15 نوفمبر، 2024 10:30 ص
Search
Close this search box.

صفحات من دفتر النكبة العراقية (8) : تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش )/1

صفحات من دفتر النكبة العراقية (8) : تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش )/1

1. لأول مرة في التاريخ المعاصر ومنذ سقوط الخلافة العثمانية عام 1924،  وفي أوج من حراك سياسي مضطرب يصطبغ بدهان الاسلام السياسي وتفاقم الاجواء الطائفية والعرقية والعشائرية وفي ظل انتكاس موجة الفكر القومي والعلماني واتساع وعولمة الاعلام المرئي والمسموع والمقروء ، وموجة التطرف الفكري واعمال العنف والإرهاب والاختطاف والتفجير والتكفير والحراك والربيع العربي المزعوم ، يستطيع تنظيم إسلامي بفكر متشدد متطرف ان يهيمن على مساحات واسعة من سوريا والعراق 10 حزيران 2014 ويعلن فيها دولة الخلافة  في 4 تموز 2014 بعد ان توفرت له موارد مالية واقتصادية وقوات بشرية مجهزة بمعدات قتالية وخبرات ومهارات قيادية عسكرية وفكرية وسياسية تسوس بها ملايين البشر القاطنين على الأرض الواسعة التي احتلتها . تستخدم القوة والفزع والعقوبات ، بعيدا عن لغة التواصل والحوار والرفق والحكمة بالمعتقد والرأي والسلوك والتحرر التي تشكل جوهر العيش الآمن وروح التسامح والتسامي . وفي ظل حالة التشرذم والتشظي والتهميش وسياسات المصالح الدولية وانتهاكات حقوق الانسان والشعوب التي تمارسها الانظمة الحاكمة برعاية دول الاستقطاب والاستكبار الدولي ، يستقطب تنظيم الدولة الاسلامية بردة فعل معاكسة انصاره واتباعه من شباب وشيوخ وعلماء ومفكرين ومقاتلين عراقيين وعرب وأجانب  ويحضى بسبب ذلك على موارد وامدادات تؤسس لشرعيته واتساعه ومقبوليته بين جماهير المهمشين والمظلومين والمحرومين .
 
