23 ديسمبر، 2024 8:14 ص

كثير من الشعب يطالب بقيادة الدولة بتطوير الصناعات ، وتشجيع الأستثمار من خلال دعم المنتج الوطني.

الصناعة الوطنية، هي بداية الأستقلال لكل دولة، تريد الخلاص من التبعية، وتوفير حياة كريمة لشعبها.

التبعية الأقتصادية هي في الواقع احتلال نتائجه دائماً ما تكون اخطر من الأحتلال العسكري.
لكون الأحتلال العسكري تزول اعراضه بعد مدة من اخراج المحتل، و المحتل العسكري يكون منبوذ من اغلب الشعب، وغير مرحب به
اما التبعية الأقتصادية، تجد الشعب فيها، مثل شارب المخدرات يذمها، لكن لا يستطيع ان يتركها، فيخسر صحته وماله، في نفس الوقت

اغلب الدول تتمنى ان تكون مستقلة اقتصاديا، ومتحررة من التبعية للدول الصناعية وهيمنتها على كل الأسواق العالمية
لا بل حتى الدول المتطورة صناعياً، تجد حمى التنافس فيها في اعلى مستوياته، وما التطور التقني والتكنلوجي الحاصل في العالم الا نتيجة لهذه المنافسة.
نحن كباقي الشعوب، نحلم ان يكون لنا منتج وطني، ندعمه ونقف خلفه، فنكون متحررين من التبعية من جهة، وفتح افاق جديدة، وفرص عمل للشباب من ناحية اخرى.

لكن من اجل ان يكون لنا منتج وطني، يجب ان يكون لدينا شباب وطني اولاً، يأخذ على عاتقه بناء اللبنة الاولى لهذا المنتج.

يجب بناء شباب واعي، يستطيع ان يتحمل المسؤولية الكبرى، ولا يفكر ماذا سوف يأخذ الأن
انما يفكر ماذا سوف يحصل عليه ابنه في المستقبل.

يجب على الدولة ان تعي ان لا صناعة يمكن ان تنجح، دون وجود صانع ناجح يؤمن بما يفعل، لذلك يجب عليها ان تهيىء هولاء الصناع.

كما لا يمكن لزراعة ان تسد حاجة وطن، دون وجود فلاح يؤمن ان ما يزرعه هو ليس نبتة تدر عليه الربح، بقدر كونها نبتة تجعل منه حراً

يجب على الدولة قبل ان تفكر في بناء و تشييد مصنع بعقول اجنبية، ان تفكر في بناء عقل عراقي ناضج، يستطيع ان يبني ويشيد مئات المصانع

نعم يجب ان نترك كل الصناعات الأن، ونفكر في دعم العقل العراقي الوطني، فهذه الصناعة ان دعمت ونجحت في تطوير نفسها، جميع الأمور الأخرى يكون الوصول اليها ايسر.

صناعة الأنسان هي الأهم والمقدمة على الصناعات الأخرى، فمتى استطعنا ربط الأنسان العراقي بوطنه، استطعنا ان نجعل منه شخص نافع لهذا الوطن.

البعض يقول هذا طريق طويل، ومخرجاته لا تظهر الا بعد اكثر من عقد، والمواطن العراقي يريد شيء مملوس وعاجل.
نقول نحن نتحدث عن بناء وطن، وصناعات وطنية، لذلك خطابنا موجة للأشخاص الوطنين، الذين يريدون صناعة مجد للعراق، وليس للأشخاص الذين يريدون ان يكسبوا اصوات انتخابية، فشتان بين هذا وذاك.