إن الإنتخابات هي سبيل للتخلص من شكوك تدور حول التمسك بالكرسي، وتختزل الديمقراطية بنتائج تصل الى 99%، ولا يصلح للدولة سوى نخبة لابديل ولا مقارنة، يرتبط بهم امن الشعوب ومصدر عيشهم، تسعى للوصول بأساليب رخيصة أطول فترة، بشراء الاصوات والإستهداف المتدني للوعي السياسي المجتمعي، لتتحكم بالحقوق وجوه لا تزول بقوة التكنلوجيا ولا مفاهيم الحضارة، ولا يعطى المواطن إلاّ بالأستجداء.
غياب الوعي والامبالاة والإتكالية، يعطي الفرصة لأستمرار تربع السراق، يمنح الفرصة كل مرة للعودة بصندوق الإقتراع، كون ما يبذلوه من المال العام مِنة ومكرمة وفضل كبير، وما يسرق حلال كونه يعطى بالتقطير للشعب، ولا تغيير وتحرر طالما يضمن رغيف الخبز، والكل يعيش الواقع المأساوي بالمساواة، حتى تسربت هذه الثقافة الى طبقات نعتقدها متعلمة وأخرى أدركت الديموقراطية، تتصور ان راتب الأستاذ الجامعي والجندي من جيب الرئيس ، وهو كل الدولة ومؤوسساتها، فإذا كان هذا مستوى تفكير المثقفين؛ ما بالك بالفقراء والمحتاجين اللذين لا يميزون بين السلطة والدولة!
الأحزاب السياسية هي الاخرى لم تعمل على إزالة عوالق الدكتاتورية التي جثمت على الصدور، التي جعلت من قائد الضرورة عنوان للوظائف والمؤسسات، معارضه وناصحه خائن، وإذا قال فإنه لا ينطق إلاّ لمصلحة العراق.
فرصة التغيير كانت سانحة ينادي بها الجميع، إنتفاضاً على قادة لا شعار لهم إلاّ الطائفية والتاريخ الأسود، لم تترجم الندم على كثرة الأحزاب والمسميات الى فعل، رغم اليقين بتكرار صناعة الوجوه، وتبديل مواقع المناورة، تنتزع المواطنة بالإلتفاف على العقول بعيدة عن المسؤولية، تربط السلطات والهيئات، بهرم يمسك بقوة الحديد بمصير البلاد، ولا دور للمواطن إلاّ التبعية، ثم العودة الى الماضي وإيجاد حزب حاكم وقائد قوي، يضرب هذا ويسقط ذاك، وتعود بنا الى عصور عبادة القادة والحكام ومصادرة إرادة الشعوب.
الفصل بين السلطات أهم أعمدة بقاء الديموقراطية، والإنتخابات ليست الحلقة الأخيرة من مسلسل المداولة السلمية، التي لا تطلق الصلاحية لتظليل البسطاء، ولا تسمح لإستخدام السلطة التنفيذية لإخضاع الشعب، وهذا ما يوجه النظام للدكتاتورية شئنا أم ابينا، إذا لم تقتنع القوى السياسية التي أفرزتها الإنتخابات، أن هنالك مؤوسسة فكرية دفعت الشعب للتصويت للحزب الحاكم وعلى الرقم واحد في كل المحافظات، والتوجه لإنتخاب الصورة بإعتقاد، ان الضرورة لا يوكل ولا يختار إلاّ ضرورة، وحدها القادرة على الحفاظ على البلاد، ولا نستغرب إنتخاب الكرسي المتحرك او إنتخاب صورة.