23 ديسمبر، 2024 8:54 ص

صفعة بأکثر من إتجاه

صفعة بأکثر من إتجاه

کما إن النظام الايراني وأذرعه في کانوا يصولون ويجولون في المنطقة بعد الاتفاق النووي الهزيل الذي عقد في عام 2015، وباتوا بفضل سياسة المسايرة والمداهنة مع هذا النظام والتي وصلت الى ذروتها خلال عهد الرئيس الامريکي السابق أوباما، وحتى وصل الحال بالنظام الى المفاخرة والتباهي بسيطرته على أربعة عواصم عربية وإن مشروع يسير للأمام قدما ولن يتوقف حتى تحقيق کامل أهدافه، فإننا اليوم وخلال عهد الرئيس الامريکي الحالي ترامب، نجد إن وضعية النظام الايراني وأذرعه في المنطقة قد إنقلبت رأسا على عقب حيث أصبحوا من أشقياء يصولون ويجولون الى متوجسين رعبا وهلعا مما تخبئه له الايام من مفاجئاتها الصادمة والتي نال الارهابي قاسم سليماني ورفيقه أبو مهدي المهندس نصيبهما منه!
هذا النظام ومنذ بداية عهد ترامب، باتت مطارق العقوبات تضرب على رأسه وتصفعه القرارات الدولية التي تنال منه بمختلف الطرق بأقوى مايکون، فإن أذرعه التي کانت تتفاخر بعمالتها له، لايبدو إنها لن تنال نصيبها مما يناله ولي نعمتها من الولايات المتحدة والبلدان الغربية وبلدان العالم، إذ أنه وبعد سيل العقوبات السابقة التي شملت أذرعا للنظام في العراق، فقد صنفت الخزانة البريطانية، يوم الجمعة المنصرم، حزب الله اللبناني، منظمة إرهابية، كما قامت بتجميد أصول ميليشياته بالكامل. وقالت الخزانة البريطانية، إنها صنفت جماعة حزب الله اللبنانية بالكامل منظمة إرهابية بموجب قواعد الإرهاب والتمويل الإرهابي، وبالتالي سيتم تجميد أصولها. ومن دون شك ولأن هدا الحزب أکبر عميل للنظام في المنطقة ويقوم بممارسة دور المراقب العام للنظام على بقية الاذرع في المنطقة، فإن إدراجه ضمن قائمة الارهاب يمکن إعتباره رسالة ذات أکثر من معنى وهي أيضا بمثابة صفعة بأکثر من إتجاه.
هذا القرار الذي يأتي في خضم إندلاع إنتفاضة 11 کانون الثاني2020، في إيران وفي خضم إستمرار إنتفاضة الشعبين اللبناني والعراق وفي ضوء تزايد وتصاعد دور وتأثير منظمة مجاهدي خلق في داخل وخارج إيران وصيرورتها رقما صعبا في المعادلة الايرانية بحيث لايمکن تجاهله، سوف يضع المزيد من العراقيل بوجه النظام وأذرعه في المنطقة ويجعل من ممارسة نشاطاتها کالسابق أمرا صعبا بل وحتى مستحيلا، خصوصا وإن النظام الايراني وبعد إعلانه عن مسٶوليته عن إسقاط الطائرة الاوکرانية فإنه قد فقد إعتباره وصار موضع سخرية غير مسبوقة من جانب الشعب الايراني والعالم، لکن الاهم من ذلك بکثير، هو إن هذا القرار المهم، سوف لن يبقى عند ناصية حزب الله اللبناني وإنما سيتعداه حتما لأنه قد ولى وإنتهى عهد العمالة والقيام بالحروب بالوکالة من جانب أذرع هذا النظام.