انها جريمة الصمت في زمن الصمت ، في الأمس تلعفر وقبلها كركوك وطوز خورماتو وأمرلي واليوم تازه خورماتو وغيرها، كل هذه الأحداث هناك صمت القبور في المكونات العراقية وداخل المكون التركماني ايضا، أية لعبة قذرة تلعب في الساحة التركمانية، من المستفيد؟ من الفاعل؟ من الصامت عن الحق التركماني؟ لماذا كل هذه الدماء التركمانية التي تسكب هنا وهناك ؟ أسئلة تدور في مخيلة الشارع التركماني وكل فرد حتى الصبيان بدأوا يقلقون على مستقبلهم ويفكرون بالنزوح من مناطقهم وهي ما يربو اليها أعداء التركمان بخططهم في التهميش والتغيير الجغرافي!علما ان التفجيرات والقصف المستمرعلى تازه خورماتو وغيرها من المناطق التركمانية (توركمن ايلي) والقتل الجماعي في أزقة وشوارع ذات الغالبية التركمانية واستمرار الإغتيالات للأعيان ولأصحاب الكفاءات العلمية والأكاديمية والأمنية التركمانية سلسلة متواصلة الحلقات ما أن تنتهي مأساة عملية تفجير أو إغتيال أو خطف حتى تبدأ الأخرى ، فمن كركوك مدينة التي تعرضت لمجازر بشعة عبر التاريخ تجاه سكانها الأصليين بالأهداف العنصرية والفاشية الإستعمارية مجزرة كاورباغي ومجزرة كركوك ومجزرة ألتون كوبري ، الى مدينة تلعفر التي حصلت فيها القتل الجماعي بالتفجيرات الغاشمة، والى ناحية تازة خورماتو التي أخذت نصيبها هي ايضا ولأمرلي المغدورة ثم طوز خورماتو المسلوبة وآلتون كوبري عرين الأسود وبشير الجريحة وداقوق الصامدة وكفري اليتيمة وتركلان المنسية وأربيل المحتلة ومناطق تركمانية في ديالى ومندلي وصولاً إلى مدينة كركوك ثانية وكلها تدور في حلقات المنتصر فيها البطل الذي صنعه أوهام المحرر المحتل في نصوص للصوص النفط ولخونة الوطن.. الإغتيالات والتفجيرات قتلت ألاف الرجال والنساء والأطفال من تركمان العراق والناجون من بين الحديد والنار ومن تحت الأنقاض خرجوا برؤيا مختلفة خرجوا ضحايا .. والفاتورة الأعلى رقمـاً قد دفعها أطباء التركمان والأكاديميين والمثقفين وبدوره يدفعها الأطفال.. مئات من أطفال التركمان في العراق غيبهم إغتيالات آبائهم ويتمتهم، والتفجيرات التي ثكلت أمهاتهم وهجرتهم وشردتهم. وربما ما يماثل هذا الرقم أو أكثر أو أقل في كافة مناطق توركمن ايلي وخاصة مدينة كركوك، ثم أرقاماً أخرى بشعة تحصد الأكثر .. أرقام ينتفض ويهتز لها كل كيان يحمل نقطة دم تعيش في الضمير .. وتتواصل ضحايا الإغتيالات والتفجيرات مجهولة الهوية بعد أن أعلنت أمريكا انسحابها من داخل المدن الى منصة المتفرجين لتتفرج على عمليات عملائها عن بعد وأصدرت قانون يبيح القتل لكل من يعاديها ويعادي مصالح عملائها فقط ؟!
واليوم نفس طريقة السيناريو تطبق على أطفال وشباب التركمان في العراق من القتل بدم بارد وأمام مرأى ومسمع العالم فهل دمـاء أطفالنا وشبابنا ونساءنا ورجالنا ليس لها بكـاء .. وعـزاء .. ليس لها دمـاء !!!هل دمائهم دماء ودمائنا ماء؟!
ذات يوم وخزت اصبعي بأبرة لأرى ما لون الدم التركماني فوجدته دم بشري كسائر دماء البشر بجميع قومياتهم وديانتهم وطوائفهم فتولد في داخلي مليار سؤال …….لماذا؟
لماذا حين تغتال ضابطاً أو طبيبا تركمانيا او تفجر المساكن وتقام أعراس الدم و المجازر في كركوك وتلعفر وتازة خورماتو وألتون كوبري وطوز خورماتو وبقية المناطق التركمانية وتراق الدماء أنهار لا تنقطع ينام العالم ويسكن ويكتفي العراقيين بالاستنكار والتنديد؟ وحين يقتل غيرهم تقوم الدنيا وتتلاحق القرارات وتقصف الصواريخ وتهدم القرى ويراق الدم .
لماذا حين تضرب المناطق التركمانية و تغتصب الأراضي وينكل بالرجال وتنهب المتاجر وتهرب براميل النفط ينام العالم وكأنهم ليسو بشر؟ وحين يفجر موقع عنصري أو طائفي تقوم الدنيا وكأنهم قتلوا عزل .
لماذا التركمان ؟ ولماذا هم مستهدفون الى هذه الدرجة المريبة؟أجد الجواب المؤلم يقول لي ان دمائهم دماء ودماء التركمان برخص الماء.