23 ديسمبر، 2024 5:22 ص

صمود الأنبار بحشدنا

صمود الأنبار بحشدنا

تمثل الرمادي موقعاً مهماً بالنسبة لداعش، فهي تعد مركز الأنبار أكبر محافظة بمساحتها الشاسعة التي تقدر بثلث العراق، وحدودها الطويلة اللصيقة بسوريا، التي تجعل من الممكن مدّ حدود دولة تنظيم داعش، بين ما يسمى ولايتي الشام والعراق، والذي يسمح له من تهريب النفط والآثار, وإضعاف الدولة العراقية والسورية, كما وتقع غربي العاصمة بغداد على بعد 108 كم، وتتاخم محافظات بابل وكربلاء والنجف، لذا لابد من صد هذا الخطر الذي قد يتسبب بمشكلات يصعب حلها, وكما تشترك بحدود دولية مع الأردن والسعودية .
عندما طرح ” عمار الحكيم ” رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي, مبادرة أنبارنا الصامدة في 8 كانون الثاني 2014, والتي تضمنت إعمار المحافظة، وتشكيل قوات عشائرية _  أي العشائر التي تقاتل الإرهابيين _ تكون من ضمن تشكيلات الجيش لتأمين الحدود الدولية والطرق الإستراتيجية، كانت هناك أزمة تلوح بالأفق، ما لم تحل الأمور بعقلانية وتهدئتها ومحاولة كسبها بأي طريقة لتفادي ما قد يحدث مستقبلا .
لم تجد هذه المبادرة أُذن صاغية لها، في وقت كانت المعركة الإنتخابية في بداياتها بين مختلف القوى السياسية، والتي حُشّد لها طائفاً من أجل كسب أكبر قدر من الأصوات، للظفر بتشكيل الحكومة، فبعض الجهات خشيت وللأسف من نجاح هذه المبادرة، والتي قد تعمل على تغيير التوازنات السياسية على أرض الواقع، فكسب صوت الجمهور الشيعي يعني إفلاس بعض الأحزاب وإنقراضها ربمّا، وحتى خشي بعضهم من تحول تفكير الناخب السني فبدل أن ينتخب الطبقة السياسية السنية، ينتخب من نجح بإعمار مدنه وساعد على تهدئة الوضع، وكان هذا من الغباء السياسي حين تغيب مصلحة الوطن من أجل المصالح الضيقة .
بعد وابل من الأزمات التي عصفت بالعراق مع إبعاد الحل السلمي وإحتواء الآخر، والدور الذي لعبته بعض القوى الإقليمية التي لم ولن ترغب بالعراق كبلد محوريا يلعب وفق ما يشاء، نجح الدواعش في 10 حزيران 2014 من السيطرة على الموصل وعدة محافطات أخرى، رافقه إنكسار للقوات المسلحة بعد خيانة أبرز القادة العسكريين، الذين تأصَّل في فكرهم الأفكار البعثية الهدامة، تصدت المرجعية الدينية لتعلن فتيا الجهاد الكفائي لصد الدواعش والحد منهم والقضاء عليهم .
كان من المفروض بعد تطهير تكريت التوجه لتطهير محافظة الأنبار، لكن أصوات النشاز والتي أفرزتها صناديق الإنتخابات وبعض شيوخ الفنادق ومؤتمرات الصالات المكيفية، رفضت بأي شكل من الأشكال دخول قطعات المتطوعين من أبناء الحشد الشعبي، بعد كل ما حدث وما فعله الدواعش من ومن …، كان خيارهم كلا للحشد، الذي لا ناقة له ولا جمل في أرضكم، سوى أنه لبّى نداء مرجعيته، التي إنتفضت من أجل العراق وحرماته .
لكن الحشد حشد وطني يا ساسة الأنبار وعلمائها وشيوخها، فبعد أن وقع الفأس بالرأس وقتل وأغتصاب نسائكم وتهجيركم، صار الحشد شريف ويجب أن يشارك في العمليات، أجل لا توجد للحشد أي مصلحة طائفية، بل وسيقاتل ويبذل دمه في سبيل الله والعراق، ومعركته القادمة ستكون أقصر وقتا من معركة تكريت وأسهل