12 أبريل، 2024 6:16 ص
Search
Close this search box.

صناعة النجاح وتصدر قوائمه

Facebook
Twitter
LinkedIn

في عالم اليوم لم تعد صناعة النجاح وتصدر قوائمه حكرا على دول معروفة تاريخيا لدى الجميع بل اصبح النجاح في حدود الممكن لدى دول في غالبها حديثة العهد واحيانا صغيرة مساحة وسكانا. واصبحت هذه ظاهرة تذهل العقول ويشهد بها حتى الاعداء والخصوم. واصبح النزول من القمة وتذيل القوائم يقترب بل ويلتصق بدول قديمة العهد ولها ارث امبراطوري ومعروفة تاريخيا بباعها الطويل في ميادين المنافسة واحتكارها تصدر قوائم النجاح وهذه الفئة الاخيرة عموما تمثلها دول الشمال الثرية كدول الاوروبية والامريكية فيما تمثل الفئة الاولى دول الجنوب التي في غالبها دول ناشئة حديثا ومتحررة من استعباد الامبراطوريات القديمة .
كان العالم اسير اسطورة نيويورك ونجاحاتها في ميادين عدة و اليوم اذهلت نجاحات دبى وابو ظبي ومدن الامارات الاخرى انظار العالم اجمع واصبحت هذه المدن مزارات لشعوب دول اخرى ومن ضمنها دول الارث الامبراطوري. ولرب سائل يسأل ماذا حدث ؟ لم فازت دولة الامارات وتفوقت على غيرها على سبيل المثال لا الحصر؟ جوابنا عن ذلك هو وجود القيادة الرشيدة لهذه الدولة التي اوجدت الاستقرار السياسي والامان(Political Stability ) في هذه الرقعة الجغرافية اولا. وثانيا الاالتزام بماضيها وتراثها ودينها والالتصاق المرن بواقع الحال وعدم معادة الغير والسعي من اجل نشر السلام والوئام في عالم اصبح في امس الحاجة الى الهدوء والتركيز على استمرارية الحياة السلمية والسليمة. وثالثا واخيرا الالتزام بعدم التفريط بمصلحة ابناء شعبها ومقيميها من ابناء جلددتها والاخرين وتامين حقوق الجميع.
ويا ساداتي أ لم يظهر فريق كرة القدم السعودي(Saudi Soccer Team ) في بطولة كأس العالم الاخيرة القدرة على تحطيم احتكار النجاح وذلك بفوزه على الفريق الارجنتني احد ابطال هذا النوع من الرياضة؟ و أ لم يظهر قدرة هذه الدولة العربية على التصدر في قوائم النجاح الذي كان محتكرا ؟ وأ لم كذلك تظهر اليابان الحديثة العهد بكرة القدم القدرة على الفوز على الفريق الالماني العتيد والذي احتكر الفوز بلقب بطل العالم في هذا المجال لمرات؟
وفي آسيا ايضا هناك سنغافورة وهي دولة صغيرة ( City State) التي تقع جنوب دولة اسيوية اخرىماليزيا أكبر منها وكلاهما حققتا نجاحات كبرى في ميادين التربية والتعليم والصحة والامن. فقد تصدرت سنغافورة قائمة اقضل دولة في ميدان التربية والتعليم في العالم. ولها اقتصاد ونمو اقتصادي يشهد له الخبراء والمختصون رغم صغر مساحتها وقلة عدد سكانها.
و افريقيا هي الاخرى هناك فيها دول عانت ما عانت في الماضي من خراب ومجازرMassacres) ) وتميز وعزل عنصري وصراع قبلي (Tribal conflict ) كما حدث في رواندة وجنوب افريقيا ورغم كل هذا وذاك تمكنتا من تحقيق انتصارات في عدة مجالات كنمو الاقتصادي والنظام التربوي المتطور. والامثلة كثيرة بخصوص كسر هيمنة الدول قديمة العهد و ذات الارث على قوائم النجاح في العالم.
وخلاصة ما اردنا قوله ان سير الاحداث لايتوقف وتسجلها ذاكرة التاريخ وبالاخص الاستثنائية من هذه الاحداث. والتغيير في ميادين العمل والحباة هو من سنن الحياة( Fact of Life) وقد اعتاد العالم على ترتيب تقدم الانجازات ودرجاتها كما اعتاد وبدرجة اقل على عدم ثبات مستوياتها ولكن في الغالب الاجتهاد في العمل وتوفر القدرات والبيئة المناسبة ومراعاة الربط الزمني بين الماضي والحاضر والمستقبل كلها تقود الى التغيير, وصدق من قال ثبات الحال من المحال ولابد ان ياتي زمن تتغير فيه الاحوال قي كل مجال.

برفيسور سابق قي الترجمة الاعلامية \جامعة عجمان الامارات

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب