من تفاهات الفيس ان كروبا وصفحة عراقية عدد داعميها 2 مليون شخص انشئت ونشطت مع احتجاجات تشرين عنوانها ” دعم المنتج الوطني” وشعارها ” صناعتنا هويتنا ” الا ان هذه الصفحة المريبة تنشر يوميا ومنذ اب الماضي صور نساء مشخلعات وقصص حبيات عجيبة ” نحو رجل متزوج عشق اخرى ويريد ان يطلق زوجته الاولى ،ما هو الحل ؟” و” حبيت واحد فقال لي ..حبني واحد فقلت له ” فعجبت من شأن هذه الصفحة .. يوم ، يومان .. اسبوع ،اسبوعان والحال على ما هو عليه من دون ادنى تغيير فإقترحت على آدمنية الصفحة اما تغيير عنوانها لأن صارت مسخرة وكل ما تنشره لاعلاقة له بالصناعات العراقية ولا بدعم المنتج الوطني واما غلقها، اليوم صدمت بنشرهم اعتذارا في اعلى الصفحة لم انتبه اليه من قبل نصه الاتي بأخطائه الاملائية والنحوية : متابعينا الكرام ..
هوايه تجينا اسئلة ان غيرتوا الكروب او بعتوا او تغيرت سياسته ..الكروب باقي نفسه ماتغير ولا غيرنا الهدف لكن تحت هالظروف الصعبة الي دنمر بيها وتوقف اغلب المعامل والمصانع العراقية والضغوطات الي يمر بيها اغلب العراقيين حبينا نساهم بتقليل هالضغط فانطينا مساحة اكبر للمنشورات الترفيهيه والمنوعة بسبب الوضع والحظر حتى يكون الكروب متنفس للناس لكن مستمرين بالدعم اكيد الكروب كبر بيكم وبمحبتكم و وطنيتكم الفخورين بيها ..فشكرا الكم على ثقتكم ومحبتكم”.
فكتبت لهم الاتي :
ماهذا الهراء والكلام الفارغ وماهذا العذر السخيف وهو اقبح من ذنب ،فهل عندما استحدثتم هذا الكروب على هذه الصفحة كانت المعامل والمصانع العراقية تعمل وتنتج بكامل طاقتها ؟ ثم ماعلاقة الترفيه ونشر صور النساء الخليعات بدعم المنتج الوطني ؟ المفترض ان تنشروا يوميا صورا عن المصانع العراقية المعطلة ” كيف كانت وكيف صار حالها ” ،نبذة تعريفية مصورة عن كل مصنع عراقي ” فتاح باشا،مصنع تعليب كربلاء، مصنع البان ابو غريب ،مصنع سيارات الاسكندرية ،مصنع الالبسة الجاهزة في المحمودية ،مصنع ادوية سامراء ،معمل زجاج الرمادي ،الصناعات الكهربائية في الوزيرية، مصنع الخياطة في بغداد ..الخ ” ، التطرق الى سبل وخطوات وكيفية اعادة احياء الصناعات والمصانع العراقية،تأهيلها ، تفعيلها ، انواع ونماذج من المنتجات العراقية لتعريف الناس بها ، لأن 80 % من الانتاج الصناعي في العراق قد توقف بعد الاحتلال الاميركي للعراق 2003 ،والا فغيروا اسم الصفحة التي لاعلاقة لها بالصناعة العراقية لامن بعيد ولا من قريب ، وبخلافه فهذه الصفحة اما مزورة او مهكرة ، او انها جزء خبيث لايتجزأ من سياسة تدمير الصناعة الوطنية وهذا ما ارجحه ،واذا كان لابد فعلى الاقل نشر مواضيع عن اكتشاف لقاحات كورونا ، اختراع سيارة كهربائية ، فوائد خلايا الطاقة الشمسية، محطات توليد الكهرباء بإستخدام المراوح الهوائية العملاقة، ابتكارات صناعية عراقية للهواة والمحترفين، ونحوها بما له علاقة بالصناعات والتصنيع على الاقل ولكن بعيدا عن الغراميات والتفاهات !
