23 ديسمبر، 2024 8:55 ص

صفحة العراق تتمزق ( رياضياً ) بعد أن تمزقت سياسياً !

صفحة العراق تتمزق ( رياضياً ) بعد أن تمزقت سياسياً !

الغبار المتعمد الذي أثير في السنوات والأشهر والأيام ( الأخيرة ) عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة المقروءة حول جدلية انتخابات وعمل الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم لم تأت من فراغ بل تقف ورائها سلطات متعددة وأحزاب وتكتلات سياسيه بل وصل الأمر إلى اشراك شخصيات حزبية عراقية معروفة لدى الجميع في تحديد هوية اعضاء الاتحاد قبل انتخابهم أصلا , الوسط الرياضي العراقي على معرفة تامة بمن يحق له الترشيح أولا , وعلى من سلط الضوء وحشدت له مختلف الاتجاهات والأصوات والدعايات الإعلامية المتقنة والمغرضة , ويشاركني الجميع بان طريق الفوز لم يكن شائكا كثيرا لأن العراقيل والمعوقات التي وضعت ما هي إلا عبارة عن قشور وأغلفة كاذبة تجري من تحتها أوامر معروفة للجميع , وأتذكر جيدا ويتذكر العراقيون معي أن انتصار أي فريق عراقي في أي محفل دولي رياضي يتوسم بلا ادني شك بهوية العراق الموحد العزيز لا شيعي ولا سني ولا كردي ولا عربي ولا تركماني ولا مسلم  ولا مسيحي , بل عراقيون أولا وأخيراً , وهذا ما جعل ( الرياضة العراقية ) وإبطالها الميامين تتسلق ساحات وميادين الانتصارات والفوز ليرتقي معاً علم العراق عاليا ودموع أبناءه تذرف فرحاً عندما يرونه شامخا بعد فوز احد إبطالنا أو منتخباتنا في بطولة معينة ولطالما نحن نصفق معا ونهتف معا ونردد معا وبأعلى صوت عراق عراق مرة ثانية وإذا بربان سفينة كرة القدم العراقية وقائد دفتها اقصد هنا مدرب المنتخب العراقي الوطني القومي يصبح عصياً لاختياره وانتظرنا وتابعنا ما حدث طائفة تؤيد وحزب يعترض وتكتل ينتقد وكأن عملية الاخيار اصبحت معروفة للجميع لشخص واحد فقط يعني اقولها بالعراقي الفصيح ( دكمة وتم تفصيل عليها قبوط صيفي ثلاث فتحات ) !
ما الذي حدث !
أجيب والحسرة لا تفارقني كوني من رياضيي العراق القدامى وأحد لاعبي المنتخبات الوطنية السابقين في العاب القوى ومن حكام الدرجة الأولى بكرة القدم في ثمانينيات القرن الفائت , رافقت إخوة لي من الرياضيين الأعزاء من البصرة واربيل وصلاح الدين والنجف الاشرف وبغداد وميسان والموصل لم يقترب منا أو يرنو من مشاعرنا إننا نمثل محافظة ما أو مذهبا ما بل كنا معاً نعمل من اجل العراق تحت شعار واحد لا غيره عراقي + عراقي = عراقي , أن انتخابات اتحاد لعبة كرة القدم العراقية التي جرت قبل
( أشهر قليلة ) ومع شديد الأسف في بغداد والتي فاز بها السيد ( الملا عبد الخالق مسعود ) بعد مباريات عديدة ومراوغات وصراعات واتفاقات سرية وعلنية بين المتنافسين خرج من أزمة كرة القدم والرياضة العراقية , وانتقل من ساحة التنافس الشريف إلى ساحة للمعركة الطائفية المقيتة , وللذين لا يعلمون بان جميع الأسلحة قد استخدمت السياسية والحزبية والمالية والمناطقية والمذهبية والجهوية تحت غطاء التهديد للخروج من عنق زجاجة التأجيلات والاتهامات وعادت نفس وجوه ( الاتحاد السابق )  إلى مقاعد الاتحاد وخلت من النجوم والأساتذة والخبراء من أصحاب الشهادات العليا لهذه اللعبة وهذا حال الديمقراطية الجديدة في العراق وفي الوقت الذي يترجح كفة احد المرشحين تنزل في اليوم الثاني هاوية بسبب تعرج طرق مضافة أخرى , واستغراب جديد عما يكسبه رئيس الاتحاد والأعضاء المنتخبين بعد إن تحولت الانتخابات إلى كرنفال قتالي انتقل من وسائل الإعلام إلى قاعة مغلقة تحت المظلة السياسية الجديدة ومن الطريف جدا في هذا الموضوع ولأول مرة في تاريخ العراق المعاصر تدخل وحضور شخصيات سياسية وحزبية أبعد ما يكونوا عن الرياضة وأهلها إلى قاعة الانتخابات ثم جرى ما جرى وفاز من فاز وخسر من خسر وانسحب وهرب من هرب لكن النزيف استمر يخرج من بين العيون الحزينة والقلوب المكبوتة وهي ترى بأم عينها تمزيق صفحة الوحدة العراقية بعد أن تمزقت سياسيا وهاهي الآن تتمزق رياضيا أقولها وبلا خوف أن وحدة العراق هي الهدف الأسمى من الفوز بميداليات آو دروع أو تسلق منصات التتويج وإذا ما أراد الفائزون أن يتفقوا على ما فعلوا عليهم وقبل أن يكرموا بلقاء دولة رئيس الوزراء العراقي الجديد , أن ما حدث قبل الانتخابات ورقة بوليسية عادية استخدمها احد ما لغرض الفوز ولا اقصد آو اسمي أحدا ما وكل الفائزين والمنسحبين صفحاتهم بيضاء في سجل الوطنية الخالد لكنني انصح الجميع من الفائزين والمنسحبين بفعل فاعل أن يعملوا من اجل العراق الموحد العزيز ومن الله التوفيق …