المواقف العراقية المختلفة ضد صفقة حزب الله ـ داعش المشبوهة جملة و تفصيلا، لم تٶثر إطلاقا عليها بل وحتى تم تجاهل کل تلك المواقف، ويبدو إن نوري المالکي، نائب رئيس الجمهورية، قد فهم و إستوعب ذلك التجاهل وعدم الاکتراث(الايراني ـ الحزب اللهي)، ولذلك وبنمط يخالف الاجماع العراقي، ورحب بالاتفاق الذي أبرمه حخب الله مع تنظيم داعش، مع إنه هناك إحتمال أنه قد تم”الإيحاء”للمالکي کي يعلن ترحيبه هذا الذي شق وحدة الموقف العراقي من تلك الصفقة المخزية.
ترحيب المالکي، يعيد للإذهان مرة أخرى قضية الدخول المشبوه لتنظيم داعش للعراق في حزيران 2014، وإستيلائه على مساحات شاسعة قدرت بثلث مساحة العراق، حيث کان هناك ترجيحات بشأن وجود مخطط بهذا الصدد إشترك فيه أکثر من طرف من أجل تهيأة الارضية لعودة المالکي لولاية ثالثة، والاهم بل والانکى من ذلك، إن ظهور و بروز داعش قد جرى في عام 2013، عندما بادر نظام بشار الاسد الى إطلاق المئات من السجناء السنة المتشددين من سجونه و صادف ذلك أيضا عملية هروب جماعية للمئات من المتشددين السنة من السجون العراقية أيضا، حيث إلتقى الجمعان ليجعلا من داعش قوة رئيسية في سوريا خصوصا بعد أن قامت المخابرات الايرانية و السورية التهيأة و التمهيد لذلك من أجل رفع الضغط عن نظام الاسد الذي کان ملاحقا في حينه بتهمة إستخدامه للأسلحة الکيمياوية في ريف دمشق.
تنظيم داعش”کما هو الحال مع تنظيم القاعدة”، تحوم الکثير من الشکوك حول إتصالاته و تنسيقاته السرية مع طهران و التي إضطرت المخابرات الايرانية و قوة القدس وبعد تزايد المواقف و التصريحات التي تٶکد على وجود علاقة و تنسيق بين هذا التنظيم و طهران، الى إفتعال تلك الهجمات المشبوهة لداعش على أهداف في طهران، خصوصا وإنه قد کانت هناك تقارير سابقة تحدثت عن قيام قوة القدس بفتح مراکز لتدريب و تأهيل شباب من سنة إيران في مدينة مريوان الحدودية لکي يتم ضخهم فيما بعد لتنظيم داعش في العراق و سوريا، بحسب ماأکدت معلومات دقيقة حصلت عليها المقاومة الايرانية من داخل إيران في حينه.
الصفقة المثيرة للشبهات تمت في وقت کان فيه التنظيمان(حزب الله و داعش) يواجهان فيه أوضاعا صعبة تماما کما هو حال الجمهورية الاسلامية الايرانية التي تکاد أن تغرق في بحر من المشاکل و الازمات و تسعى من أجل عملية خلط في الاوراق خصوصا بعد أن علمت بأن بقاء داعش في مناطق لبنانية لم يعد مفيدا و قد يرتد عليه سلبا، ولذلك قام بإرسالهم”معززين مکرمين” وتحت إشراف و رعاية النظام السوري لنقاط و أماکن أقرب من المناطق الحساسة نظير السعودية مثلا، الذي يثير القلق و التوجس أکثر من”صفقة العار”هذه التي تم إبرامها برعاية طهران، إن المخابرات الايرانية و بالتنسيق بين نوري المالکي و بين السفير الايراني إيرج مسجدي إتفقت على مد و تزويد عناصر داعش بأسلحة خطيرة واسعة التدمير. وفي کلا الاحوال، يجب النظر الى هذه الصفقة کأمر منطقي لأن هناك الکثير من الاسباب و العوامل التي تدعو الى ذلك، خصوصا وإن کلاهما يرضعان من ثدي التطرف و الارهاب الى حد الثمالة.