2. في رسالة مفتوحة ومطبوعة نشرت بتأريخ اعلان خلافة ابو بكر البغدادي على الدولة الاسلامية  موجهة اليه والى مقاتلي ومنتمي (الدولة الاسلامية) وقعها  126 عالما ومفتيا ومفسرا ومشرعا وقانونيا من مختلف اقطار الاسلام أدانوا فيها 24 شططا او تصرفا او فعلا او حكما او نصا ورد في نشريات او سلوكيات تنظيم الدولة منذ تشكيله في العراق والشام وقد شملت القتل والتكفير ومعاملة اهل الكتاب والايزيدين والرق والاكراه واقامة الحدود والتعذيب والمثلة وتدمير قبور الانبياء والصحابة والمقامات وتدمير الأثار وسوء التعامل مع النساء والاطفال  والخروج على الحاكم ونفي الانتماء الوطني والهجرة وعدم الاعتبار بالعلوم الشرعية واتقان اللغة وفقه الواقع والاقتباس من ايات القرآن بلا اعتبار لجميع النص او النصوص والإفتاء بلا استكمال شروط الاجتهاد ، وعدم الاحاطة بانواع  الاختلاف والاستخلاف والحاكمية وشروط الجهاد والنية وهذه الرسالة تمثل فعلا مجمل سلوكيات الدولة الاسلامية من عنف وفزع و رعب في نفوس السكان والعباد والبلاد التي تمكنت فيها الدولة الاسلامية واستوطنتها . ومع ان الرسالة الموجهة تمثل رايا شرعيا اسلاميا من داخل حواضن الاسلام السياسي والفكري، فإن هناك ضمن هذا التيار علماء ومفتون ومشرعون تناقضوا بالرأي وابدوا تاييدهم او صمتهم وسكوتهم بما يوحي بتجنبهم الخوض في قضية خلافية شرعية كما يعتقدون وبالتاكيد قد تكون لهم اسبابهم الموضوعية والجدلية ، بل ان هذه الرسالة بالذات احتوت ضمن النص العبارة التالية (وحقيقة يُرى فيكم وفي مقاتليكم شجاعة واستعداد للتضحية ونية الجهاد ولا ينكر هذا أحدٌ صديقا كان او عدوا إن كان صادقاً تابع الاحداث ، لكن الجهاد بدون سبب مشروع وغاية واسلوب ونية مشروعة ليس جهادا ،بل حرابة وإجرام ). هذا هو أقسى ما تضمنته الرسالة الشرعية الى خليفة الدولة ، أهم ما لم يرد فيها  وينقص من قيمتها ، هو تجاوز قضية  الموقف الشرعي من هذا التنظيم ، فالرسالة كانت مجرد حوار يدرك موقعوه انه لن يغير من رأي التنظيم شيئا بحسب مضمون الرسالة بما حسبه تزمت وتفرد وتسرع وتجاوز في فكره ، دون ان يصل هذا الحوار الى توصيف واضح لهم وما مطلوب من الأمة ان تسلك وتتصرف معهم . لقد عضد الموقعون رسالتهم المفتوحة بنص قول للإمام على بن أبي طالب مقتبس من كتاب (الفتن : لنعيم بن حماد ) جاء منها : إذا رايتم الرايات السود فالزموا الأرض فلا تحركوا أيديكم ولا أرجلكم ويستمر بوصف بانهم أصحاب الدولة……. يختلفوا فيما بينهم ثم يؤتي الله الحق من يشاء . هل يقصد بهذا ان كانوا هم التنظيم ، أن تركهم الى ان يختلفوا فيما بينهم أفضل من مواجهتهم ؟.
3. قبل احتلال العراق في نيسان 2003 لم تكن لتنظيم القاعدة والفكر السلفي الجهادي في العراق قواعد شعبية ظاهرة أو ملموسة  ربما إلا من خلال افراد قلائل  التحقوا مع مجاميع المتطوعين للقتال في افغانستان ضد الاحتلال السوفيتي وبصيغة فردية . ولم يكن في المكون السني سوى بقايا تنظيمات الاخوان المسلمين الصامتة والتي شكلت واجهة سياسية باسم الحزب الاسلامي الذي اختفى اساسا منذ عام 1961 إبان تشكيله في اوج نشاط الاحزاب في عهد الراحل عبد الكريم قاسم بعد تشكيله بسنة واحدة ، لكن تنظيم الاخوان المسلمين تحت هذا المسمى كواجهة سياسية في المعارضة قبل دخولها العراق وشاركوا بالعملية السياسية بعد الاحتلال لغاية اليوم وهو حزب سياسي مندمج لغاية اليوم بعملية الاحتلال السياسية . وكذا الحال فيما يخص المجاميع السلفية ذات الطابع الاصلاحي بالنهج والذي برز بعد الاحتلال وشاركت قيادات منه ايضا في العملية السياسية وأخرى في المقاومة الاسلامية ضد قوات الاحتلال الغازية .
