12 أبريل، 2024 8:26 م
Search
Close this search box.

صمود وسط الهزيمة، تلعفر انموذجا

Facebook
Twitter
LinkedIn

إن كل المعارك المؤثرة و المصيرية تأخذ حيزاًمن التاريخ، و بمرور الأيام يسجل الرواة منشخوصها أحداث تختلف عن الاخرى، ويضافلها بطولات لم تستحقها وتلعب رؤية الشاهدوالمورخ بالعواطف لتصنع أبطال وخونةومنهزمين ومهملين ليكون سرد الحقائق تحترحمة الراوي،
معركة سقوط ثلث العراق بيد أقلية تفتقدلأبسط مقومات النصر بهذا الشكل تحتاجلدروس وعبر وتحليل،ومناقشة، وحيزاً كبيراً منالجدل إن لم يكن شريطاً طويلاً من الصندوقالاسود الذي يقدمه الاعلامي الرائع (عمار تقي)
سقوط الموصل واخواتها ومارافقها من جرائمإبادة تحتاج الى اكثر من مسلسل واكثر من (شيمن التاريخ)
هذه المعركة وغيرها تعمد الفاعلون طويصفحاتها ولكنها تبقى على لسان الملايين ممنعاصر كوارثها،
الموصل تنهزم، تنهار، تلحقها تكريت فالانباروديالى قاب قوسين،
بين كل هذا الإنهيار وذلك السقوط المريع والمفاجئ للمدن والقصبات وخلو الشوارعالواصلة بين المحافظات، بقت مدينة دونغيرها!
وسط تلك الهزائم والانكسار صامدة وقويةلتسجل قصص وحكايات تضاهي صمود مدنالتاريخ في اكثر المعارك ضرواة،
عندما نتصفح التاريخ ونقرأ عن أشهر المعاركنجدها غير تقليدية والمعارك التاريخية ليستبضخامة جيوشها والمساحات التي احتلتهاوالخسائر التي تكبدتها،
قيل في الموصل مثلما قيل في المدن المنهزمةو المنهارة و المحتلة من أنها خيانة أو نكسة أوهزيمة، الموصل حرقة في قلوب الناس كلالناس، كنكسة حزيران التي زادت عن الخمسينعاماً ولاتزال المكتبات ترفد بسجل الحوادثالمعلن والمخفي فيها، وسبحان الله إن كانحزيران يسجل النكسات في الشرق بإرادتنا أمبإرادة خفية ؟ العرب تتهم امريكا والغرببتسخير الأقمار الصناعية والطائرات الحديثةوالحروب الإلكترونية التي هزمت العربالمشلوليين وجعلتهم ينوحون على هزيمةمرة،
الموصل و أخواتها بنفس خيط عقلية المؤمراةوالتآمر والجُبن والتخاذل، الموصل و أخواتهاسُجل مستقبلها بسيناريو مخابرات دول الجواروجنرالات مغفلين كما جنرالات العرب في1967 ولكن لا فرق، فكلا النكستين لم تكن درساًولم يعاقب أدواتها من الجنرالات إلا من أبتنفسه أن يقول عنه الشعب جباناً او خائناًفإنتحر، فإحترمت الناس كبرياء المنهزم عندمايموت بإرادته وليس بإرادة القاضي،
العراقيين بين الذهول والصمت والحزنوالبكاء والمرارة والانتظار لما هو قادم، كانهناك أسلحة ومعدات ومستودعات بملياراتالدولارات لم يكن الشعب يعرف أن داعشإستولى عليها، و إستفحل بمساعدة خونةمحليين ارتكبوا أبشع الجرائم بحق المدنيينبدأت من الموصل و سبايكر و انتهت بحدودبغداد، لينتهي الدرس برسوب شبه جماعيشارك فيه عسكريين وسياسيين،
ووسط هذا الانهيار والموت كانت صور الاعلاممخجلة كما السياسيين ولم يكن بمستوىالحدث، إن لم يكن بمستوى اذاعة صوت العربوهي تغطي عورة الجنرالات،
تلعفر!! بقيت هذه المدينة صامدة تثبتالتحدي تلو التحدي و أصبحت نداً قويًا لداعشالتي أسقطت ثلث العراق،
اعلام داعش وكل القنوات العربية وقناةالرافدين بالخصوص تبث بيانات وصور وفيديوهات داعش بشكل مباشر، والناس تترقبفي حالة من الذهول بما هو قادم،
يقف مرجع الامة الاسلامية وبكل ثباث ليعلنالجهاد الكفائي الذي جعل تلعفر درس اخرمضاف،
كيف لمدينة مترامية الاطراف تحدها صحاريوجبال وقرى تصمد ذلك الصمود؟
صفحات التواصل الاجتماعي و بزخم غيرمألوف تشير الى ذهاب ابو الوليد ( اللواء الركنمحمد محسن القريشي) الى تحرير الموصل،بينما الحقيقة هي أنه التحق إلى تلعفر بمفردهبعد تطور الاحداث هناك،
ابوالوليد يرسم الخطة التي يدافع فيها عنمدينة تلعفر ومطارها، وقد نجح بالرغم منسيطرة داعش على محيط تلعفر وثلاثمحافظات،
