جائتني رسالة عبر هاتفي المحمول من الشركة التي أنا مشترك فيها ‘ تبداء الرسالة بـ ( عزيزي العميل……..ألخ ) فلا أخفيكم وأنا في هذا العمر و العمل أربعة عقود في الصحافة والإعلام ‘ عندما وقعت عيني على مصطلح (وليس كلمة) العميل ‘ شعرت في داخلي بنوع من (إلاستفزاز) ‘ لآننا لم نتعود منطلقا من (عقدة الشك ) و التأويلات من خلال إستعمال مصطلحات ضد المقابل ‘ لانتفق مع أرائهم …. من هنا اصبحنا ومن حيث لاندري نتحسس من مصطلح (العميل) ! من كثرة ما سمعنا و ترددنا كصفة لمن يخالفنا في الرؤيا والرأى ‘ وليس كصفة لاي تعامل أخر له صفة إيجابية … إذاً أن تكرار أي مصطلح كصفة إطلاق سلبي ‘ يولد نوع من الكراهية أو لنقول حساسية تجاهها ‘ إذا لا أقول أنه يولد نوع من العداء تجاه من يحمل صفة هذا المصطلح ومن هنا أيضاً توقفت على إلحاح إعلام الغرب على إلاشارَ على صفة ( إلاسلام ) على أي تحرك بإتجاه التغيير يحصل في العالم الذي يسمونه (الجنوب) أو دول الإسلامية على وجه التحديد ‘ ومن خلال إلالحاح على وجه الإسلامي على الحركة والتحذير من عواقب وخيمة نتيجة ذلك ‘ ويصاحب هذا إلالحاح تخويف الناس من إذا سارت هذه التغييرات حسب المنظور الإسلامي في تقييم الأمور …… راجعو كل خبر أو تقرير إخباري نشر ولايزال ينشر عن (محمد مرسي) الرئيس المصري الفائز في الإنتخابات وبالطريقة التي يلح عليها الغرب أنها طريق أكثر أمان لتحقيق تطلعات شعوب في تقرير المصير ‘ وترى أن المصطلح (الإسلامي ) يسبق اسمه أو بعد ‘ ومعها كلمات : مصر امام أخطار ومصر تحبس أنفاسها….ألخ بحيث حتى نحن هنا في الشرق نكون في وضعية التسائل : هل كان رؤساء مصر السابقين (بغض النظر عن حكمهم ) ماكانوا مسلمين ؟ وهل فاجاء العالم و راءه المصريين يذهبون بكثافة غير متوقعة إلى الجوامع لاأداء فريضة الصلاة ؟ معلوماتي المتواضعة تقول أن محمد نجيب كان رجلاً متديناَ و كذلك عبدالناصر و الذي جاء من بعده السادات وكانوا يكنون للمرجع الديني المصري العريق (الأزهر) جلَّ الإحترام ‘ وحتى الأخير مبارك ماكانَ ملحداً في كل ألاحوال …..!! والشعب المصري لم يأتي ببدعة مستوردة ‘ عندما رفع الشعار (الله أكبريامصر) في مقدمة كل الشعارات عندما انتفظ ضد النظام ‘ فكان نشيد (الله أكبر ) من أعرق الاناشيد الحماسية لدى المصريين منذ أن نور البلد برسالة الاسلام …. كذلك الحال بالنسبة لتونس التي لم يكن شعبها غير مسلم في أكثريته المطلقة والمغرب وسوريا ‘ إنما غباء العلمانيين الذين أرادو أن يستنسخو كل مظاهر االغرب (وليس العلم والصناعة و البناء التحتي للوعي الاجتماعي العصري وإلاهتمام بحقوق المواطن ليعلم معنى المواطنة حقوقاً و واجبات ) بل أتوبقشرة العلمانية في ألوانها الخارجية البراقة ‘ لإعتقادهم أن هذا يكفي ليرضى الغرب عنهم وتحت التأثير ‘ بل التخدير سيتحول شعوبهم إلى (بهائم) يقلدون مانقل لهم من هؤلاء العلمانيين المنافقين …!! حسني مبارك اعتقد ان مصر اذابة في ألوان شرم الشيخ وحكام المغرب العربي اعتقدو(وبعضهم لايزال) ان كل تأريخ بلدانهم ذهب مع امواج في بلاجات السواح المطلة على البحر إلى حد صَدق بعض من فراعنة الغرب و أستراحوا بإنتظار : عسى ولعلَ ولكن خاب رطابة جذور التأريخ من جانبها النوراني ضنهم …
وهذه الوقفه ذكرتني بفوز (بوش الابن ) بدعم واضح وعلني من تيار اصول ديني متطرف وكانت الكنائس الموقع الاهم الذي ينطلق منه الدعم لحملته الإنتخابية ‘ مع ذلك لم نسمع أي تركيز وتحذير من (الكتاب والمحللين العلمانين ) لدينا يحذرون ويذكرون ابناء بلدانهم بالخطر المحدق بالمنطقة من فوز الاشرار الذين رأساً ابدعو لهم اسم ناعم يدل في منطقتنا على (حفظ الاصالة ) وعَرفُوُهم بِنا كـ (محافظين الجدد) وكلنا نعرف ان فوزهم ادى إلى أبشع جرائم سيعاني منها أكثر من جيل فى الزمن القادم كحرب إحتلال افغانستان وتدمير العراق و خلق مشكلات لاتحصى في اليمن وباكستان و السودان وارجاع قضية العرب المركزية ألى ملفات النسيان وإعادتها كملف (لاجئين …!) يبحث عن حل انساني …!!و بعد أن تم تدبير ماسميت بـ(غزوة 11أيلول !!) التي كلها شكوك التي تعني انها ابشع مؤامرة خطط لها للاساءة إلى الاسلام الحقيقي ورسالته النورانية ديناً وفكراً و حضارة ..
