منذ ان بدا الاستعمار البريطاني للعراق ظهرت حركات معارضة بين الجهاد والمظاهرات ولكنها تيقن الاستعمار ان للفتوى دورا مؤثرا او هي بمثابة امر ، وقد عمدت تارة للمواجهة وتارة للمفاوضة ، حتى ان مسز بيل ذكرت ان مشكلة الانكليز هم شيوخ الشيعة اذا قالوا حكم التزم به المقلدون . واستشهدت بجهاد السيد محمد سعيد الحبوبي وبدور المراجع في ثورة العشرين وقبلها رفض المعاهدة البريطانية والتي كانت مشكلتهم فتاوى العلماء ومنهم الشيخ مهدي الخالصي ( ت 1925) وفتوى الشيخ محمد حسين النائيني ، والسيد ابي الحسن الاصفهاني ( ت1945) وغيرهم ، وحتى اصدر عبد المحسن السعدون امرا بتهجيرهم بسبب قوة الفتوى ، وبالرغم من رجوع بعضهم بشرط عدم التدخل بالسياسة الا ان الملوك والوزراء طرقوا بابهم وطلبوا مقابلتهم .

وقبلها فتوى التنباك للمرزا الشيرازي ، وبعدها فتوى ثورة العشرين للشيخ الشيرازي ، وهكذا هو تاريخ الشيعة مرورا بالدور الذي لعبه السيد الحكيم ( ت 1970 ) عندما حرم الانتماء للشيوعية وحرم محاربة الاكراد وكان له ما اراد ، وحتى السيد الخوئي الذي عمل جاهدا طاغية البعث للحصول على فتوى منه تؤيد حربه فلم يحصل . واليوم فتوى السيد السيستاني بخصوص الجهاد الكفائي وما كان لها من نتائج عظيمة .

كل هذا تمهيد لاقول لامريكا والكيان ان السيد الخامنئي افتى بحرمة صناعة القنبلة النووية ، فلماذا لم تصدقوه ؟ لان نواياهم سيئة وعدم الثقة ، وبعد ان ارتبكوا حماقتهم بحربهم التي توقعوها ان تفعل بايران مثلما فعلوا بسوريا ، وكانت طموحاتهم ان يكون للعملاء في الداخل الايراني وللشعب الاريراني دور مهم في الانقلاب على الحكومة الا ان الذي حدث بالعكس تماسك الشعب وفضح العملاء وحتى بعضهم فضحهم الشعب حالما راى منهم حركات مريبة .

اليوم تريد امريكا والكيان التفاوض مع ايران ، بخصوص ماذا يتفاوضون ؟ بخصوص النووي والصواريخ ، سابقا كانت ورقتكم هي شن الحرب ، وها هي حربكم انقلبت عليكم بنتائج وخيمة ، فما هي ورقتكم الان ؟

كيف تتفاوض امريكا مع ايران وهي لا تثق بهم ولا تثق بفتوى السيد الخامنئي بحرمة صناعة القنبلة النووي ؟ ماهي الاوراق التي ستطرح للتفاوض ان وافقت ايران على التفاوض ، بل ان ايران تفرض شروطا يجب تحققها امريكا  للموافقة على الدخول للتفاوض فكيف بها اذا تم لها ذلك ماذا ستكون شروطها؟

ايران اعلنت رفض التعاون مع وكالة الطاقة الذرية الـتي هي شعبة من شعب الـ ( سي أي ايه ) ، ومن هنا كل من يتحدث عن اضرار ايران او خسارتها الحرب او خشيتها من الحرب اصبحت تفاهات لانه يكفي ان ايران هي التي تشرط وترفض فالخاسر لا يشرط كما هو حال اقزام المانيا امام الامريكان والانكليز عند هزيمتهم في الحرب العالمية الثانية فهم الى اليوم خدم الامريكان ورغما عنهم فيها قواعد امريكية ، وما خيمة صفوان ببعيدة عنكم كيف وقع مندوب الطاغية على كل شروط شوارسكوف .

اما واقع اليوم فان الحرب انتهت بانتكاسة كبيرة للكيان ، ولا يعلم ان قيادة ايران ليست كقيادة لبنان التي اتت بشروط وقف اطلاق النار مع حزب الله ـ العامود جوزيف عون و الگاضي نواف سلام ـ ، ماذا خططوا وماذا توقعوا ، وماذا حدث بخصوص اعتدائهم على ايران ، ومهما كثر الجدل ، فان التصريحات الايرانية تؤكد من هو المنتصر ، هذا ناهيكم عن ما تعرضه وسائل الاعلام اليوم من خسائر كان الكيان اخفاها .

معلومة اخيرة ان الاسلحة السورية التي تركها نظام بشار الاسد كان لحزب الله ولحماس حصة الاسد وتاكيدا ما لحماس منها هي كمائنها وقتالها وتكبيدها خسائر فادحة للكيان .  

أحدث المقالات

أحدث المقالات