18 نوفمبر، 2024 1:17 ص
Search
Close this search box.

صعوبة اعتماد السيرة المختصرة عند الكتابة عن د . فاضل خليل

صعوبة اعتماد السيرة المختصرة عند الكتابة عن د . فاضل خليل

صعوبة البداية
بدا لي ان من السهل الكتابة عنه ، خصوصا ان المصادر التي تتناول حياته و اعماله متوفرة ، فقد وفر  هذا الرجل ( د . فاضل ) بنشاطه الكبير في مجال الكتابة من عصارة ذهنه مقالات مهمة كثيرة في الصحافة و على الشبكة العالمية .. بالأضافة الى ان كثيرين ، بادروا للكتابة عنه عبر تاريخه الطويل و اغلب نتاجاتهم عنه  يمكن الوصول اليها .. مع كل هذا .. كنت واهما .. وواهم كذلك من يظن بسهولة الأمر لأسباب منها  صعوبة ان تكون موضوعيا .. و صعوبة ملاحقة الحقيقة نفسها التي هي خارج هذه السيرة . و صعوبات اخرى سأذكر بعضها هنا . مثل   الموضوعية المرجوة التي تستند على السيرة الشخصية المختصرة المنشورة في  مجلة المسرح الكردية  ( شانو)( 1 )  مثلا
    ومن هنا من هذه السيرة سيفهم حتما القاريء لماذا اسعى باحثا في سيرة هذا الرجل ، و الأسباب كثيرة لكل من يفكر في ذلك ، اما اسبابي فهي : –
1- ان فاضل خليل رجل واسع الأهتمامات و قادر على التنقل بين المهن الفنية و هو من الحالات الفريدة اذ نجح في اغلبها
2- ان فاضل خليل مخرجا مسرحيا اولا له اسلوب واضح ناجح و دليله شهاداته و هو ايضا استاذا للأخراج اهدى تلاميذه عصارة هذه التجربة فحقق كثير منهم حضوره ايضا
3- ان فاضل خليل يعد احد انجح فناني العراق القادرين على الأدارة التي مارسها طيلة فترة طويلة و نجح فيها
4- ان تجربته التي ارتبطت بالأنجاز تستحق الدراسة لمعرفة اسباب نجاحه التي ارتبطت بدورها بحنكته و رجاحه عقله و قدرته الفائقة على التخلص من المشاكل بأقل الخسائر كميزة في العراق و هو واحد من اكثر رجال المسرح  العراقي دبلوماسية
5- ان فاضل خليل كأحد ركائز جيل مهم من المسرحيين في العراق ، كما انه عاصر اجيال مسرحية كثيرة منذ وجوده في المسرح العراقي ، و ظل مهما طيلة هذه الفترة
6- ان السبب الأهم لدراسة شخصيات بهذا الحجم هو معرفة اسبابه هو ، اسباب نجاحه ، و سلوكه طريقه الخاص ، ليبقى منيرا للأخرين ، فمن ناحية مبرراته المهمة الجريئة ، و تفسيره الأشياء و احالة الأسباب و النتائج الى ظروف الواقع ، و بالتالي النتائج التي تستند الى العلم و المعرفة .. الواقعية
و اسباب اخرى
    اما ان تكون حياديا فذلك امر اكثر صعوبة .. اذ ان الكتابة اعتمادا على السيرة يعني بالضرورة انك تستبدل سيرة صغيرة مختصرة تلغرافية  بسيرة اخرى اكبر و اشمل و اكثر وضوحا فيها الكثير من الأبداع بالضرورة ، و كلاهما معرفة  فالأولى هي شكل مختصر من السيرة الذاتية او”  ( autobiography  ) هي  عبارة عن نقل مباشر” او تعبير مباشر من صاحب السيرة  اما السيرة الثانية و هي ”  (  السيرة الغيرية  )  او ( biography  ) اي ترجمة حياة الأخرين ، فأنها نقل عن طريق الشواهد و الشهادات و الوثائق ” و هي  طموح الكاتب الأخر  .. وشتان ما بينهما ( 2 )
و السيرة في تعريف شائع “هي ذلك النوع الأدبي الذي يتناول بالتعريف حياة انسان ما ” ( 3 ) 
“اذا يذهب اهل التاريخ الى ان ( السيرة ) قصة تاريخية …… تعتمد على الوثائق و المدونات و الأسانيد القاطعة البعيدة عن الكذب و الأفتراء ، الا انها قصة تتعلق بحياة انسان فرد ترك من الأثر في الحياة ما جذب اليه التاريخ ، و اوقفه على بابه .