4. اول ظهور لعناصر التنظيمات الجهادية المتطرفة وبشكل متواضع لتواجد مقاتلين عرب كان في معركة الفلوجة الاولى حين كانت الحدود واستمرت كذلك فيما يبدو انه شكل النواة الاولى لأنصار وشباب عراقيين مقاتلين تحت مظلتهم  وشارك في معركة الفلوجة الثانية مع عناصرعراقية وعربية فيه بشكل اكثف بلافتات تنظيم القاعدة وبكفاءة قتالية عالية كتنظيم منفصل . وخاض هذا التنظيم معارك ضارية مع فصائل مقاومة عراقية ضد قوات الاحتلال ، قبل ان تحدث تجاوزات لمقاتليه مع فصائل مقاومة اسلامية وعشائرية ادت الى تصفيات ومواجهات اشتدت بعدئذ  بعد تشكيل الصحوات في عام 2006 ، في ظروف كانت فيها قوات التحالف على وشك قرار بالانسحاب بسبب فعل المقاومة الوطنية ، لولا نجاح الصحوات التي شكلها الجنرال بيتريوس في حينها  في تحقيق انتصارات عصفت بالتنظيم  وبالمقاومة  بشكل عام والحقت بما سميّ بجبهة الجهاد والتوحيد التي قادها أبو مصعب الزرقاوي بعد ذلك هزيمة كبرى .
5. بقيت عناصر التنظيم تزاول اسلوب حرب العصابات تستهدف قوات التحالف وعناصر الصحوات مستفيدة من الصحراء غرب العراق ومرونة الحركة فيها بالخروج والدخول الى مناطق شمال وشرق سوريا كحواضن لها . تزّعم ابو مصعب الزرقاوي ما سمي بجبهة الجهاد والتوحيد عام 2004 وبعد التحاقه بالقاعده سمي تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين الذي شكل مجلس شورى المجاهدين قبل مقتله عام 2006 حيث استلم التنظيم ابو حمزه المهاجر ثم في نهاية 2006 استلم ابو عمر البغدادي ليصبح التنظيم تحت مسمى دولة العراق الاسلامية بناء على توصية مجلس الشورى . بعد وفاة ابو عمر البغدادي وابو حمزه المهاجر في 19 نيسان 2010 تم تنصيب ابو بكر البغدادي زعيما لدولة العراق الاسلامية والذي بقى على صلة وعلاقة مع تنظيم القاعدة والظواهري ، كما تم تشكيل جبهة النصرة لأهل الشام بزعامة ابو محمد الجولاني اواخر عام 2011 لتكون جبهة مسلحة في سوريا ضد النظام السوري ، وفى شهر نيسان عام 2013 اعلن البغدادي عن اندماج النصرة مع دولة العراق الاسلامية تحت مسمى الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) والتي بقيت على صلة مع تنظيم القاعدة لحين ان اعلن تنظيم القاعدة عن قطع علاقته بها في 12ابريل 2014 بشكل نهائي ، واعلن الجولاني مع ما تبقى معه من جبهة النصرة لأهل الشام بيعته  لزعيم تنظيم القاعده (الظواهري) .
في منتصف عام 2013 سيطرت داعش على كامل الرقه ثم ريف حلب ومناطق في حمص واللاذقية وريف دمشق وفي 10 حزيران 2014 سيطر تنظيم الدولة على كامل محافظة  نينوى وامتد بعدها الى مناطق غرب و وسط  العراق محاذيا للفرات حتى الفلوجة التي كانت بقبضته منذ بداية عام 2014 ومتجاوزا صلاح الدين الى سامراء وديالى وشمال بغداد ثم الى جنوبها شمال بابل العراق .
وفي 29 يوليو اعلن ابو بكر البغدادي نفسه خليفة واميرا للمؤمنين وقيام دولة الخلافة الاسلامية في العراق والشام .
في حزيران عام 2014، كان تنظيم داعش لديه على الأقل 4000 من المقاتلين في صفوفه في العراق، في آب من نفس العام عام ، اعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن التنظيم قد زادت قوته إلى 50  ألف مقاتل في سوريا و 30 ألف مقاتل في العراق بضمنهم ما يقارب خمسة الآف مقاتل من جنسيات أجنبية واوربية . ويقوم التنظيم بتدريب من يتطوعون في صفوفه بشكل مكثف بمختلف الاعمار ومن الجنسين .
 