و من هنا بدأت معركة تلعفر ( البوابة الشرقية)و كانت معركة ضارية بسبب المعنويات العاليةلمقاتلي داعش بعد سيطرته على محافظةنينوى بالكامل ومدن اخرى، يوازيها بالمقابلالمعنويات العالية للمقاتلين الشجعان مناللواء العاشر ( الجيش العراقي ) و لواءالجزيرة ( شرطة اتحادية ) و شرطة تلعفر التيأجبرت داعش على الانسحاب و الهزيمة بعد اندامت (48) ساعة، و حاول داعش الهجوم مرةًاخرى ومن محور غرب تلعفر ( العياضية ) ولكنه جوبه بذات المقاومة في الجانب الشرقيمن المدينة، وبعد فشل كل محاولات الاختراقاستخدم داعش حرب الاستنزاف من خلالالاشاعات والدعاية الاعلامية
كما سخر المدفعية والهاونات التي إستولىعليها في مقرات القوات المنهزمة وبدأ يدكتلعفر ومطارها بالمدفعية بشكل مستمر،
المدنيين وسط المعارك تصيبهم الفوضىوالهلع وكانت مهمة ابو الوليد صعبة جداً فيعبور آلاف العوائل الى مكانات امنة، ذلكالعبور يشبه عبور العوائل التي كانت تطاردهاالنازية في الحرب العالمية الثانية،
وقد نجح في إنقاذ حياة الالاف الذين يريدداعش ذبحهم بسكين الارهاب و الطائفية،المهمة اشتدت والصمت ساد الجبال والمدينةوالصحارى ولم تعد تسمع سوى اصواتالقصف الداعشي و بيانات قناة الرافدين والعربية و الجزيرة على أن ابو الوليد قد تمأسره وبين تايتل و اخر يتصدر خبر اعدام أبوالوليد وتعليق جثته على ابواب تلعفر الاخبارالعاجلة، و تتوعد الرافدين صور تعليق الجثةوعرضها،
القيادة السياسية في بغداد لم تكن بمستوىالحدث بسبب ضعف الدعم و الاسناد للعملياتالعسكرية،
الفتوى زادت من حماس الناس وبدأالمتطوعين يتجمعون لتدارك هزيمة صنعهاالسياسيين ونفذها العسكر ونُهبت فيها معداتبالمليارات،
لم يصل الى ابو الوليد أي اسناد، خصوصاً بعدسقوط المطار بالمدفعية، وبين كل تلكالحماسة كان من بين اهالي تلعفر كما الموصلمن الشرطة الذين تركوا ثكناتهم وانسحبوا معالمدنيين، ومع مرور الوقت اصبحت قوات ابوالوليد واهنة وضعيفة بسبب قلة العدة والعدد،وليتحول الداعشيين في الموصل وسوريا وبقيةالقصبات لنصرة انفسهم واحتلال تلعفر بينماخطابات ابو الوليد التلفونية تبشر بالثبات والصمود بمعنويات عالية، والواقع يسجلمفاجآت ومفاجآت، عندما يقوم ابن اللواءالركن محمد محسن القريشي( الوليد )وهوضابط في وزارة الداخلية ولاتربطهُ وقيادةعلميات تلعفر اي علاقة رسمية سوى ان القائدوالدهُ، الجهد الاستثنائي والتنسيق الشخصيلهذا الشاب مع قائد القوة الجوية الفريق (أنورحمه )الذي أشرف على إرسال طائرة من نوعC130 الى مطار تلعفر بمساعدة الرائد ايادومجموعة من الضباط الطيارين بالرغم منصعوبة هبوطها بسلامة و ذلك بسبب شدةالقصف المستمر على مدرج المطار ،
و وسط كل هذا الذهول في جو لا تستطيع فيهحتى طائرات درون للتصوير الهبوط،
هبطت الطائرة ويتفاجأ ابو الوليد بان ولده ومجموعة غيارى بلاعنوان على متن الطائرةيرومون النزول وهم لايحملون سوى الأسلحةالشخصية،
ابو الوليد كان ينتظر قوة إسناد حكومية ولكنهفوجىء بمجموعة من المجاهدين قالو نحنجنود السيد السيستاني جئنا امتثالا لفتوىالجهاد، هذا الموقف زاد من حماسة من بقىمع ابو الوليد،
و استمرت بعد ذلك المعارك والمواجهاتالصعبة مع الانتحارين و الانغماسيين وسقوطعدد من الشهداء والجرحى بين صفوفالمقاتلين و انعدام الدعم الكامل لهم، و بعدأيام مريرة هبطت الطائرة الاخيرة على مدرجمطار تلعفر المليئ بحفر و شظايا القصفالمدفعي،
الوليد كما أبوه يسجل موقف بطولي عندمااقلعت الطائرة التي أجبره والده بالعودة علىمتنها إلا أنه أصر على إنزالها مرة اخرى بالقوةلإخلاء الجرحى و حمل جثث الشهداء المرميةعلى جنبات المطار،
صور حمل الجثث اثناء القصف قاسية و باسلة،
غادر الشاب وترك أبيه في اتصال مع وزيرالدفاع الذي أمر بالتوجه الى مقر اللواء الحاديعشر (الجيش العراقي )في قضاء سنجار كمقربديل وذلك للسيطرة و إعادة تنظيم القطعات،وهنا كانت المفاجأة !!وللقصة بقية …

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب