دُفعة واحدة صعد الإمام علي “ع” على سطح الكعبة وهدّم أصنامها التي امتدت جذورها إلى ابعد طبقات الأرض ضاربة ردحا من الزمن في استعباد الناس وتنوميها وتقديم النذور لها بحجة الخوف من المجهول تلك هي اصنام التاريخ والماضي هبل و اللات والعزىّ إلا انه اليوم لدينا اصنام ترتدي لباس محطمها وتتقمص سيرته وتتلاعب بالألفاظ والمواقف ولدينا أشخاص رعاة للأصنام يطبلون ويصفقون لرموزهم حتى صنعوا لنا اصناماً يتعذر على فأس علي بن ابي طالب النيل منها او حتى الإشارة الى صنميتها لأنها تجذرت بشكل كبير جدا في ذهنية الكثير من أفراد الشعب العراقي وتعتمد هذه الأصنام في بقائها ودوام قدسيتها على الصيانة المستمرة التي تتلقاها من الشبكة النفعية المحيطة بها والتي غالبا ما يطلق عليها الخواص وهؤلاء هم اشد الناس في حراسة وصناعة الصنمية لأنها تدر عليهم وجاهة وسلطة وأموال ما كانوا يحلمون بها فكيف وهي تُزف لهم بمهرٍ يكاد ان لا يساوي شيئا امام المكاسب والمنافع التي يحصلون عليها مقابل التصفيق المستمر وصناعة الهالة القدسية لإضفائها على الصنمية المعنوية في العراق واستطاع صنّاع الأصنام من استخدام فضائيات تروج لقيم ومبادئ شخصية وتقوم بتجذير أركانها في شعب مسلوب الهوية لا يجتمع بكل أطيافه الا في فوز المنتخب والذي دائما ما يكون بشق الأنفس وقراءة الادعية والنذور ,,الصنمية استطاعت ان تجد لها مكانا في ذهن ابناء الشعب العراقي وركنت نفسها في زاوية الحق المطلق المُتمنّع عن النقد في قبة حديدية مضادة لكل انواع التساؤل ومزودة بأتباع يأدون اي صوت ينادي بترك الاستعباد والتخلص من شبكات الرق التي وضعت على اعناق هذا الشعب المؤدلج والمرهون بقرارات الاصنام .