علما ان عدد المصانع العراقية قبل 2003 يربوعلى 178 الف مصنع لم يتبق منها سوى 54 الف مصنع دمرتها وخفضت انتاجها وسرحت عمالها كلها بعد موجة وهجمة الحواسم اللعينة الممنهجة وليست العفوية ، لتأتي موجة البضائع – الستوك والاكسباير ومجهولة المنشأ -المستوردة وغير الخاضعة للتقييس والسيطرة النوعية ولا للرسوم الجمركية لتزيد الطين بلة – وكمل الغرقان ..غطة – !
مثل هذه الصفحة التي يتعارض عنوانها مع مضمونها هناك المئات التي تغص بها المنصات ناهيك عن الصفحات الوهمية والمزورة، وليس بوسعي هنا الا ان اتساءل بالقول “أيعقل أن يسير العراق بسرعة الضوء نحو هاوية الهراء والتسطيح والافلاس والقروض المهلكة بسبب الفاسدين والفساد فيما الشعب كله وكل من في العملية السياسية يتحدثون عن الاصلاح ومكافحة الفساد والشراهة – قصدي-النزاهة ؟
لو أن كل طائفة، قومية،عشيرة ،تيار ،كتلة،حزب نبذت مفسديها وحاسبتهم حسابا عسيرا قبل أن يحاسبهم القانون لتغيرت أحوالنا كثيرا نحو الافضل ، ذاك أن الفاسد المحسوب على تيار ما ،حزب ما، قومية ما،طائفة ما ،عشيرة ما انما يشوه سمعتهم لاسيما وان الفاسدين المحسوبين على كل هؤلاء ليسوا افرادا ولا آحادا وانما الوف مؤلفة ،ولو كان الامر بيدي لأصدرت دليلا تعريفيا شاملا بالصور والالوان والرسوم التوضيحية والانفوكرافيك ورسوم الكاريكاتير يصنف الفاسدين من كل فئة مشفوعا بحجم وانواع السرقات التي تلطخت اياديهم بها،والمفاسد التي اقترفوها بحق المال العام والخاص !
ولابأس هنا من اعادة ما سبق لي اقتراحه لتنشيط الواقع الصناعي لأن الصناعة العراقية بحاجة الى مشروع انقاذ وطني حقيقي فاعل لإعادة اعتبارها وفتح ابوابها وبيع منتجاتها للقضاء على البطالة الحانقة التي وصلت الى مديات خطيرة جدا، ولتوفير فرص عمل للعاطلين ، تغطية حاجة السوق المحلية من المنتج الوطني ، تثبيت أصحاب العقود والأجراء اليوميين بدلا من فصلهم أو تأخير صرف مستحقاتهم ،إعادة الكفاءات ،المحافظة على العملة الصعبة ،استثمار الخبرات والأيدي العاملة الماهرة المحلية،تصدير الفائض الى الخارج ،على ان يأتي ذلك بالتزامن مع فرض رسوم جمركية عالية على البضائع المستوردة ، اخضاعها للتقييس والسيطرة النوعية مصحوبة بشهادة المنشأ وإشتراط استيرادها من مناشئ معروفة وفرض شروط معقدة على اجازات الاستيراد بضمانات وكفالات كبيرة ومعاقبة المخالفين وفرض غرامات عالية بحقهم ،كذلك دعم المصانع المحلية بالمواد الأولية وقطع الغيار وتأمين الوقود والكهرباء اللازم لتشغيلها وابرام صفقات مع الوزارات العراقية لشراء منتجاتها وتسويقها والحث على ذلك بمختلف الوسائل المتاحة وعلى السفارات العراقية وهي واجهة البلاد في الخارج ان لا تستعمل غير الأثاث العراقي ولا تقدم طعاما غير المحلي من تمور وعصائر بل وسجائر ايضا ونحوها وعلى السفير والقنصل والملحق الثقافي فضلا عن المؤسسات العسكرية والأمنية بصنوفها كافة ان ترتدي بزات عسكرية وبدلات رسمية واحذية وربطات عنق وقمصان واحزمة وقبعات ويحملوا حقائب دبلوماسية كلها ومن دون استثناء مصنوعة في العراق ،كما يتوجب على اصحاب المشاريع الساعية للإصلاح والإنقاذ والتغيير الشامل فعل ذلك وليكن شعارهم ” حذاؤك وقميصك عراقي…قفزة واعدة في طريق الألف ميل نحو الخلاص ووالحرية وإنقاذ الصناعة الوطنية “. اودعناكم اغاتي.