22 ديسمبر، 2024 7:26 م

صقور سياسة وعنصر تأزيم

صقور سياسة وعنصر تأزيم

أسباب كثيرة جعلت سُنة العراق ناقمين، متمردين على حكومة بغداد الشيعية وأحزابها الطائفية المتنفذة، ممارسات بلهاء كان بالإمكان تفاديها وأؤشرت مراراً كأحدى مغذيات الصراع والإحتراب الداخلي، هضم حقوق وإذلال، تهميش كبير يشعرون به ومواطنة منقوصة، أخطاء جسيمة أقدمت عليها أحزاب الإسلام السياسي الشيعية وما زالت تتمادى بها بعد ٢٠٠٣؛ إنتقاماً تارة، وأخرى للتفرد بالحكم والفوّز بالغنيمة دون بقية المكونات، أتى عليها قبل غيرهم صُناع رأي شيعة، وأشبعوها حوارات بعد أن أُتهموا بجلد الذات، وتلقي رشى؛ حتى أيقن الكثير مؤخراً عدم صواب النهج الذي أُريد للبلاد أن تُحكم به، وأوصل الحال لما هيّ عليه الآن من إفلاس، وصدع وإنقسام مجتمعي خطير، أسباب كهذه لا يمكن إلا أن تكون معوّل هدم لبناء جديد لم يألفه الشرق الأوسط بعد عقود الديكتاتوريات والأسر الحاكمة، الفوّز بالعراق؛ يعني تناسي المظلوميات وإشاعة روح التسامح بين الناس، لا نكأ الجِراح كلما برأت.كل هذا، لا يمكن أن يكون دافعاً لتصريحات أثيل النجيفي الأخيرة لصحيفة الديلي تلغراف البريطانية؛ الرجل بدا تكفيري بلباس عصري، تحدث عن “تفضيل غالبية السكان بقاء المدينة أسيرة على التحرر بواسطة جيش شيعي”، هناك شيعة كثر يؤمنون أيضاً بعدم رغبة السنة العرب بحكم الآخر لهم ويرجعون تمردهم العنيف لهذه القناعة، طروحات ساذجة، وتبسيط للأمر، المشكلة أعظم، تكمن في تلك الممارسات التي اشرنا إليها في مقدمة سطورنا، لا بطائفة ومكوّن من يحكم، الناس تريد أن تحيا بكرامة مهما كان لونها القومي والطائفي، لا تعامل بدونية، أو تشعر بمنة أحد عليها، مواطنة ومساواة حقيقية، بعيداً عن سُلم تكون في مقدمته أو مؤخرته، بقية حديثه عن لامركزية داعش، ومايمكن له أن “يُستفاد” من تجربتها في الحكم، لا يختلف كثيراً عن أحاديث بقية صقور السياسة في عراق ما بعد صدام حسين من كلا الطائفتين، ثلة مأزومة، محملة بالأحقاد، لايمكن لعراق جديد أن يكون بها، والخلاص منها تبدو معدومة، بل مستحيلة أمام تخندق طائفي وفقدان وعي.