6. الجيوش والتنظيمات التي تحارب تنظيم الدوله في العراق والشام :
 
* القوات المسلحة العراقية بكل صنوفها وقواتها الخاصة وبضمنها الفرقة الذهبية وقوات التدخل السريع .
*.الشرطة العراقية بصنوفها ومن ضمنها قوات سوات .
*.قوات الصحوة العراقية ومقاتلي العشائر من السنّة بضمنهم قوات ابو ريشه والحردان والهايس والعبيد وشمر والبونمر والجغايفه  والبومحل والعلوان والبو فهد والجبور.
*0قوات الحشد الشعبي  والميليشيات التي تهيمن عليها (من الشيعة ) كمنظمة بدر وعصائب الحق وكتائب حزب الله(سرايا الدفاع الشعبي والمجاهدين في العراق ) ولواء ضحى الفجر والشباب الرسالي وكتائب الشباب الرسالي وقوى ابو الفضل العباس وسرايا السلام وسرايا الخراساني وسيد الشهداء وحركة النجباء وكتائب الغضب لحزب الدعوة (داخل) وسرايا الشورى وانصار المعين (المجلس الاعلى) .
*0قوات البيشمركة الكردية ومقاتلي الايزيدين
*.القوات المسلحة السورية بكل صنوفه .
*.حزب الله (اللبناني)
*0الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس باشراف سليماني  ومستشارين وهيئة اركان.
*0حزب العمال الكردستاني (البي كي كي)
*0الجيش الحر
*0وحدات حماية الشعب الكردية (وحش)
*0الجبهة الإسلامية في سوريا .
*0طائرات دول التحالف ومستشاريه ومدربيه :
في يوم الثلاثاء 23 سبتمبر 2014، بدأت العمليات العسكرية الأولى ضد التنظيم، حين قامت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة وبدعم من السعودية والإمارات والبحرين وقطر والأردن بأول هجمات جوية في سورية والعراق واستمر القصف للأيام التالية، وقامت المقاتلات السعودية والإماراتية بتنفيذ 80% من القصف. وفي يوم الجمعة 26 سبتمبر 2014، وافق البرلمان البريطاني على توجيه ضربات جوية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في العراق. وتتالت موافقات فرنسا والمانيا ودول اسكنديفيا وكندا واستراليا .وادرجت تركيا التنظيم على قائمة الإرهاب ومانعت بالمشاركة بالقصف لكنها تعهدت بتدريب قوات بيشمركه وعراقية لقاء تعهدات بدعم امريكي وتنسيق مع المعارضة السورية ضد نظام  بشار الأسد والتزام برفع حالة التهميش للمكون السني في العراق .
7. من يكون تنظيم الدولة الاسلامية :
يوم الاثنين 11 / 12 /2015 وصف السيناتور الأمريكي، جون ماكين داعش بقوله :
 “نحن نواجه حاليًا أكبر منظمة خلافية متشددة عرفها التاريخ ،
وليس لدينا استراتيجية لمواجهتها ولا استراتيجية للتقليل من زخم التنظيم ومن ثم القضاء عليه”.
 تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام  نشأ في العراق بعد الاحتلال كما سبق ان ذكرنا وامتد الى سوريا وكسب انصاره ومقاتليه من بين قواعد الفكر السلفي الجهادي  وانفصل لخصوصية لوجستية ومناطقية عن تنظيم القاعدة الرئيس ، لا يوجد شك في حالة التطرف في هذا الفكر  تماما كما وصفه السناتور ماكين  والتطرف يعزى لحالة استخدام السلاح والقوة كخيار من خيارات اخرى لنحقيق الهدف في حين ان الارهاب يعني تجاوز حالة التطرف الى حالة استخدام السلاح والقوة كحل وحيد  لتحقيق  هدف الفكر . ولأن ماكين يتذكر جيدا ما تفوه به ابو بكر البغدادي عند اطلاق سراحه من سجن بوكا  في حينها (سنراكم في واشنطن )، فهو يدرك جيدا انه  اليوم امام خصم  مسلح  إرهابي لا يمكن مجابهته  الا بقوات برية مؤثرة ، يطالب الرئيس اوباما بارسالها  الى العراق وسوريا  غير مكتفً بالقصف الجوي .
 السعودية ومصر ودول عربية وخليجية احتسبت هذا التنظيم منظمة إرهابية ضمن قائمة طويلة من التنظيمات الاسلامية  لمختلف الطوائف وحركات الاسلام السياسي . وصم هذا التنظيم بانه صناعة امريكية وتارة ايرانية وتارة اوردغانية تركية كما اتهمت السعودية وقطر قبل ذلك بدعمه وآخرون قالوا انه صناعة اسرائلية ، وقيل الكثير عنه انه جزء من مؤامرة تحاك لتشويه الاسلام والاطاحة بالانظمة الحاكمة وفقا لما تخططه الادارة الامريكية دون الخوض بمعارك مسلحة واحتلال تقليدي وكثيرا ما يتم اقتباس مقولة رئيس سابق للمخابرات الامريكية عن مخطط مرسوم للمنطقة يتم من خلاله استخدام الشعوب لإخافة الحكام واخضاعهم لهيمنة الولايات المتحدة الامريكية لدعم هذا الادعاء.
 
