23 ديسمبر، 2024 5:25 ص

صمت لن يستمر طويلا

صمت لن يستمر طويلا

إلتزم القادة والمسٶولون في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية صمتا ملفتا للنظر أزاء تطورين مهمين فيما يتعلق بالاوضاع في إيران، أولهما الموقف الامريکي الرسمي من مجزرة عام 1988 التي تم إرتکابها بحق 30 ألف سجين سياسي من أعضاء وأنصار مجاهدي خلق والثاني؛ محاکمة الارهابي الدبلوماسي أسدالله أسدي وعصابته الارهابية في بلجيکا بتهمة التخطيط للعملية الارهابية الخاصة بتفجير مکان الاجتماع السنوي للمقاومة الايرانية في عام 2018،، إلتزام الصمت الايراني، فسره العديد من المراقبين و المحللين على إنه إحساس بالخيبة والاحباط من عدم التمکن من تحقيق أي تأثير على مسار هذين التطورين.

صمت قادة ومسٶولي نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي يمکن تشبيهه بصمت أصحاب القبور، ناجم عن إصطدامهم مرة أخرى بالارادة الفولاذية التي لاتلين أبدا لأعضاء منظمة مجاهدي خلق من الذين وضعوا أرواحهم على أکفهم من أجل شعبهم ووطنهم، والذي يدفعهم للشعور بالمرارة والخيبة و الحسرة أکثر هو إن التطورين أعلاه نتيجة وحاصل تحصيل النضال المستمر والمتواصل للمنظمة على طول العقود الاربعة المنصرمة، وهو مايدل على أن النشاطات والتحرکات المختلفة التي تقوم بها المنظمة على مختلف الاصعدة لاتذهب هباءا بل إنها تسير في سياق يحقق الاهداف والغايات المرجوة من ورائها. 

المساعي والمحاولات المختلفة التي بذلها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من أجل الحد من دور وتأثير منظمة مجاهدي خلق والقضاء عليها بصورة کاملة، والتي جند لها هذا النظام إمکانيات هائلة جدا على حساب الشعب الايراني، جعلتها منظمة مجاهدي خلق من خلال نضالها الدٶوب والمتواصل عينا بعد أثر، وأثبتت للعالم کله بأن هذا النظام يمارس الکذب والخداع وتزييف الحقائق بشأن الاوضاع داخل إيران وبخصوص دور ومکانة منظمة مجاهدي خلق في داخل و خارج إيران، وإن الاشهر الاخيرة قد کانت کافية لإفهام العالم هذه الحقيقة وفي الوقت نفسه إلقام هذا النظام حجرا على أکاذيبه وهلوساته وتخريفاته ضد منظمة مجاهدي خلق.

هذان التطوران اللذان يعتبران بمثابة إنتکاستين غير عاديتين للنظام الايراني، من الواضح جدا إنهما ليسا کأي تطورين آخرين، لأنهما يمثلان نقطتا عطف في نضال المنظمة ضد النظام ويمهدان لمسار يقود النظام الايراني في نهايته الى المسائلة والمحاسبة الدولية وجعل قادة النظام الايراني مطلوبين على الصعيد الدولي کما هو شأن أي مجرم حرب، ومن دون أدنى شك فإن هذا الصمت الملفت للنظر للنظام لايمکن أبدا أن يستمر طويلا مع ملاحظة إن النظام سواءا إلتزم الصمت أم لم يلتزم فإن الامر سيان وإن النتيجة والمحصلة النهائية التي تنتظر النظام هي ذاتها!