وجد الكثير من (الاشتراكيين) العراقيين في دول الرأسمالية (المتوحشة) التي شنّعوا بها طويلا، وطنا سعيدا لهم.
ورأى شيوعيون وبعثيون و قوميون ويساريون أنّ دول الغرب، فضلا عن بلدان الخليج الغنية، التي اتهموها بالرجعية، والمؤامرة، هي المستقر الرغيد لهم.
وجلّ هؤلاء، لم يعودوا الى بلدانهم حتى بعد زوال الانظمة التي حاربوها، اذ طابت لهم الحرية والملذات، والخضراء والوجه الحسن، في هذه الدول التي حاربوها باسم الاشتراكية والثورية والمبدئية والحرية والطبقية.
وقد تشابه الشيوعيون والبعثيون والقوميون والمتعصبون فكريا في الديدن، والسلوك، في اختيار هذه الدول اوطانا بديلة وهم الذي حرّضوا الناس طويلا على كراهيتها.
ويتذكر العراقيون القصيدة التي رصّها البعثيون في الكتب المدرسية: “لندن مدينة اللصوص”، ولاحقا هرعوا الى مدينة الضباب وأصبحت غايتهم في اللجوء ورغيد العيش.
وكان لدول الغرب الرأسمالي، ثم الخليج لاحقا، النصيب الاكبر من مسبّات اليمين واليسار والمؤدلجين والثوريين من نزار قباني الى مظفر النواب الى الجواهري الى كوادر الاحزاب القومية والعلمانية وزعاماتها.
الكاتب الخليجي علي القحيص على صواب، حين يتحدث عن شعراء مثل مظفر النواب، شتموا دول الخليج طويلا لكنهم في خاتمة النضالات والخطابات التي ما قتلت ذبابة، لجئوا اليها.
وجلّ رجالات النظام البعثي السابق بالعراق، كرهوا الخليجيين كرها عظيما، واسموهم بالرجعيين، لكن أغلبهم اليوم يعيش بين ظهرانيهم.
العاطفيون الجياشون سوف يستعرضون عنتريات المشاعر المنفلتة ضد مقالي، والمؤدلجون العميان سوف يشتموني، لكن سوف ألطمهم بقولي:
سأحترمكم، حين أجد – ولو- عصفورا، قرر اللجوء اليكم، كي ينعم بأوطانكم.
سأحترمكم حين تعالجون أنفسكم من الذهان الفكري، والثابت إن العلاج لا يتوفر في بلدانكم.