وبعدَ ذلك تم التشديد وبشكل منظم وغير مسبوق في طول وعرض الدول الغربية عموماً و أمريكا خصوصاً حملة ضد الإسلام والمسلمين لاقناع المجتمع الغربي بأن القرآن ذلك الكتاب العظيم غذاء بلا فكر ‘ كما أن المسلمين الذينَ يتخذون ذلك الكتاب الذي لا ريب فيه منهجًا ما هم إلا قوم متخلفون وأشرار ومتحجرون وغير قابلين للتغيير والتطور بخلاف الديانات والثقافات الأخرى ‘‘ وأنهم يستخدمون الإسلام بشكل أساسي لتحقيق أغراض سياسية…! وإذا تجاوز الحديث عن العالم الإسلامي لديهم إطار تخويف من إنتشار رسالتهم ‘ يتحدثون عن هذا العالم و قد اجتاحه شبح المجاعات وافترس وحش الجوع مئات الآلاف من أبنائها ‘ بل إن هناك أكثر من نصف مليار مسلم يعيشون تحت خط الفقر بسبب انتشار الفساد وسوء الإدارة واختلال العدالة في توزيع الموارد والثروات ‘ دون أن يؤشرون أن أكثرية تلك الدول أبتلت شعوبها بتلك المأساة بعد ان أحتلها الغرب ونهب ثرواتها و فرض على بعضهم إدارات خالية من أبسط متطلبات إلارادة الوطنية القادرة على التطور والتقدم نحو رقي ….
كما أشرنا في موضوع أخر ‘ أن إصرار الغرب و بإعتماد على الغربيين الهوى في المنطقة يمنعون نجاح أي تجربة للإرادات الوطنية الحقيقية علماني صادق كان ام ذات طابع ديني ‘ وما فعلو مع تجربة الجزائر و فلسطين و ما ينظموه الان من الحملات لخلق العراقل من كل الانواع امام مصر وتونس دليل على هذه الحقيقة مع ان كل تلك التجارب لم تصل إلى موقع السلطة عن طريق السيوف او إنفجارات او إنقلابات بل عن طريق إلانتخابات الحرة ماكانت عملياتها خالية من مراقبات خبيثة من إلادارات الغربية … …وأخطر ما متوقع في المشهدة الحالي لاجهاض التيار الإسلامي الحقيقي والمنفتح على العصر ‘ أن يتم هذا تحت الغطاء الإسلامي الذي يصر الغرب على تقديمه بأنه تيار الرعب وليس الرسالة كما يشهد ماحصل في أكثر من إنعطافات يبدو أن للغرب إحطياطي منظم لهذه العمليات في المنطقة
كل من يتابع ما ينشر من الغرب ‘ ونسمع صداها عن طريق تأييد و أحياناً مباركة مستنسخين من ليبراليين وعلمانين (يَمِنهم ويَسارِهم) كما نؤكد كل مرة ‘ يتيقن أن هؤلاء الحاقدين الخبثاء غير صادقين (وماكانوا صادقين ) يوماً من الايام نموو الديمقراطية الحقيقية و الحرية النابعة من المسؤولية الوطنية المستقلة في الدول الإسلامية ‘ لانهم بكل بساطة لايستطيعون التخلي عن فكرة الهيمنة أولاً ولا يمكن أن يتخلو عن ضمان ( أمن وإستقرار) بؤرة الإستيطانية صنعوها في قلب المنطقة وخلصو أنفسهم من تاجر البندقية وجشعه بعد أن صدقوا كذبة (المحرقة )… والله أعلم