كم أنت طائفي أيها القمر .. كيف تتجلى لأقوام في وقت محدد ، ومن ثم تعود وتتجلى على نفس القوم في وقت آخر .. وتتسبّب في الفوضى (الأبدية) التي تنهش في مواعيد أعيادنا وطقوس عباداتنا التي فرّقت القوم والعشيرة والعائلة الواحدة .. وكم أنت لئيمة وخبيثة أيتها الشمس لكي تحددي موعدين مختلفين في شروقك وآخر في غروبك على (المكان) الواحد ، وتتسبّبي في اختلاف (أزلي) عجيب بين نفس تلك العشيرة التي تسكن ذلك المكان (الواحد) .. من المؤكد أن للشمس والقمر اجندتان (خارجيتان) متشابهتان ربما ذات صبغتان وهابية وصفوية ديدنها الأيغال في نشر الفرقة والتشرذم بين ابناء تلك العشيرة المؤمنة المسالمة .
حتما أن تلك الأوهام الغريبة كانت وما زالت أحد التخريجات الرئيسية التي تعشعش في خيالات قادة العراق السياسيين ومراجعه الدينية على مختلف الوان معتقداتهم الفكرية وميولهم و (تخويلاتهم) الألهيه وألوان عمائمهم ودجلهم المزمن ، لكي (يبرّروا) فشلهم المقصود المتتالي في عدم قدرتهم على جمع ابناء تلك العشيرة الواحدة على وقت واحد محدد للصلاة ، وايضا في يوم محدد واحد لفرحة العيد ، ومن ثم توحيد القوم على انجاز شؤونهم بمحبة وكفاءة وسلام .. رغم مرور ثلاثة عشر عاما على تسنم تلك الشرذمة من قادة الصدفة من العلمانيين والأسلاميين على تخويلاتهم الألهية وتوكيلات القوى العظمى في تمكينهم من حكم هذه العشيرة العراقية المبتلاة .
وربما ان مقاربة الشمس والقمر الخبيثة قد انطلت على بعض ابناء عشيرة العراق من الجهّال وضيقوا الفكر وقصيروا النظر لكي يؤمنوا ببراءة مراجعهم اولائك من هذا القدر المحتوم ويصدّقوا بنقاء سريرة اولائك الساسة ورجال الدين ونظافة توجهاتهم في قيادة خلق الله ، لكي يستمروا في منحهم الأصابع البنفسجية دون تفكير وتدبّر .. إلا ان ما صنعته أحد امهات عشيرة العراق التي سماها ثلة من ابناء العشيرة من شبابنا الأبرياء من الناجين من مجزرة سبايكر الدموية عندما استجاروا بحليبها العراقي الطاهر لكي تحميهم من غول الدم والأرهاب والوحشية ، وأطلقوا عليها لقبا محببا لأفئدة ونفوس العراقيين بأم قصي .. وما أحلاه من أسم كريم عربي عراقي وطني مبارك .. نقول .. ان ما صنعته تلك الطاهرة النجيبة ام قصي قد كشف دجل وزيف كل قادة السياسة ورجال الدين الذين ما زالوا يغذون الفرقة والطائفية والعرقية والتشرذم ليستحوذوا على مقدرات وثروات عشيرة العراق المتحابة المتآلفة المتعاضدة المسالمة تلك .. وأن استقتال احدى امهاتنا في حماية تلك الثلة من ابنائها الشباب كانت صفعة مؤلمة لاهبة على وجوه وقفا اولائك السراق الفاسدين وانذار نهائي لهم بأن وقت رحيلهم عن المشهد السياسي قد أزف ، وأن قيادة العراق لا تتبع لمزاجات القمر او الشمس ، وانما تكون من قبل قيادات سياسية ودينية تؤمن بالله وتثق بقدرة العراقيين على الوحدة الأزلية والعيش المشترك والصمود وحماية ديارهم واعراضهم ودمائهم واموالهم مهما اختلفت المسميات أو المعتقدات أو التوقيتات .. ختاما .. (العراقية) الأصيلة السنيّة أم قصي .. كم تمنيت أنا (العراقي) الشيعي أن تكوني أمّي .