 و هي احفل من التاريخ العام بالعواطف الزاخرة الجياشة و الأحاسيس النابضة ، لأنها تعرض من سيرة الفرد لجوانب حياته المختلفة حتى تتجلى مقومات شخصيته ، و تبرز معالم حياته ، لتفصح عن سر نبوغه و تفرده   ”  ( 4 )
اما السيرة الغيرية : فهي بحث عن الحقيقة في حياة ” انسان فذ ، و كشف عن مواهبه و اسرار عبقريته من ظروف حياته التي عاشها ، و الأحداث التي واجهها في محيطه ، و الأثر الذي خلفه في جيله ” ( 5 (  ، و بهذا فالسيرة الغيرية هي هدف كل كاتب عن شخص اخر
و تأسيسا على ما ذكر فأن ( السيرة الغيرية ) اصعب من ( السيرة الذاتية ) فالثانية لا تشترط الموضوعية انما تشترط  الأندفاع الحر و التداعي الطويل لكاتب السيرة كطريق جمالي عكس السيرة الغيرية  .. الموضوعية ،  صعبة التنفيذ
0 – 0 – 2
صعوبة ملاحقته في حياته ( جغرافيا و اصول فاضل خليل )
     هو د.فاضل خليل .. استاذ الأخراج عراقيا و عربيا .. و الأداري المحنك  .. هو الجندي المخلص لضميره ، و الأمر في هوى وطنه ، و هو حامل سر ترحاله في الوطن ، ملاحقا الأمان تارة و العلم تارة و المجد تارة اخرى ، راضيا كجندي بتنفيذ الأمر ما دام على ارض الوطن . هو الذي ولد في العمارة و مثل في الناصرية و درس في كركوك و عاش في اربيل و ابدع و درس و درس فصار له مجده و انشأ اسرته في بغداد و لا زال فيها ..
    تكمن الصعوبة هنا في ضرورة ارجاع اراءه و تجربته الى اصول التجربة الشخصية بل حتى الى تكوين شخصيته و الى جذوره و تاريخه و بيئته .. فالثبات الناتج من مسرحه وواقعيته الخيالية دائما و الأسطورية احيانا من جهة و تحرره و جرأته وواقعية نظرته للحياة و اراءه  في الصحافة او الأعلام مثلا من جهة اخرى ، كل هذا يعبر عن استعداده الدائم للتحول من اجل مبدأ كقضية حياة .. كيف حدث هذا ؟ هذه التحولات مثلا
    من هناك .. لاحظ الأشارة .. على جرف دجلة .. فتى يجلس يراقب طقوس جيرانه من الصابئة  في الماء .. في مدينته العمارة حبيسة المياه كما يصفها .. هذا الفتى الذي سكنه منذ تلك اللحظة ، معلما قاسيا ، لا يرضى بالنتائج عادية المردود  ، هو يتحدث الأرامية او لغة عراقية قديمة قادما ربما من التاريخ او صاعدا على ماء دجلة .. الماء الذي زرع التأمل فيه و التراب المؤمن به حيث يقف فوق تلة منه عاليا ، ناظرا الى البعيد من حيث جاءت لغة الأرام او الى بغداد .. و لا يعيده الى واقعه الا هذا المعلم الصارم ، الى الواقع ، الى محلة السرية احد احياء مدينة العمارة .. حيث ولد فاضل خليل .. و عاش صباه و بعض شبابه ..
