صناع الرأي في العراق ينحازون الى طوائفهم أكثر من بسطاء الناس بدليل نسيانهم لما يدور في معركة تكريت وأخبار داعش والحشد الشعبي والإهتمام بشتم وإدانة عاصفة الحزم والدعاء للحوثيين ومساندتهم لالشيء إلا لكونهم ينتمون الى طائفتهم ! وبغض النظر عن المعرفة الكافية بأحوال اليمن وجغرافيتها وتعددها ومايدور هناك ؛ ليس من حقي أن أفرض آراءي على جاري فجاري يختلف عني بتفاصيل كثيرة لايعرفها إلا هو وهو الأولى بمعرفة مصلحته وهو الأصلح والأعلم بها
يبدو إن العراقيين باقون كأدوات بيد الأجندات الغريبة ولهذا السبب لم يتطوروا ولم يتطور بلدنا ؛ لم ننته من الشعارات المساندة ودفعنا ثمنا باهظا للقومية العربية وعاشت فلسطين حرة عربية وكان صدام يسلب الناس راحتهم ليدربهم على السلاح ليتمكنوا من هزيمة اسرائيل من خلال ماسمي بجيش القدس العراقي سيئ الصيت
الغريب في الأمر إن الإعلاميين يمتازون بقراءة سطحية لمجريات الأحداث التي تدور من حولهم ؛ وبفضل وسائل التواصل الإجتماعي أتذكر كل ماينشره هؤلاء ولم أنس ذلك التعاطف الكبير الذي أبداه صناع الرأي لعبدالفتاح السيسي وثورته العسكراتية المجيدة وقد أنشد حتى غير الشعراء القصائد التي تتغنى به وببطولاته المباركة
المضحك المبكي إن نفس هؤلاء عادوا اليوم ليدينوا أفعال وأقوال السيسي ويتهمونه بسرقة الشرعية المصرية من الإخوان المسلمين ومن الرئيس المصري المخلوع محمد مرسي
الملفت إن هذه الأفعال تمر مرور الكرام ولاتتعرض للتقويم ولم يعتذر أصحابها لسوء إداركهم وعدم معرفتهم ولم يعترفوا بعدم قدرتهم على التمييز بين ماهو صالح وماهو طالح
عقليات بهكذا سطحية وبهكذا نوع من اللامعرفة هي من تتصدى للمشهد الإعلامي وهي من تمتلك أدوات الإعلام وتتحكم به وهي تقوم بإجتثاث كل من لديه بعض الأفكار وبعض القراءات الصحيحة التي أثبتت رصانتها وصحتها
هنالك بعض التشابه بين التغيير الذي حصل في العراق والتغيير الذي حصل في اليمن فالبعثيون تحالفوا مع الحكومة العراقية ودخلوا فيها بصورة غير رسمية وحلت الكارثة بالعراقيين والآن تحالف الحوثي مع عبدالله صالح سينتح كارثة أخرى ستحل باليمن؛ وصناع رأينا يصفقون لهذا التحالف ولهذه الفوضى التي تلتهم المنطقة
أتذكر أيضا إن صناع رأينا أشعلوا التواصل الإجتماعي بالشتائم والإدانات المتكررة لبشار الأسد وفي قدرة قادر تحولوا هؤلاء الى مؤيدين له ويهتفون بإسمه ويعيش القائد الفذ المجاهد البطل بشار وكلنا وياك يابشار !
وهنالك شواهد عديدة تثبت سذاجة صناع الرأي في العراق وثبت أنهم أدوات كارتونية تحركها الرياح السياسية والأجندات الطائفية ولم يتمكنوا من الصمود بوجه أبسط عاصفة للرياح .
[email protected]