“الحشد الشعبي، هو من صنع الحكومة، وهو من يستطيع تغييرها”، هذا ماقد جادت به قريحة مستشار الأمن القومي، رئيس هيأة الحشد الشعبي، فالح الفياض، يوم الجمعة الماضي، ويستطرد بعدها قائلا:” نحن كحشد نأتمر باوامر عبد المهدي والحاج قاسم سليماني تنسيقيا” ثم يکمل معترفا بعظمة لسانه أن:” الحشد باق ولن يلغى فهو مشروع الثورة الإسلامية” فإن کل ذلك لو أضفناه الى بعضه يعني إن أية حکومة يتم تشکيلها في العراق لايمکن أن يتم إلا من خلال موافقة النظام الايراني عليها وعندما تخالف أية حکومة عراقية القيم والمعايير المحددة من قبل الارهابي قاسم سليماني، فإن الحکومة يتم تغييرها!
هذه التصريحات المشبوهة والتي تٶکد مرة أخرى على إن ميليشيات الحشد هە مٶسسة تابعة للنظام الايراني وموجهة من قبله وإنه يعمل من أجل تنفيذ مشروع خميني المرفوض من جانب الشعب الايراني، حيث إن الشعب الايراني قد أعلن خلال الانتفاضة الاخيرة رفضه للنظام جملة وتفصيلا ولاسيما بعد أن هتف بالموت لخامنئي ولروحاني، أي جناحي النظام، إذ لم يعد يرى هناك من جانب جيد وإيجابي في هذا النظام بل إنه يراه سيئا بصورة عامة، لکن المثير للسخرية إن فالح الفياض يعمل ويتصرف وکأن هذا النظام راسخ وباق الى أبد الآبدين ولذلك فإنه يجعله في موقع الوصي على العراق وشعبه.
الفياض وهو يطلق هذا التصريح اللاوطني والمخالف لمبادئ الدستور والسيادة الوطنية العراقية في يوم الجمعة المصادف 14 من حزيران الجاري فإنه وبعد يوم واحد فقط فقد خرج الالاف من الايرانيين في العاصمة البلجيکية بروکسل مطالبين بإسقاط النظام ومعلنين عن إدانتهم الانتهاك الصارخ لحقوق الإنسان في إيران وإرهاب النظام وأعماله لإثارة الحروب في المنطقة ويدعمون المقاومة الإيرانية ورئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة السيدة مريم رجوي، ويبدو واضحا بأن السيد فياض يتصرف وکأنه في کوکب وعالم آخر ولايعلم شيئا عن الذي يجري لولي نعمته في طهران وکيف إنه يواجه ظروفا عصيبة حتى جعلته يتخبط ذات اليمين وذات الشامل من أجل إيجاد منفذ له ولکن عبثا ومن دون جدوى.
هذا النظام الذي يعتبر الفياض ممتلکا لحق تشکيل وإلغاء الحکومة في العراق، يقف اليوم على کف عفريت خصوصا بعد أن بدأت دول کانت للأمس تتقرب منه وتتعامل معه من أجل أهداف ومصالح محددة، بالابتعاد عنه وعدم الوقوف الى جانبه کما کانت تفعل سابقا بما يٶکد بأن نجم هذا النظام يسير نحو الافول ولکن يبدو إن الفياض من النوع الذي لايصدق شيئا ويعترف إلا بعد أن تقع الفأس بالرأس!