يذكر فاضل خليل ”  لامرأة – مهرة من قطعان النساء العاملات فيها ، كانت تمتهن خياطة العباءآت النسائية ،  عونا لأبي عن مشقة سعيه وحيدا وحرصا منها لأن يكون لنا رزق آخر أحتياطي إذا ما تعرض أبى الحلاق ” ( 6 )  
    هناك تكونت احاسيسه التي ظهرت لاحقا كأراء في اعماله و خطابه المعرفي ، احساسه باللون .. و سر اللون الأسود بنزوعه التلقائي للغموض .. بيت تسكن عائلته في غرفة فيها قماش اسود (7) و كتب و مجلات ملونة (8) مزيج الألوان هذا و حظوظ بدأت بوادرها مبكرا ، اذ ان  هذا الفتى .. ابن الأسرة الوحيد الذكر في محيطنا الشرقي وسط اربع اخوات .. يحظى بحب الجميع ودلال البساطة ذاك .. كلها كونت سرا يشبه السعادة فيه .. و خليط من ثقافة صنعها ابوه خليل رشيد التقدمي البسيط الحريص على علاقاته و جيران يزورون المنزل نساء لخياطة العباءة و على الباب حيث يتناقل اصدقاء صاحب الدار خليل رشيد  ( ابو فاضل ) احد اشهر حلاقي العمارة ايضا ،  ما لم يصل الى محله من الكتب و المجلات .
    ولا يمكن ترك فكرة ما استقاه من محل الحلاقة الشهير ذاك .. اذ ان عدد زواره ( 9 )  و خصوصا من الباحثين عن الثقافة و اعيان المدينة حينها .. كل هؤلاء ان لم يكونوا زائرين فأنهم سيتساءلون بعد الحلاقة ان كان شكلهم افضل .. ففي هذا المكان البسيط المليء بالأحاديث الشيقة لمحبي الثقافة يتحول شكل الناس من صورة الى صورة افضل .. و لا يمكن عزلها داخله .. هذه الفكرة .. النزوع الى الجمال و تحويل الشكل من شكل الى شكل اخر ..او عصاميته التي اوصلته الى ما هو عليه .. و تلك الفكرة التي زرعها شخص له فعل السحر على حياته ( ابوه ) بعصاميته و حرصه على الثقافة و القراءة الدائمة و نجاحه في تربية اولاده و اعالة عائلة متوسطة او كبيرة قياسا بأمكانياته المادية ..  ثم وصوله الى بغداد ، ووصوله الى الناصرية و كركوك .. في السيرة يجب ملاحقته ..
    و تأسيسا على ما ذكر .. فأن توظيف الخزين المعرفي و اعادة تدوير الخطاب بأستخدام كلمات شاعرية الهوى رصينة في وصولها الى العقول كلها من مميزات هذا الرجل و هي بعض مميزاته في مسرحه .. كلها اشياء لا يمكن الا ارجاعها الى خزينة في ذاكرته ..
    فرحلاته مثلا و دراسته في صوفيا و تأسيسه لكلية الحديدة في اليمن  و حياته في دمشق ورحلاته عبر جوائز حصدها في السودان ، القاهرة ، قرطاج ، الأردن ، بيروت ، الفجيرة ، الجزائر ، و رحلات اخرى ، كلها يمكن ان تشكل نقاطا لتطوره و تطور مسرحه
ان صعوبة ملاحقة كيف تكونت اراءه على اساس السيرة هو مكمن من مكامن الصعوبة ، على الرغم من ان اهم التوقفات التي كونت شخصيته بشكل حقيقي خصوصا المهني منه جاء لاحقا بعد استقراره في بغداد طالبا و مسرحيا ايضا .. الا ان تاريخه عبر جغرافيا التنقل يشكل حيزا هناك في الخيال و قد نجد اسباب ايمانه بالواقع السحري ، و علينا الأقتناع ان السيرة الشخصية المختصرة المعتمدة ، لا تذكر الصدمات و لا كيف قضى حياته ، و كم مرة صعد جبلا او شاهد البحر .. و ما الذي شعر بالضبط في الطائرة و هو يشاهد بغداد من الأعلى .. مثلا
0 – 0 – 3
صعوبة البحث في مسرح فاضل خليل
الخليط من الواقع اولا و السحر و حكايات العجائز و الأحلام و ميثولوجيا الشعوب ، كلها تشكل مسرحه  ، هو المؤمن بالواقعية السحرية او الواقعية الخيالية ( اعتمادا على لقاءات له ) و الواقعية السحرية او العجائبية ” تقنية روائية غلبت على كثير من الأعمال الروائية في الأدب ……….. و تقوم هذه الواقعية على اساس مزج عناصر متقابلة في سياق العمل الأدبي ، فتختلط الأوهام و المحاولات و التصورات الغريبة بالسرد ” ( 10 ) 
    هو ايضا  حامل لواء خطابه الشعبي و (  المسرح الشعبي ) عنده يعني التقرب من الناس ، المجتمع ، الشعب ، و معالجة همومهم ( و ما يهمهم كأشتراط اي انه كل خطاب ، نص ، قراءة تمثل ارادة او صوت او فهم لهذا الشعب ( المجتمع ) و هو بهذا يؤمن بالخطاب العام الواسع الموضوعي ، لا الخطاب الذاتي المغلق .. و الخطاب الشعبي لديه هو خليط من الشعبية القريبة من فهم المجتمع بشكل عام  و الرؤية الواقعية الرصينة للأشياء كما يراها هو بالذات . ( 11 )
     يقول عن المسرحية الشعبية ” يجب ان نبتعد عن الصيغ الأيقونية المتحفية و ان ننحى منحى التجريبية المعتمدة على مشاكسة الواقع كما في التغريب على سبيل المثال و التغريب هو تجريب مع الواقع و بمنطقية عالية و تبرير و اهداف “. ( 12 )
    ينتقي النص بشكل دقيق و تثيره حكاية النص اكثر من مرجعيته فليس مهما عنده ان كان النص عراقيا او عالميا على الرغم من اعتقاده بتفضيله العمل مع المؤلف الذي يتجادل معه الأفكار و يستلهمها مرة اخرى كي تكون اقرب لنفسه و متى ما وجده ( هذا النص )  يصبح عنده هذا( لقية )  او كنز و يعامله كجوهرة ، يجاهر علنا بأنه سيخرجه و انه سينجزه على ( اساس ما كما يراه هو) ، اي يختار النص على اساس قربه من الواقع ، (وقد اختار اخيرا مسرحية الحضيض لغوركي) و كان يكرر” سأخرج الحضيض وسأتحدث عن بيوت ( التنك ) .. عن الفقراء ”
   وهو يحرص على ان لا يتقاطع مع المؤلف او فكرة النص .. و قد يعدل على النص او يطوره ، يحب القراءة المتكررة للنص و الحذف المستمر و يقول في هذا السياق ” لا ابقي من الحوار الا النزر اليسير ” حتى انه حذف شخصية تدعى ( الكاهن ) في مسرحيته ( سيدرا ) بكاملها و اضاف حواراتها الى ( ليليث ) او المرأة التي لعبت دور المحرض ( 13 )
.. لقد طور ذلك العرض .. و كان شاهده العرض الذي توج بالتانيت الذهبي لاحقا في مهرجان قرطاج التونسي ..
    في النص يبحث عن اي مدخل خيالي او يفضي للخيال او يمت للحلم و الأسطورة بصلة ليوضحه و يبرزه و يفعله على انه اداة او علامة تمتلك قدرة التحول ، اما الزمن فيتداخل بين الماضي و الحاضر ..
