على الرغم من خوضهم عدة تجارب انتخابية منذ 2003 و حتى اليوم لازال المرشحون مصرّين على التنافس إعتماداً على معايير البسمة الأروع أو الجبهة الأوسع او الصلعة الألمع وغيرها من الاختلافات الخَلقية بين وجوه السادة المرشحين الظاهرة صورهم على البوسترات الدعائية .
فصورة المرشح تشغل 80 % من مساحة البوستر غالباً و كأنه متقدم لوظيفة “مودل” !
أما اذا تكرم علينا بذكر بعض ما يعدنا به فإنه يكتب لنا على طريقة :
بناء و إصلاح .. أو عزيمة و تحدي .. أو نزاهة و إصرار .. أو نظافة و مذاق .. أو غسل و تشحيم و إلخ ..
على طريقة دعايات المنظفات او المناديل الورقية !
إن هذه المناقب التي يوردها السادة المرشحون تحت صورهم لهي ألف باء الترشّح
فلا يعقل مثلاً أن تنوي الترشح نيابة عن المواطنين دون اصرار او عدالة او نزاهة او غيرها من الاسس .
يكتبون : “إنتخبوا مرشحكم ”
لكن السؤال القديم الجديد و الذي يجتمع كل المرشحين على التخلف عن الاجابة عنه يبقى : لماذا أنتخبك ؟
هَبْ أن مواطناً بسيطاً “مهتلفاً” مثلي ( لا يعلم ما السياسة ولا تربطه بأي من افراد هذه القوائم أي علاقة ايديولوجية او تحزبية او مصلحية )
أراد ان يستمع لنصائح المرجعيات و منظمات المجتمع المدني و قرر ان ينتخب اصحاب البرنامج الانتخابي الأصلح كما نصحه الناصحون تماماً فأين يولّي أيها السادة وجهه ؟ !
وأين يجد برامجكم ؟ و كيف يعرف اختلافاتكم ؟و أنى له ان يميز بين محافظكم و يساريّكم و متحرركم ؟ و من منكم يرى الاولية للسكن و من يراها للطرق او الأمن او الزراعة .. ؟
إن برامجكم أيها السادة ” على فرض وجودها ” مبهمة مجهولة و مجرد كونكم تملكون هذه الوجوه الجميلة ليس سببا كافياً لنلبي دعوتكم لنا بقولكم ” إنتخبوا مرشحكم ” !
إن الدعاية الانتخابية بمعادلة (انتخبوا مرشحكم + صورة + عبارة: ” قوة و متانة ” او غيرها ) لهي دعاية فارغة المحتوى والفائدة كذلك .
و إن كانت مستخدمة في الدولة صاد او اختها سين من الدول العريقة ديموقراطياً ، إنها طريقة مبتذلة ولو كانت مستخدمة في جزر الملائكة .
إن اخر ما همّ المواطن هو لون ربطات اعناقكم .. أو كمية كريم أساسكن .. ما يهمه اليوم هو خبزته و كرامته ..
و “هذا الحجي ما بيه خبزة “
لعل رياح التجارب القادمة تحمل لنا مرشحين بصور أصغر و برامج أكبر على طريقة الزعيم عبد الكريم الشهيرة ..
(صغّر الصورة .. و كبّر الخبزة )