يكاد يكون خطاب الرئيس المصري محمد مرسي الحدث الأبرز في قمة عدم الإنحياز المنعقدة في طهران ، صاحبته ترجمة غير موفقة عمدت إليها وسائل إعلام حكومية ايرانية سعت بقوة لتجيير القمة وقراراتها لصالح خطابها الرسمي المتبع إقليميا” خاصة فيما يتعلق بالشأن السوري والهجوم العنيف للرئيس على نظام الحكم فيها ، بالمقابل غرد مشايخ دين ليباركوا للرجل شجاعته وخطابه معا” كونه قادم من قلب عاصمة (الرفض) ، وكلاهما (رافضي) النزعة داعم له ام من (ناصب) آل الأسد العداء غير معني بالمرة بحق شعب سوريا بالتحرر والإنعتاق وإسترجاع كرامته المستلبة ، بقدر مايمكن لها ان تكون حالة تعتري كل منهما بضرورة النصر المبين في إحدى جولات صراعهما التأريخي .
تزوير متعمد ، تحريف غير مسبوق ، تصرف فج ساذج ، نعوت مواقع عربية بحق من أبتلي مرغما” على الترجمة ، طبل لها كتاب في صحف بغدادية لجهة (إلتصاق) بغداد بطهران في هذا الشأن بالتحديد ، ولا أعلم ان كان الواجب يحتم على حكومة السيد المالكي ان تسند جهدا” عربيا” للإطاحة بنظام البعث في سوريا حتى تنأى بنفسها عن هكذا تهم ، على يقين بجهوزية الإتهام بعمالتها للغرب في حال كانت بالضد من موقفها الآن بعد التخبط الحكومي داخليا” والمنتقد دوما” لسوء الأداء الوزاري فيه ونقص الخدمات وصراع الكتل السياسية المزمن جعل البعض يتربص (زلات) الحكومة وأدائها الخارجي ليثبت لنا فشلها التام .
الربيع العربي (الصحوة الإسلامية) حسب النسخة الفارسية من الترجمة الايرانية لها لن نتوقف عندها طويلا” ، إذا ما أدركنا حقيقة خيارات شعوب الربيع ذاته إلا إذا ما أستثنينا ليبيا وإكتساح تيارات الإسلام السياسي لصناديق الإنتخابات في بلدانها .
منتقدي الترجمة (المحرفة) يتغنون على ان خطاب الرئيس مرسي القادم من رحم صندوق إنتخابي نتاج ثورة شعبية أطاحت بأحد رموز الإستبداد والتسلط ليحقق عدالة إجتماعية وتداولا” سلميا” للسلطة وحقوق مواطنة لم تألفها مصر وبقية الشعوب العربية وهو موقف يسجل عليه لا له ، بعدم الإتيان على ذكر البحرين وهي حالة إنفصام عروبي أخرى تلازم ذات الإعلام (المدافع) بقوة قل نظيرها حتى في بلدان عريقة ديمقراطيا” عن حق الناس في التحرر من سطوة الدولة القومية الآيلة للسقوط الواحدة تلو الأخرى كإنخراط المسبحة وأخرى قبلية تنتظر مصيرها تلوذ بعرى لاتملكها أصلا” وغير منخرطة في إصلاح داخلي يبعد شبح التغيير عنها .
شعب البحرين وما سوف يكون من حراك شعبي في غيرها لن يكون بعوز لصك غفران من مرسي او غيره ليمنحها شرعية ماهي بصدده ، كما لايمكن لترجمة معاقة ان تمنحه قوة إذا ما قرر الإنسلاخ والهروب بعيدا” وصولا” لمبتغاه في نيل حريته .