    في اعماله اذن كل شيء ممكن الا ان يساوم على الواقعية “الواقعية لا تعني التقليدية المتحفية بل الشعرية المسندة بالتفكير الفلسفي المتطور و المتشظي عن كل ما يطمح به الأنسان “( 14 )
    ما ينفك عن ترديد هذه المتلازمة لديه كأعلان عن كولن ولسون “ان اللامعقول هو المعقول في اطار اللامعقول و كل ما في حياتنا واقعي ، و طالما نحن نعيش في الواقع فكل ما نعمل فيه واقعي مهما تعددت الأساليب ”
   اخرج د.فاضل خليل 25 عرضا مسرحيا تنوعت في مصادرها بين النص العراقي الشعبي و النص الكلاسيكي العراقي الشعري الرصين الذي يعتمد ( الطقس و الطراز ) و المسرحيات العربية التي تعتمد التراث و نصوص عالمية واقعية و اخرى تجريبية و قام بالأعداد و لم يؤلف نصا اخرجه ( على الرغم من ذكره تأليف العرض في بروفايل مسرحيته ( قمر من دم ) التي احتوت ايضا على اشعار عبد الوهاب البياتي و يوسف الصائغ و خزعل الماجدي ) كما عمل مع مؤلفين احياء و اموات و بعضهم رافقوه اثناء العمل اي ان ل د . فاضل خليل هذه الأنواع من العروض
1- مسرحيات عربية ( الملك هو الملك ، فرجة مسرحية )
2- مسرحيات عراقية شعبية تراثية ( الباب القديم  ، حلاق بغداد ، خيط البريسم )
3- مسرحيات عراقية تجريبية واقعية ( في اعالي الحب ، قمر من دم ، الشياح )
4- مسرحيات عالمية تاريخية تجريبية ( تعتمد الطقس و الطراز ) ( هيروسترات ، سالومي، عطيل كما اراه)
5- مسرحيات عالمية واقعية تجريبية ( اللعبة ،  فويسك ، تألق جواكان موريتا و مصرعه )
6- مسرحيات عراقية كلاسيكية ( تعتمد الطقس و التراث ) ( سيدرا )
7- مسرحية واحدة فقط اعداده  او تأليفه العرض كما ذكر
فهو يسعى الى  ما يشغل الأنسان العادي الواقعي الشعبي في حياته اليومية و ما يلقاه هذا المرء في حياته هذه هي كل رموزه و علاماته اي  لا يتبقى لدى المتلقي في مسرحه الا ان يبحث في جعبته عن الأجوبة و الردود للأسئلة الغير تقليدية وسط عالمه .. ( مسرحه الذي يعتمد التحولات على ان تكون واقعية ) ..
و اخيرا في هذه الصعوبة يمكننا اعتماد ما كتبه يوما عن صور علقت في محل والده ( صورة برناردشو و صورة لطه حسين و تمثال صغير لبتهوفن و صورة للسيدة العذراء و بجوارهم صورة لأحد المراجع الدينية و في مكان رزنامة لفتاة عارية ) اذ ليس ابلغ في الأشارة الى مسرحة من صور الذاكرة هذه ..
0 – 0 – 4
فن السيرة .. جري و ملاحقة مرة اخرى
1- ملاحقته كأداري
هل يمكن هدم الجسور المعلقة في بغداد  او الطابقين ؟ هل ينبغي لنا ان لا نفخر بصعود العراق الى كأس العالم في المكسيك ؟ .. هل يكفي ان امورا حدثت قبل 2003 كسبب هو صك لهدم الجسر او حجب ما رفع من شعار ايام الحصار الذي انطلق من دمشق ( ارفع راسك انت عراقي ) اسئلة لها سبب بالتأكيد . و من المهم ان نتوقف هنا عند هذا الجسر ( فاضل خليل ) بين الواقع و الحلم بين الماضي و الحاضر ..
اذ يصعب ملاحقته في سنوات تألقه كأداري ( السنوات بين سن ال 40 و ال 60 سنة ) و فيها حصل على المناصب ( 15)
1. رَئيس قسم الدراما في إذاعة بغداد عام 1974 .
