هي احدى المصطلحات التي ظهرت في عهد الاحتلال الاميركي كبقية المصطلحات والشعارات الرنانة التي تدعو الى الحرية والديمقراطية والمساواة.. هذا المصطلح مرتبط بآخر ظهر وأطر المرجعية باربعة فقط “المراجع” بحيث اغلق باب الاجتهاد وتسليط الاضواء على الفقهاء والفضلاء الآخرين.. حيث كان للتحديد الاخير غاية سياسية حق هدفها حيث خص مرجع بين المراجع الاربعة.. فلقبت بالمرجعية العليا دلالة على مدى سعة متبعيه ومقلديه من بينهم فكانت مرجعية السيد علي السيستاني..
اطلق مصطلح صمام الامان في فترة الفتنة الطائفية او الحرب الاهلية العام 2006م.. بمجرد سكوت وعدم انحياز المرجع لاي طرف في هذه الفتنة.. وقتها دعى دعوات خجولة الى ايقاف الدم الجاري فيما تعالت دعواته الصارخة من قبل وكلاؤه ومعتمديه للذهاب الى الانتخابات وانجاح التجربة الاميركية التي انتجت دستور فتنوي تقسيمي ومحاصصة طائفية وحزبية في سبيل ضرب النسيج العراقي في العمق..
هنا تتفلسف الاقلام المأجورة وارباب المحتل ليعطوا للسيستاني مدى اكبر من حجمه.. كونه الاخير “صمام امان” للشعب العراقي باجمعه في محنته.. يتكرر المصطلح اكثر من مرة بمناسبة وبدونها، فمسوقيه فاشلين ويصبغونه بهالة من الكذب والتفخيم، فيفرضون على الآخر اسلوبهم وثقافتهم السطحية المرضية، فيروجنه عبر اعلامهم المؤدلج، ليغسلوا من خلاله عقول العراقيين التائهين من خلال العقل الجمعي.
لكن لنقف وننصف هذا الرجل بهذا المصطلح، لقد كان الامام السيستاني صمام امان.. نعم صمام امان للاحتلال الاميركي حين حافظ على دماء شيعته من دموية الاحتلال الاميركي فلم يفت بحرمة الاحتلال فضلا عن مقاتلته.
نعم صمام امان لديمومة الاحتلال، وشرعية بقاءه، وعدم مواجهته، لما يحمل من تداعيات على مرجعيته الممولة منه حسب اعتراف رامسفيلد، وللحفاظ على الدولة الشيعية في المنطقة الخضراء.
صمام امان عبر الرسائل (العشقية) الثلاثينة مع الحاكم المدني بول بريمر وضمانه عدم محاربتهم والسكوت عليهم، لا بل اسهم السيد السيستاني في انجاح التجربة الانتخابية “المتامركة” والدعوة اليها في كل مرة..
اما في الفتنة الطائفية كان صمام امان للحفاظ على الدولة الشيعية عبر السكوت عن المليشيات التي تقتل طائفيا العام 2006، فاكثر القتلة هم من مقلدي السيد، وهم يأخذون فتواهم السرية من قبل معتمديه الذي يعممون بالاستهداف.
فيا ايها السادة عن اي امان تتكلمون!! والفلوجة تباد بالبراميل المتفجرة والغارات الجوية والمدافع الثقيلة.. وسيد صمام الامام لا يهتم بحالها ويدعو للانتخابات في ظل محاصراتها، فسكوته في العام 2006 يتكرر في هذا العام 2014م مبرراً لهمجية يرتكبها المشروع الصفيوني في العراق، فهو لا يعتبر الفلوجة من ضمن الحدود العراقية، لكونه اممي لكنه يتأثر بالهجمات الارهابية على منطقته الحدودية في محافظة سستان بلوجستان في ايران، ومن حقه!! لكن ليس من حق العراقيين ان يكيلوا التهم لاهل الفلوجة على انهم داعش فيؤيدون الارض المحروقة، ثم يقولون السيستاني صمام امان!!وكتتويج لصمت سيد صمام الامان على الاحتلال الاميركي في العراق منح جائزة نوبل اليهودية للسلام.