ليس انحيازا لايران ولا للمسؤولين فيها ٠٠ لكن واقع الحال يؤكد ان هذه الدولة التي انبثقت بعد سقوط نظام الشاه قد حققت تقدما كبيرا في كافة قطاعاتها الاقتصادية والعسكرية والعلمية ووو ٠٠ خلال فترة قصيرة مقارنة بعمر الدول المتقدمة التي سبقتها في هذه المجالات ٠٠ هذا ليس مدحا للنظام بقدر ماهو استذكار لشخصيات تركت بصمة واضحة ليس لسياستها بقدر ماهي استذكار ومقارنة بمستوى النزاهة والاخلاص في العمل لخدمة المواطنيين ٠٠ فحديثنا متشعب لكنه يركز على الاسباب والمسببات التي جعلت ايران بهذا المستوى من التقدم ٠٠ والاسباب واضحة هي ان ايران وبعيدا عن السياسة يحكمها اشخاص يتمتعون بميزة النزاهة وعدم التجاوز على المال العام ٠٠ فبحسب قناة فوكس الامريكية ان الرئيس الايراني السابق احمدي نجاد وهذا ليس مدحا فيه عندما يعين وزيرا في حكومته يطلب منه التوقيع على ورقة فيها عدة شروط واهم شرط فيها ان يبقى الوزير فقيرا. وان حساباته في المصارف واقاربه ستراقب وانه مثل دخوله الوزارة سوف يخرج منها مع مرتبة الشرف فلا يجوز له او لاحد من اقاربه الاستفادة من اي مورد من موارد الدولة وقد وقع هو اولا على هذه الوثيقة ٠٠ والرئيس الايراني لا يأخذ راتبا شخصيا له بحجة انه مال الشعب وهو امين عليه ….ومن الغرائب التي كانت تثير دهشة الموظفين في القصر الرئاسي الكيس الذي يحمله معه كل يوم من السندويشات التي اعدتها له زوجته ٠٠ الرئيس نجاد يعيد الذاكرة بنا الى ” صفرطاس ” الزعيم عبد الكريم قاسم الذي كانت تعده له شقيقته ويضم التمن والمرق والخضروات والذي كان يتلذذ بتناوله يوميا ٠٠ ومن المفارقات عن هذا الزعيم الذي قتل عام ١٩٦٣ في انقلاب عسكري وجد ان ملكيته تبلغ ١٧ دينار فقط وبيت صغير من الاموال المجمدة ٠٠ ولا نريد القول ان هؤلاء الزعماء تشبهوا بالزعيم الهندي المهاتما غاندي الذي عاش ومات وهو لايملك غير مداس بسيط من الجلد وثوب بالي يستر به جسده النحيل ٠٠ لكنه ترك بصمة كبيرة تخطى بها حدود دولته الى دول العالم ٠٠مات غاندي غني بفكره وحبه للانسانية ٠٠ هذه الشخصيات خلدها التاريخ وبقيت عالقة في فكر الانسانية ٠٠ اما شخصياتنا السياسية التي ظهرت في غفلة من الزمن بعد عام ٢٠٠٣ فهي شخصيات من نوع اخر شخصيات تستر فشلها وخيبتها في ادارة الدولة بسرقة المال العام بطرق ملتوية ٠٠ رغم ان الرواتب التي يتقاضونها من الدولة فاقت رواتب رؤساء دول كبيرة ٠٠اضافة الى مخصصات المنافع الشخصية ورواتب الحمايات التي وصلت الى ارقام فلكية ٠٠ والمصيبة في هؤلاء السياسيين ان تفكيرهم قد تجلى مقفلا على التنوع في عمليات السرقة دون التفكير ولو بنسب متدنية باعمال خدمة المواطن من خلال تقديم الخدمات له التي باتت وسط فوضى السرقة الخلاقة وليس التنمية تثير دهشة المواطن وتساءلاته اين تذهب ايرادات النفط التي باتت روائحه تزكم انوف السياسيين ٠٠ لكن واقع الحال يؤكد ان انوفهم باتت ملتهبة وغير قادرة على الشم مثل حواسهم الاخرى المعطلة عدا حاسة فن السرقة التي من المرجح ان تكون هذه الحاسة قد عطلت حواسهم واعمت بصيرتهم عن الحق فيما هم يفعلون ٠٠ لعنهم الله في الدنيا والاخرة وشتت جمعهم وجعلهم كعصف مأكول بعد ان رماهم الشعب بحجارة من سجيل ٠٠ فاين الهرب والموت منكم قد اقترب يا عبيد المال يا اهل الجرب ٠٠جهزوا حقائبكم فانكم مهما جهزتم من متاع فانه لابد ان يشاع عندها ستكون ساعة الحساب عسيرة وستعيشون ايامكم في حيرة شئتم ام ابيتم فان ايامكم الاخيرة ستعيشون على الحصيرة ٠٠ تبا لكم ياسراق فان الشعب في ايداعكم السجن تواق