2. أَمين سر نقابة الفنانين العراقيين من 1974- حتى1987 .
3. عمل نائباً لنقيب الفنانين العراقيين .
4. شغل وظيفة معاون عميد كلية الفنون الجميلة عام 1986 .
5. شغل وظيفة رئيس قسم الفنون المسرحية عام 1986 .
6. عميد كلية الفنون الجميلة – جامعة بغداد (20/10/1993 -28 /8/2001) .
7. المدير المفوض لشركة بابل للإنتاج السينمائي والتلفزيوني لعام 1992/1993 .
8. عميد كلية التربية الفنية – جامعة بابل عام 2001-2002 .
9. أَسَسَ كلية الفنون الجميلة في اليمن – جامعة الحُديدة عام 1998-1999 وكان أَول عميدٍ لها لمرحلة افتتاحها .
10. مدير عام دائِرة السينما والمسرح .
11. مدير عام ديوان وزارة الثقافة العرقية 2002 -2003 .
و اخرى بين رئاسة تحرير صحف و مجلات و رئاسة لجان المهرجانات و عضوية لجانها التحكيمية و التنفيذية و العليا ..و علينا ان ندرك بموضوعية الباحث العلمي ، انه يصعب شغل الأدارات و المناصب المذكورة الا من قبل شخص ناجح  يملؤها ..  اما السؤال الأهم .. بتجرد او بواقعية هذا الرجل .. كيف سيلاحق  كل هذا ؟ .. معلقا على احداثه التي وقعت كلها …. قبل 2003 ؟؟؟
2- ملاحقته كمدرس
انه وجه فاضل خليل الحقيقي .. و يمكن رؤيته متى ما كنت طالبا مجتهدا .. فهو الذي يفرق بين الرؤوس في صفه المكتظ بحثا عن طالب او طالبة في الصف الأخير كي يثيرهم و يناقشهم و يحركهم ..
هو الذي لم ينفك يوما يذكرنا كطلابه  بأنجازات توفستنوكوف في سان بطرسبورغ حتى صرت شخصيا  اظن ان فاضل خليل يتحدث عن نفسه فيه .. او تذكيرنا بحديث جوزيف شاينا عن خوف المثقفين البولنديين  تحت الحصار الستاليني الحديدي لوطنهم من انهم هم المحاصرون متأخرين عن العالم ، و ما ان رفع هذا الحصار حتى عرفوا تميزهم بمدرستين في المسرح و السينما (16 ) ، او يحدث طلابه عن الواقعية التي يعشقها ..
ان الأهتمام بأسلوب استاذ فذ هو د . فاضل خليل يتطلب الملاحظة خارج ما كتبه بنفسه في السيرة المختصرة و بالتالي تأشير مميزاته كأستاذ مدرس التي وجدت ان منها الأتي : –
1. تمكنه كأنسان اساسا من عزل رؤيته لتكوين اراءه اعتمادا على القدرات الفردية لمن يقابله و هو يمارس هذه الملكة مع طلابه لفهم قدراتهم الفردية
2. يستفز الطالب بناءا على فهمه الدقيق لقدراته الفردية المختلفة اي يتعامل مع كل طالب وفق ما يفهمه
3. يهدي الطالب المشدود بطرق شتى و يهديه الى بر الأسترخاء املا في ان يحسن هذا من اسلوب تفكيره
4. يضع حدا يفصله بينه و بين طلابه و منطقة الطالب هي حدود رحبة من الحرية يتحرك داخلها على ان لا يتجاوز منطقته
5. لا يجرح طالبا و لا يطالب بالمعاملة بالمثل
6. يهوى صورة الأب لا المدرس
7. الغضب عنده مستويات ربما ثلاثة او اربعة و لا يصعد الى اعلاها منذ الوهلة الأولى
8. يعاقب و لا ينتقم و لا تدخل الدرجات عنده في دائرة العقاب
9. يتجنب الغاء احلام الأخرين
10. لديه الأستعداد لتطوير احلام طلابه

