23 ديسمبر، 2024 5:47 ص

صناعة البلدان النموذجية في المنطقة

صناعة البلدان النموذجية في المنطقة

“إن لبنان ببركة وجود حزب الله وعناصر المقاومة قد تحول إلى بلد نموذجي”، هذا ماقاله المرشد الاعلى لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية خامنئي وهو يثني على”بطولات” مصطفى بدرالدين القيادي في ميليشيا حزب الله الذي قتل في سوريا لدى إستقباله لعائلته، في وقت يعلم العالم کله بأن لبنان يعيش أکثر من مشکلة و أزمة عويصة بسبب تواجد حزب الله فيه.
صفة البلد النموذجي عندما يطلقه خامنئي على لبنان، فإنه يأتي في وقت يدخل لبنان عامه الثالث و هو يعاني من فراغ رئاسي بسبب دور حزب الله کما هو واضح للجميع، ناهيك عن مشاکل و أزمات عميقة أخرى بسبب تدخل حزب الله”بناءا على رغبة و مشيئة إيرانية”، في سوريا من جهة، والدور المريب لهذا الحزب ضد أمن و إستقرار دول المنطقة الاخرى بحيث تم إعتبار حزب الله ضمن قائمة المنظمات الارهابية من جانب هذه الدول.
العراق و سوريا و اليمن، هذه البلدان الثلاثة تخضع أيضا للنفوذ الايراني بقوة حيث تتواجد فيها ميليشيات مسلحة تابعة لها بالاضافة الى أحزاب و جماعات مٶتمرة بأمرها، وقد تفاخر قادة و مسٶولوا النظام ولاسيما خلال العام 2014، حيث إنهم تارة يعلنون سيطرتهم على أربعة عواصم عربية و أخرى يقولون بأن بغداد قد صارت عاصمة لإمبراطوريتهم أو إن تجربتهم باتت تستنسخ في أربعة بلدان في المنطقة، لکن وعندما نتمعن في هذه البلدان الاربعة نجد إنها جميعا تعاني من مشاکل و أزمات و أوضاع صعبة و بالغة التعقيد، حيث نجدها تمر بظروف و أوضاع سيئة لم يتسنى لها وأن شهدتها قبل تدخل هذا النظام في شٶونها الداخلية.
البلدان النموذجية التي صنعها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في المنطقة، تحفل بالانشقاق و الانقسام و المواجهات الطائفية و تطغي فيها العمليات الارهابية و الاجرامية بصورة ملفتة للنظر، کما إن هذه البلدان قد صارت مصدرا لتهديد أمن و إستقرار بلدان المنطقة الاخرى و صارت مرکز لتصدير الشر و العدوان لها، ولاغرو من إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية هو سبب و مصدر کل ذلك و هو الذي صنع هذه النماذج السيئة، و ليس غريب إذا وجدناه يشيد أو يتفاخر بها. 

[email protected]