23 ديسمبر، 2024 1:18 ص

صناعة المجتمع المجرم

صناعة المجتمع المجرم

تتحول بعض المجتمعات الى مايشبه المنظمة الإجرامية التي تحترف القتل والسرقة والنصب والإحتيال والترهيب والسيطرة على الإقتصاد.

يكاد العراق يتحول الى هذا الشكل من المنظمات مع إزدياد عدد السكان، وإنهيار منظومة التربية المجتمعية والتعليم، والبطالة، والفساد، وتشكيل مافيات حكم وسلطة تعتني بمصالحها، وتهمل القيم التربوية والأخلاقية، مع إنزياح الشباب نحو شكلين من الضياع

الأول: يتجه الى التدين الأعمى والساذج، ودون تبصر ومعرفة وفهم ماأربك ساحة المجتمع، وقاد الى التخبط، وفقدان المشروع الإنساني الذي يركز على العقل والخلق القويم، وأحدث تشابكا وعنفا وتخلفا فكريا لايمكن الوثوق به مطلقا.

الثاني: يتجه الى التحلل من القيم الأخلاقية والدينية والإلحاد، وممارسة طقوس وعادات غريبة، والبحث عن الملذات دون إهتمام بالقوانين، مع تزايد حالات الإنتحار والقتل والسرقة والفساد الأخلاقي، وظهور جيل من الشبان المنحرفين الذين لايهتمون للقيم التربوية والدينية.

العراق بلد الدكتاتورية والطغيان، بلد الحصارات والموت والجوع والمرض،بلد الحروب التي لاتنتهي واحدة منها إلا وأعقبتها ثانية، بلد الفساد ومافيات الخراب والضياع والولاءات الحزبية والطائفية الباحثة عن المناصب والأموال والسلطة التي تتقدم على ماعداها من قيم الأخلاق والدين والمعرفة.

هل نتحول الى أعضاء في هذا المجتمع المجرم، والمتجه الى هاوية التخلف الفكري والحضاري، والمتحمس للخزعبلات والخرافات والتعصب القومي والمذهبي والمناطقي الذي يحول الإنسان الى آلة تعمل بنظام التوجيه المباشر دون تفكير ودراسة وفهم للوقائع والأحداث؟

في مقابل ذلك فإن إرثا حضاريا عظيما يمتلكه العراق، وقيما مقدرة وقوى ناضجة وواعية يمكن أن تعيد الأمور الى نصابها، أو تؤسس لمجتمع متحرر ومتنور وباحث عن فرص حياة أفضل يمكن أن يتفاعل مع التطورات والنهضة الحضارية العالمية الكبرى، وليس مجرد لاعب ثانوي ومستهلك لمايصنعه الآخرون.