و لمن كل هذه العجالة ؟ .. اذ ان اسقاط الملاحظات على مستوى الطلاب ايضا و قدر تمكنهم من تنفيذ ما استحصلوه من معلومات بما يؤثر على رؤاهم لاحقا و قياس ذلك .. كل هذا فرضية يحددها عدد من يدينون له بتدريسهم في الساحة الأن و لهذا يصعب القول من هذه الأوراق التي بحاجة الى شهادات اخرين  ، انه امر صعب
3- ملاحقته كمبدع ، مكرم .. الجوائز
من السهل تجريد مقال اصله بحث للوصول الى خلاصة من الأعداد التي تمثل الحصيلة لدراسة فاضل خليل في عينة او اكثر .. و لكن الصعب مبدئيا هو الأنفتاح في البحث داخل تجاربه و جوائزه و شهاداته و عدد المرات التي كرم بها .. و في سيرته حيث ذكر تحت ( ابرزها ) من الجوائز و الشهادات اي ان هناك غيرها لم يذكر و ان هذا هو ابرزها او ما تذكره الكاتب حينها من الجوائز التي رافقت سيرته فكانت له ، جائزة الأبداع اكثر من مرة ، جائزة الأخراج اكثر من مرة ، جوائز اخرى له او لأعماله الكثيرة ، و بذلك نكون ملزمين بأستخلاص غاية موضوعبة ، اولا ، و دراسة كامل الحالة لأستخلاص العينات ( الجوائز ) بدقة ثانيا ، و معرفة اسباب النجاح استنادا على العينات ثالثا ، و الوصول الى غاية و اقتراحات رابعا على ان يجري كل هذا بشكل سريع ، رابعا و هو كما افهم بحث كامل في سيرته و ما خفي منها .. و في اوراقه الأخرى التي سقطت عن سيرته في عجالة
ان فهم اسباب نجاحه يوصلنا عن طريق الحقائق و المسلمات الى فهم كامل لأسلوبه بشكل مجرد و ما يميزه لربطها مع اسلوبه في الأخراج ، اي مع فصل سابق  .. و هو كثير صعب الحصر .
4- ملاحقته كأستاذ بروفيسور
 تنشأ الأهتمامات تلقائيا كميزة من ميزات الفروق البشرية ، لكن يحدد نوع الأهتمام و طريقته بيئة الفرد و مجتمعه و ظروفه ، كما يحدد كل هذا الحد الذي سيصله هذا الأهتمام ، و اسباب اخرى  
و لسبب ما علينا ان نعرفه طبعا ، اختار د . فاضل خليل المسرح لنفسه مجالا لتفريغ شحنات اهتماماته الفكرية و العلمية حتى حصوله على الأستاذية عام 1994.. فهذا الرجل كان مقدرا له النبوغ .. و اهم مزاياه .. الجرأة .. الثبات .. الموضوعية ( الجري خلف الحقيقة ) .
ان الجرأة في الطرح هي احدى اهم المعايير التي يشترط توفرها في الباحث المكتشف  و هو ما نتلمسه في طروحاته التي اهمها طروحاته بخصوص ( تلفيق المسرح العربي ، الواقعية بوصفها الطريقة الوحيدة للمسرح  و اننا نختلف في سلوك طريقنا عبرها و هو ما يميز المسارح عن بعضها ، او الفكرة المدخل لحلول اغلب مشاكل المسرح في العراق ( انك لا يمكن ان تكون عالميا ما لم تكن محليا اولا )  ، ان ملاحقة كتبه و كتاباته يوفر منطقة وسط دافئة وواقعية تشرح اراءه و ثقافته المحايدة ..
هذا و يذكر انه  اشرف على ( 28 ) رسالة ماجستير و ( 25 ) رسالة دكتوراة و ناقش اكثر من ( 45 ) رسالة ماجستير و دكتوراة .( 17 )   ان التنقل بين عناوينها و ما كتب و كتبه و ما كتب في الصحف و اعداده للتلفزيون و الأذاعة نشاط حافل .. صعب الملاحقة ببساطة .
