22 نوفمبر، 2024 9:45 م
Search
Close this search box.

صناعة الغاز متى تنهض؟؟..

صناعة الغاز متى تنهض؟؟..

منذ عقود نرى شعلة اول بئر نفطية في كركوك, نندهش لهذه النار المشتعلة, فيما يتحسر آباؤنا على المال المهدور. درسنا في كتبنا عن اهمية الغاز ولكن من دون ان يتصدى للاستفادة من هذه الجدوى الاقتصادية, اليوم يتكرر الحديث ويتواتر عن صناعة الغاز تعاقدت الحكومة مع شركة شل وصدرت شحنتين من الغاز المسال, فيما لا تزال الكميات الأكبر من الغاز المصاحب تحرق.

في مقابلة مع وزير النفط الاسبوع الماضي وعد شعبنا بأنهم لن يروا هذه النار السرمدية بعد عام 2019, ستتمكن الحكومة من استغلال كامل الكميات المنتجة عرضاً.

والمفارقة نحن نبدد ثروتنا الغازية ونسد حاجتنا من دول الجوار وبكميات كبيرة تكلف خزينة الدولة مبالغ باهظة سنوياً, بل ان هذا الغاز اصبح يشكل خطراً على سيادة البلاد, حين نرهن الموارد الاستراتيجية من الطاقة الكهربائية باستيراده, وهذا ما عبر عنه وزير الكهرباء لتبرير الأزمة الأخيرة لقلة ساعات التجهيز من التيار الكهربائي, لعدم ايفاء ايران بتوريد الكميات التي وعدت بها.

والأكثر ايلاماً, بل عدم الشعور بالمسؤولية الوطنية ان خطاً لنقل الغاز من ايران يمر بمحافظة ديالى لتجهيز بعض المحطات الكهربائية المتوقفة عن العمل لا يزال مغلقاً او رهناً بتسديد ما بذمة الحكومة للبلد المورد, والمفارقة هنا ايضاً حقل المنصورية الجبار الذي احيل قبل سنتين للاستثمار لم تتم المباشرة بالعمل به بسبب الإرهاب الذي لم تتمكن الحكومة من تخصيص مئات من عناصر القوات المسلحة لحماية الحقل.

وليس اقل من ذلك حقل عكاز الذي سمعنا عنه قبل ما يقرب من عقدين لا العهد البائد اهتم به ولا الحكومة الحالية وترك حبراً على ورق, وحرم العاطلون عن العمل من الانتفاع منه, وبالتالي اعالة آلاف الأسر وانعاش المجتمع المحلي وتطوير بناه والرقي به وزيادة رفاهيته.

هذا هو حال صناعة الغاز التي اثارت حمى مفاجئة بالتباكي عليها والتنظير الى فوائدها, ولكن اياً من الجهات المسؤولة لم تضع اللبنات اللازمة لتعظيم موارد البلاد وانتشال هذا القطاع من تخلفه وتطوير البنية الصناعية المرتبطة بإنتاجه وزيادة موازنة البلاد من العملات الصعبة.

ان العراقيين يتساءلون متى تنهض هذه الصناعة وتدر عليهم دخلاً يرفد موازنتهم وجيوبهم؟؟

أحدث المقالات