8 . استراتيجية المواجهة مع تنظيم الدولة في العراق والشام (داعش) :
لم تكن الادارة الامريكية مهتمة بدخول داعش وهيمنتها على نينوى وما حولها ،ولم تثر وسائل رصدها واستخباراتها  واستطلاعها  حراكا لغزوة داعش عبر الحدود المكشوفة مع سوريا وهي تقطع مئات الاميال ، ولم تحرك ساكنا حين صلى ابو بكر البغدادي الجمعة في اكبر مساجد الموصل واعلن خلافته لدولة العراق والشام . الجنرال ديمبسي في بداية تقدم قوات التنظيم ، قال  في حينها  :
“لن نواجه داعش إلا  إذا شكلت خطرا علينا ” وهذا ما حدث عندما تقدم التنظيم على ابار النفط واربيل في كردستان واشتعل فتيل القتال وتقدمت داعش على  جانبي دجلة والفرات ولم تحرك الادارة الأمريكية ساكنا إلا عندما توجهت داعش باتجاه اربيل عاصمة الاقليم الكردي حيث تقيم هناك اعداد كبيرة من خيرة ضباط و خبراء الاستطلاع والاعلام والرصد والتدريب بمراكز متطورة ومكلفة تم تجهيزها بأحدث الوسائل والأجهزة والمعدات المتخصصة  ولم تكن تبعد عنها أهم آبار النفط  إلا أميال عديدة ، في حينها بادرت الادارة الامريكية  بارسال معوناتها  وخبراءها وطائراتها واتخذت قرارها بتشكيل التحالف الدولي مع الدول الخليجية والاوربية واستخدام قواعدها وامكانيات سلاحها الجوي لمجابهة داعش في العراق وسوريا كون داعش منظمة ارهابية بتوافق معظم الانظمة العربية المحيطة والدول الغربية التي اشتركت في مؤتمر باريس . إيران لم يتم دعوتها للمشاركة في التحالف وتم بعدئذ الترحيب بأي جهد عسكري تقوم به في العراق لمجابهة داعش ، وهذا الأمر يعكس بوضوح ان  إدارة أوباما  للمجابهة مع داعش لا يوحي باستراتيجية واضحة . يقول المحلل السياسي د .وحيد عبد المجيد : إن الحرب على داعش حرب عمياء بلا استراتيجية محددة لها ، ولا احد يعرف ما هو التصور المحدد لما سوف تستغرقه من وقت ، سوى المستفيد الوحيد منها وهي الولايات المتحدة الامريكية . وهذا الكلام بشكل واضح يؤكد عليه السانتور ماكين الذي زار المنطقة وتفقدها عن كثب  خلال مقابلة مع شبكة “CNN” الإخبارية الأمريكية منتقداً الرئيس باراك اوباما وإدارته قائلا: “ليست لديّ ثقة على الإطلاق بهم لعدم امتلاكهم استراتيجية لهزيمة داعش الذي يعد خطرًا بعودة مقاتليه إلى أوروبا والولايات المتحدة أو أي بلدان أخرى وارتكاب أفعال إرهابية”. إن تجاهل الرئيس الأمريكي لمشورة مستشاريه بإبقاء قوة في العراق إلى جانب عدم تسليح الجيش السوري الحر وغيرها من القرارات أدى لإيجاد قاعدة لتنظيم داعش”. وطالب ماكين الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بتدخل بري . وأشار السيناتور الأمريكي إلى أن أبوبكر البغدادي (زعيم تنظيم داعش)، قال عند الإفراج عنه من معتقل في العراق: “سنراكم في نيويورك ولم يكن يمزح ” وتابع: “لم نتمكن من طرد داعش من بلدة تدعى كوباني (مدينة عين العرب السورية) رغم استخدام القوة الجوية ولعدة أشهر  الآن.. داعش ينتصر في الوقت الحالي وعلينا ملاحقتهم.. لابد من وجود تدخل بري وعلينا فهم أن سوريا والعراق سواء في هذه الجهود، ولابد من تسليح الجيش السوري الحر وفرض مناطق حظر للطيران”. وهذا الرأي يحسب لموقف اوردكان قبل ماكين حين تردد في مشاركة تركيا مع التحالف الدولي إلا بهذه الشروط .
قائد العمليات العسكرية في الشرق الاوسط الجنرال نيوبون يؤكد على اهمية فهم التنظيم وطبيعة علاقته بالسكان يقول بالنص مؤخراَ : (لا نفهم الحركة ولن نتمكن من هزيمتها ، لن نهزم الفكرة حتى نعرفها )

أحدث المقالات

أحدث المقالات