19 ديسمبر، 2024 12:57 ص

صناعة الازمة وصُناعها

صناعة الازمة وصُناعها

لا ادري ان كُنا حقاً قد فقدنا القدرة على فهم الامور على حقيقتها ، من شدة هول ما نعيشه من قساوة يفرزها الهلع من الانفجارات والارهاب الذي يطالنا في كل لحظة من عمرنا الى جانب القلق النفسي المزمن والتفكير المفرط بلقمة العيش ، ام اقحام المفاهيم السياسية ولبسها والتباسها في الطرح وحالة الجمود الذهني المرجوة من وراء ذلك لاخفاء  ما يحاك في الظلام من دسائس ومؤمرات خارجية ، يتأثر بها الداخل حتماً ، لايقاف عجلة الحياة عند النقطة – صفر – عن طريق الازمات المتتالية ومنهجتها وفق اسسس علمية لتخريب كل شيء.
فعندما تجتمع مخابرات خمس دول في العالم في احدى القواعد العسكرية الامريكية في المانيا للاتفاق على امعان التخريب الممنهج في الشرق الاوسط ، وعندما يعترفون ان معدل القتل في العراق وسوريا هو (6000) شهرياً ، وعندما يتفقون على آليات تدمير مصر وسوريا وابتداع المبررات التي تخدم هذا النهج ، ندرك ان ما يحدث في العراق ليس وليد الصدفة او بسبب السياسات الامنية او خططها بل هو مقر لدى قادة الغرب واجهزتها الاستخبارية لتدمير العراق وقتل اهله وتعطيله بكل ما فيه من مظاهر الحياة غير ابهين بما يتشدقون به من حقوق الانسان بل هي البرغماتية بكل اشكالها للحفاظ على مصالحهم اولاً والحفاظ على امن (( اسرائيل )) والقضاء على العرب .
ومن المفارقات التي تدل على منهجية التدمير الامريكي هي تعيين ( مارتن انديك ) مبعوثاً للسلام الى الشرق الاوسط ، هذا الرجل صاحب نظرية ( اعادة التوازن ) الذي الفها في كتاب ليشرح فيها كيف يمكن ان تبسط الولايات المتحدة هيمنتها على العالم العربي من خلال اعادة تقسيمه واضعافه ، ويعطي في كتابه الصادر عام 2007 نصائح لاوباما في كيفية ادارة المرحلة المقبلة ضمن تكتيكات اقل ما يمكن ان توصف بأنها ( خسيسة ).
ومثال اخر على ذلك .. فقد كتب جيمس باك في كتابه ( الاوهام المثالية ) آليات استخدام مبادئ حقوق الانسان من قبل الدوائر الغربية كسلاح لتدمير حقوق الانسان نفسها في العالم بالوثائق والمستندات .
ومن صُناع الازمة ايضاً ” الاعلام المضلل ” الذي يسوغ الذرائع لتنفيذ المخططات واكبر مثال على ذلك ( قناة الجزيرة ) .
كما اضطلعت قطر وتركيا بتنفيذ المخططات الصهيونية ضد العرب عن طريق التمويل المادي والتدخل السياسي في العراق وسوريا ومصر وتونس والجزائر لتحقيق غايات ( الماسون ) الذي ينتمي اليه اردوغان .