من واجب الحكومات في العالم ان تحفظ الأمن في بلادها وتكون مسؤولة عن قطع دابر كل من يحاول تعكير الامن وصفوه وفي واجبها هذا لا تقاعس منها يقبل او عذرا منها ينشد , فالامن يعني حياة الناس ومعيشتهم وتنقلهم وحلهم وترحالهم ومستقبلهم وسعادة أطفالهم , لذلك ترى ان ميزانية الدول تخصص لباب الامن والدقاع فيها الجزء الاكبر فأمن الناس هو الذي يأتي في المرتبة الاولى والامن هو الامن الداخلي والخارجي .
وما يحدث اليوم في العراق هو انهيار أمني لم تشهده أية دولة في العالم من قبل فالمفخخات لا تغيب عن اخبار العراق والتصفيات مستمرة منذ اكثر من 10 سنوات والحكومة الى الان عاجزة عن فعل أي شيء وكل إنجازاتها الأمنية تتمثل في إنها تحمي قوافل الزائرين الى العتبات المقدسة في كربلاء والنجف وبغداد وبعد أن تنتهي مراسم الزيارة ويقتل ما يقتل من الزوار الابرياء يخرج بيان من قيادة عملية الفرات الاوسط وعمليات بغداد ووزارة الداخلية ليزف لنا بشرى انتهاء مراسم الزيارة ونجاح الخطة الأمنية !!!!!
كل هذه الأمور قبلنا بها على مضض ولسان العراقي يقول عل في قادم الايام ما ينبئ بالخير ولعل قادتنا يتعلمون وتزداد خبرتهم الامنية بمرور الوقت ويبسط الامن في العراق يوما ما , ولكن مسألة الحرب الطائفية غير المعلنة والتي ستعلن عن قريب هذه مسألة فيها ألف نظر !!!! فالاحتراب الطائفي في العراق بدأ ينتشر منذ عام تقريبا والميليشيات في ديالى وحزام بغداد والمثلث السني والمربع الشيعي عاودت نشاطها وبقوة وعلى عينك يا تاجر والحكومة عاجزة كالعادة والأخبار التي تتسرب من هنا وهناك تشير الى ان القوى الامنية لربما تكون ضالعة في هذه الحرب غير المعلنة وهي التي تمهد لبعض الميليشيات من أجل القيام بأعمالها الاجرامية .
ان سكوت الحكومة الغريب هذا ومحاولة ألهاء الناس بقراراتها الجوفاء في الفردي والزوجي وقانون التقاعد المنتظر وغيرها من الأمور يشير الى أكثر من علامة إستفهام فلماذا هذا الصمت والعجز الحكوميين عن التصدي لهذه الحرب المستعرة المستترة ؟؟؟ فدولة القانون الكتلة الانتخابية التي تقود السلطة في العراق إستنبطت اسمها من حملة فرض القانون التي طبقتها الحكومة العراقية بمساعدة الولايات المتحدة من أجل انهاء الاقتتال الطائفي في عام 2007 , فما بال هذه الكتلة ورئيسها يقفون متفرجين على ما يحدث الان في العراق , هل هو تمهيد إنتخابي ام محاولة لافراغ العراق من مكون رئيسي فيه ام ماذا ؟
تساؤلات لن تجيب عنها الحكومة ولا الاجهزة الامنية (الراقوصية) , انظروا الى حملة دعم الاجهزة الامنية التي تقودها القناة العراقية تخرج الينا باغاني تشد بها ازر تلك الاجهزة وتظهر مطربي تلك الاغاني والجنود الذين معهم وهم يقومون بحركات راقصة تشبه حركات المثليين والمتميعين في حين ان المتعارف عليه ان الاغاني والاناشيد العسكرية يجب ان تتضمن معان الرجولة والصرامة لا الميوعة والابتذال , ومع صمت الحكومة صمت الاجهزة الاعلامية مما يحدث في جنوب العراق الان وحملة قتل وتهجير السنة العرب والذي يطال أعرق عشائر العراق وأكبرها عشير ال سعدون التي ارتبط اسمها ب (حلف المنتفك) والناصرية التي سميت باسم جدهم الاكبر ناصر السعدون , فقلة من الاجهزة الاعلامية تشير الى ذلك المسلسل الفظيع ولربما هي مرتاحة ايضا من هذا الوضع بسبب الدوافع الطائفية للقائمين عليها خاصة وان الاعلام المستقل في العراق اعلاما يكاد يكون معدوما ولكنهم تناسوا ان تداعيات تهجير ال السعدون لن يقف الارهابيون امامه موقف المتفرج وسيستغلونها لاعادة التحشيد والتخندق الطائفي في مناطق الغربية بعد ان لفظتهم من قبل , للاسف لم يعي السياسيون ولا الاعلاميون الدروس الاليمة السابق في ايام المحنة وربما انهم يمهدون لعودة تلك الايام حتى يضمنون البقاء في كراسيهم ومتيازاتهم ولكن هذه المرة هم مخطئون فلو إستعرت ستحرق الكل وستحرق حتى الكراسي التي هم جالسون عليها وعندها لن يفيد نديم الندم اي ندم والى الله اشكو جراحاتك يا وطن .