اما الكاتب وحده هنا ، فله تاريخه المختلف ، صعب الملاحقة
0 – 0 – 5
اخيرا …  تنوع مصادر سيرته
ان تنوع مصادر سيرته وتفرعاتها و تنوع ما اختص به .. هو مكمن الصعوبة في الكتابة عنه .. يوفر صورة متكاملة لشخص اخر يسكن هذا الرجل .. و المقصود هو ان صورة هذا الرجل النهائية .. تقف في مكان ما لتتناسخ صور عدة كلهم فاضل خليل ، المخرج ، الممثل ، الأداري ، الكاتب .. الخ .
اذن  هو صاحب المواهب المختلفة و نجاحاته التي مكنته من البقاء في الصدارة او بين القلة ممن هم في الصدارة  اينما حل ، لذا اقترح وضع مداخل يمكن لها ان تكون عناوينا لمباحث …
 عنه ، اعتمادا على نص السيرة .. و كالأتي  : –
1- فاضل خليل انسانا
( النشأة ، العائلة ، اهتماماته الأخرى ، طالب العلم ، واحد من جيل )
2-  فاضل خليل و العمل الرسمي
( الموظف ، الأداري ) 
3- فاضل خليل فنانا
 ( مخرجا ، ممثلا ، صاحب الجوائز ، في المسرح ، التلفزيون ، الأذاعة ، السينما   )
4- فاضل خليل استاذا 
( الباحث ، صاحب اللقب العلمي )
هذه التسميات كعناوين او تفرعات ،هي  مبحث ، باب ، فصل  ، تناقش و تجادل سيرته املا في ان اختار مكانا اخر . ربما للكتابة بهذه الطريقة عنه ،  و على ان يتهيكل كل منها بحثا صغيرا لا علاقة له بالثاني الا بتناولها لهذا الرجل العراقي ، الفذ .

الملحقات
(ضرورة الأطلاع على نسخة من سيرته )
1- السيرة الذاتية لـلفنان . د.فاضل خليل من موقعه الشخصي عالم فاضل خليل http://www.fadilkhalel.4t.com/sera.htm
المصادر
1- مجلة المسرح ( شانو ) – مجلة فرقة سالار – العدد ( 17 ) السنة الثالثة 2010 – ص 161
2- د . شرف ، عبد العزيز ، مكتبة لبنان ، الشركة المصرية العالمية للنشر ، لونجمان ، 1992 ، ص 6
3- د . شرف ، عبد العزيز ، المصدر السابق نفسه ، ص 6
4- د . شرف ، عبد العزيز ، المصدر السابق نفسه ، ص 4 ، ص 5
5- حسين فوزي النجار : التاريخ و السير ، القاهرة ، دار القلم ، 1964 ، ص 14
6- المعرفة ، سيرة الفنان بقلمه  http://www.marefa.org 
7- نفس المصدر السابق
8- نفس المصدر السابق
9- نفس المصدر السابق
10- ويكيبيديا
11- العتابي ، عبد الجبار ، ها يمكن ان اقدم الحسين هاملت ؟  ، ايلاف http://www.elaph.com/Web/Culture/2011/6/665339.html 
12- المصدر السابق نفسه
13- حسب الله ، صميم ، مسرح فاضل خليل  :بين النص الواقعي والرؤية السحرية  ، الحوار المتمدن http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=297378
14- العتابي ، عبد الجبار ، المصدر السابق نفسه
15- شانو ، نفس العدد اعلاه
16- زنكنه ، سردار ، الفنان المسرحي فاضل خليل : المسرح الواقعي لن ينتهي ابدا ، جريدة صوت الأخر ، صفحة فنون ، العدد 186 ، 19 / 3 / 2008
17-  شانو ، نفس المصدر السابق

أحدث المقالات