10 أبريل، 2024 6:35 م
Search
Close this search box.

صرخة نملة وتوظيف الثورة

Facebook
Twitter
LinkedIn

بعد التغيير الذي حصل في مصر وبعض البلدان العربية وتحولها من الانظمة الشمولية الى بلدان تلامس الديمقراطية. فتح هذا الحدث المثير قريحة وشهية الافلام العربية لتناول مرحلة الانظمة السابقة والتفرد بالسلطة والدور الذي تلعبه الطبقة السياسية في تحقيق المكاسب على حساب المواطن البسيط. ولعل فيلم (صرخة نملة) يعد من اهم الافلام العربية التي حاولت معالجة الاحداث وتشخيص اسباب الثورة من زاوية اقتصادية وسياسية واجتماعية. (الصرخة) هي نداء استغاثة بوجه شيء ما ذات علاقة صوتية انفجارية تبدأ بشكل صغير كي تتحول الى قنبلة موقوتة. اما (النملة) فهي تحمل علاقة الحجم من حيث الصغير والكبير من حيث العدد الذي يشير الى السواد الاعظم من الشعب الذين يشابهون النمل في الكد والكفاح والنتيجة ذهاب كل هذا الى طبقة معينة غايتها الاستغلال وتصيد الفرص. قد تكون (النملة) اشارة الى سكان العشوائيات ومشاكلها المتراكبة. حاول الكاتب طارق عبدالجليل ان يحول (النملة) المسالمة الى عنصر قلق لدى السلطات الحاكمة باطار كوميدي مرة ودرامي تارة اخرى من خلال شخصية (جودة) الممثل عمرو عبد الجليل التي تحاول ان تعيش بعيدا عن المشاكل ولكن دون جدوى، لانها تأتي اليه من جوانب عدة: العلاقة الزوجية الفاشلة والسكن والعمل واستغلال اصوات البسطاء للحصول على الكراسي والمناصب. النملة  (جودة) عرفت حجمها وما لها وما عليها بعد ان دخل زنزانات الامن لكن مع هذه الحقيقة فان لها صوتا إن كان ضعيفا سيتحول الى قنبلة من خلال مشاركة الاخرين في دعم المطالب التي لاتتعدى توفر الخدمات ورفع الرسوم عن كاهل الشعب. الفيلم يحمل رؤية نقدية للانظمة الاقتصادية سواء الاشتراكية او الرأسمالية لعدم الاخذ بنظر مشاكل السواد الاعظم  من الشعب. بما ان افضل وسيلة للدفاع هي الهجوم حاولت النملة (جودة) بعد ان اقتنعت ان السكر يسرق منها ليذهب الى الغير اللعب مع الكبار لعلها تحصل على قوتها ولكن المفاجئة كانت ان هناك لوبي سياسي كالاخطبوط ممسك بالامور لايمكن للنملة من فعل شيء سوى الانغماس في دوامة العمل غير المشروع. وعندما حاولت التخلص من كل هذا كانت النتيجة تصفيتها  من جهات كثيرة لاتريد ان يكون للنمل صوت وان كان صغيرا. اضاف المخرج سامي عبدالعزير مسحة ثورية على نهاية الفيلم من القصيدة الشعرية التي عبرت عن تطلعات الجماهير العربية  الى اضافة المسحة البولسية في تصفية الخصوم كما في مشهد امام الجامع الذي لم يجد سوى مصلي واحد خلفه وكان عليه ان يمدح الحكومة واجهزتها الامنية وايضا موكب الرئيس الفارغ مع اضافة بعض المشاهد الواقعية من الثورة المصرية ضد نظام مبارك. الفيلم ممازجة بين الجيل المعاصر المتمثل بـ(عمرو عبدالجليل ورانيا يوسف) والجيل القديم المتمثل بالقدير (حمدي احمد) و(احمد وفيق).  

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب