مشاركة أبطال الصحراء في معارك الثورة التحريرية بكل كل التراب الجزائر
تقديم:
لإحياء ذكريات رموز الثورة التحريرية وأحداثها وذكريات أبطالها وملاحمهم البطولية خلال شهر مارس ( مارس شهر الشهداء الأبرار )
إحياءا لمأثر مجاهدينا الأشاوس و شهدائنا الأبرار, ولإبراز رموز الثورة التحريرية و سرد أحداثها و التعريف بذكريات أبطالها وملاحمهم البطولية إبان الثورة التحريرية الجزائرية بكافة ربوعها.
وتوثيقا لذاكرة التاريخية لثورتنا الجزائرية المظفرة عامة و لمنطقة الصحراء بالشبكة بالرقعة الجغرافية الشاسعة لولاية غرداية جوهرة الواحات منها قلعة الثوار متليلي الشعانبة, أرض مقبرة الثورات الشعبية بقرون خلت. متليلي القلعة الحصن المتين بقصورها الأثرية ومعالمها التاريخية, المدينة التي تعتبر من أبرز قلاع الثورة التحريرية التي صمدت في وجه الإستعمار الغاشم المتغطرس، متليلي التي قدمت على طبق من ذهب جد مشرف, كثير التضحيات الجسيمة التي لا تعد ولا تحصى و مزال التاريخ يحكي عنها و يتفض الغبار من الحين للأخر و تقديم مادته الدسمة للمؤرخين و للباحثين عامة و لطلبة التاريخ و مدوني الذاكرة خاص. في سبيل إفتكاك الحرية والمطالبة بالإستقلال وإسترجاع السيادة الوطنية التي سلبت منه ظلما وجورا و إستبدادا دوتما وجه حق.
تمهيد :
كثيرة هي البطولات التاريخية إبان الثورة الجزائرية التحريرية (1954—1962), وملاحم الأمجاد الخالدة التي صنع الشعب الجزائري فصولها وخاض غمارها عبر أوسع بوابات التاريخ على مصراعيها، بالرغم من الإختلاف الكثير في تركيبة المجتمع الجزائري البشرية و صعوبة معرفة جزئيات مراحل تطوره تاريخيا منذ نشأنه منذ الأزمنة الغابرة, لكن الملاحظ و المشهود له والمتفق عليه بدون منازع ولا مشكك والذي لا يختلف إثنان. هو هذ أن هذا الشعب الثائر منذ فجر التاريخ, يطالب بحريته وكرامته, والذي لا يثنيه أي شيء عن عزيمته.
يشهد التاريخ بكل صدق و أمانة عبر فصوله ومراحله أن أبناء الجزائر عامة دون تمبز و لاتأخر منذ فجر التاريخ قد قاوموا الإستعمار بكل حزم و بسالة, متصدين لكل أنواع الاستبداد و الظلم وأشكاله المتعددة وحاربوه بكل شجاعة و صبر مضحين بالنفس و النفيس مجاهدين في سبيل الله. والذين إنجازات بطولاتهم و رسموا معالمها بأنامهم و حققوها بسواعدهم. وبرهنوا للعالم بأسرته على قوة ثباتهم و الاستمرارية في سير خط نهج سلفهم من رموز المقاومات الشعبية بداية من عبد القادر و نجله الأمير خالد مرورا بثورة المقراني -الحداد- العامري بالواحات- لالة فاطمة نسومر- والشيخ بوعمامة وختامها بثورة الشعانبة و قصروها بمتليلي التي لقبها العدو الفرنسي بالأوراس الثانية. والتي مازالت قصص وروايات أبطالها تحكى و تسرد, قصص متوارثة و متعاقبة من جيل لأحر عبر مر السنين حبرها سيال.
فالحديث عن ثورة التحرير الجزائرية لا ينتهي ولا يمل منه, فكل يوم يمر إلا ويذكرنا بها وبما جرى فيه وماذا وقع من معارك ولأين وقعت وكيف جرت وفي أية ذروف ومن استشهد فيها إلخ …………
فها هي التواريخ تتلاحق تباعا ويحل علينا شهر مارس شهر الشهداء ليذكرنا الذكرى الثلاثة والستين إستشهاد63 العقيدين سي الحواس وسي عميروش برفقة البطل صقر الشعانبة رحمهم الله. رفقة كوكبة من أبناء الجزائر الأشاوس من مختلف مناطق الوطن من بيتهم الشهيد الصافي الصافي بن محمد. بتاريخ 29 مارس 1959 في المعركة الطاحنة بجبل ثامر ببوسعادة.
للتذكير و الترحم:
تمر علينا هذه الأيام من شهر مارس, شهر الشهداء والبطولات والمعارك, ذكرى غالية وعزيزة على قلوبنا من تاريخ الجزائر, ذكرى ذات معزة من أمجاد من حرروا هذا الوطن وتكبدوا ما تكبدوه. من خلال المعارض الضارية حامية الوطيس ومن بينها معركة جبل ثامر الشهيرة بسيدي أمحمد ببوسعادة, يومي 28 و 29 مارس 1959 .والتي أستشهد فيها الرائدين كما ذكرنا سي الحواس و عميروش رفقة البطل الصافي الصافي ( جلول) بن محمد والذي سوف نذكره في موضوعنا من خلال هاته الفقرة لعرض نبذة جد وجيزة عن حياته ونترك المجال للمختصين و للباحثين و لطلبة التاريخ بمواصلة كتابة سيرته و حياته رحمه الله و رحم جميع موتانا.
الشهيد البطل صافي صافي :
هو الصافي الصافي المدعو جلول بن المجاهد (المسبل) الصافي الحاج محمد بن أمحمد بن صافي بن أحمد بن علي بن إبراهيم. ولأمه أولاد علي عودة. صقر الشعانبة شبل من أسد من سليل الأشاوس من رحم حرائر الجزائر الابية من قلعة الثوار مهد البطولات متليلي الشعانبة.
مولد ونسبه:
ولد الشهيد الصافي الصافي المدعو جلول بمتليلي الشعانبة خلال سنة 1936 , عرش أولاد حنيش ,من بطون أحفاد الأخوة ثامر وطريف مؤسسي متليلي الشعانبة .بصحراء الشبكة
نشأته وتربيته:
نشأ و ترعرع بين أحضان قلعة الثوار متليلي الشعانبة و بصحرائها الشاسعة من أسرة بدو رحل, محافظة متأصلة عن كابر ألا عن جد.
وعيه و حسه الوطني:
ككل شباب غيور على دينه و عرضه ووطنه, وببلوغه سن النضج ووعيه , تفطن الشاب الصافي المترعرع بين زوايا الجود والكرم بين أهل القيم والشيم, نشأ على خطى ونهج سلفه ملتزما بمبادئهم, فسار على دربهم متنكرا لظلم الإستعمار و غطرسته فتمرد على سلطة الاستعمار. فكان من الرعيل الأول من فئة الشباب الملتحق بصفوف ثورة التحرير.
نشاطه الثوري:
فكان من الرعيل الأول من فئة الشباب الملتحق بصفوف ثورة التحرير المجيدة. وإنظم إلى جيش التحرير سنة 1957 , أرسل للكتيبة المتمركزة في منطقة أفران بواد الطويل بصحراء متليلي الشعانبة, معظمهم من مجاهدي المنطقة والذي تلقى فيها تدريباته وتكوينه العسكري. إنتقل بعدها إلى الولاية الأولى التي قادها السيد رابح عصمان إلى منطقة أوراس النمامشة رفقة ثلاثون 30 جندي منهم كل من : بلغيث مصطفى – بوجرادة موسى -بوجلال الشيخ – ملاخ أحمد بتاريخ شهر أوت 1957.
إكتشافه وإلتحاقه من طرف قيادة جيش التحرير الوطني:
ففي أحد الزيارات التفتيشية التي قاما بها العقيدين سي الحوس وسي محمد شعباني رحمهم الله إلى المنطقة المذكورة, من قادة الولاية السادسة يومها وبعد تفتيش الكتيبة من طرف العقدين, و نظرا لحنكته ومهارته إرتأ العقيد سي الحواس إلا أن يأخده معه وأن يكون برفقته وكلفه بحمل رسائله الخاصة, لازمه في كل تحركاته وتنقلاته ومعاركه الجهادية التي خاضها بين جبل بوكحيل والقعدة وجبال الونشريس,
عمله بجيش التحرير :
بحكم معرفته بالجيش ومخالطته للعديد منهم وتنقلاته بين مختلف تضاريس ومناطق مراكز الجيش كلف الشهيد الصافي بمهمة البريد والإتصالات بين كتائب الجيش.
ظل الشهيد يقوم بواجبه الثوري الوطني طيلة وهامه أيام حياته رفقة إخوانه من المجاهدين وبقية الأسرة الثورية, وكان في إتصال نادر مع أهله وأسرته منهم والده الحاج محمد المدعو حمو رحمه الله, فأخر إتصال كان مع المجاهد بن شاشة السايح الذي إفترق معه, بحيث بقي عمي السايح في جبل بوكحيل, بينما تنقل الشهيد الصافي رفقة العقدين وباقي الجيش إلى وجهة أخرى. كما إلتقى مرة أخرى قيد حياته بالمجاهد العم شحم الحاج محمد بن سالم الذي أفترق معه هو الأخر في بوكحيل والذي كلفه بتسليم مبلغ مالي خمسة عشرة ألف 15.000 أرسله معه الشهيد ليوصله لوالده الحاج محمد حمو الصافي والذي بالفعل أسنلمه قيد حياته رحمه الله.
ظل الشهيد في الجهاد إلى غاية أخر لحظة من حياته إلى أخر مشاركة له بمعركة جبل ثامر بسيدي أمحمد ببوسعادة بناحية الولاية السادسة،التي وقعت يومي 28 مارس1957 على أثر وشاية من الخونة, أين سقط شهيدا بأرض الشرف يوم 29 مارس 1959 .تحث كثافة القصف رفقة من كانوا معه من المجاهدين منهم العقيدين سي الحواس وعميروش الذي نال شرف الشهادة برفقتهم. وبرفقة الرائد عمر إدريس الذي أصيب بالمعركة بإصابة بليغة في رأسه وكتفه. وبعد أن عجزت القوات الفرنسية على الحصول على أية معلومات أثناء الإستنطاق قامت بإعدامه جنوب مدينة الجلفة دون محاكمة.
لم يعثر على رفقاء الشهيد لتدوين شهادتهم الحية في حق الرجل, إلى ما رحم ربي و تم جمعه من طرف عائلته البسيطة. وعيله فمن هذا المنبر ندعوا الشباب على مواصلة البحث والتنقيب لذكر مأثر وسير شهدائنا الابرار رحمه الله.
الأستاذ الحاج نورالدين أحمد بامون عضو المجلس الوطني للمنظمة الوطنية لآبناء المجاهدين و الأمين الولائي للأبحاث و الدراسات التاريخية بولاية غرداية سابقا .
————————————————————-
…